وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر عشية اليوم العالمي للقدس اننا نقف اليوم على اعتاب اليوم المائتين لبدء الجرائم الاخيرة للصهاينة ضد قطاع غزة، هذه الجريمة التي باتت كارثة كبرى للبشرية، فالكيان الصهيوني يواصل اقترافه الجرائم المروعة في غزة.
واكدت ان عار هذه الجرائم البشعة سيبقى مثبتا دائما على جبين حماة هذا الكيان وعلى راسهم نظام الولايات المتحدة الامريكية وباقي الدول الغربية التي لم تحل دون وقوع هذا الظلم الفظيع فحسب بل قدمت منذ اليوم الاول الدعم لهذا الكيان مؤكدة ان ذلك لن يمحى من ذاكرة التاريخ البشري.
واضافت الخارجية الايرانية اننا فيما شهدنا طيلة الاشهر الستة الماضي انسجاما وتماسكا هائلين بين الناس المنادين بالعدالة واصحاب الضمائر الحية في التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم والاعراب عن الكراهية والسخط من الكيان الصهيوني القاتل للاطفال في عواصم ومدن وقرى بلدان العالم من الشرق الى الغرب وحتى في شوارع عواصم ومدن الدول الغربية، فان صرخة مظلومية وشجاعة الشعب الفلسطيني البطل وكذلك حقيقة ما يجري في فلسطين، ستصدح في اليوم العالمي للقدس هذا العام اكثر من اي وقت مضى من حناجر مئات الملايين من الاناس الداعين للعدالة والاحرار في اقاصي العالم.
واكدت وزارة خارجية دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لمسار البت الذي تقوم به محكمة العدل الدولية في المتابعة الحقوقية للاحتلال المستمر لارض فلسطين وخرق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وكذلك دعم جهود سائر دول العالم على طريق اقرار حقوق الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى السنویة للمبادرة التاريخية التي أطلقها سماحة قائد الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (قدّس سرّه) بتسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك "يوم القدس العالمي"، لقد أصبحت قضية فلسطين وتحرير القدس الشريف رمزا لوحدة أبناء البشر من كل عرق ودين وعقيدة في كل أنحاء العالم حيث يدافعون عن الإنسانية والحرية وتحقيق العدالة ويعبرون عن معارضتهم للاحتلال والظلم والقتل والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر.
اليوم وبعد مضي أكثر من 6 أشهر على جرائم الصهاينة في قطاع غزة فقد تحول وضع فلسطين وشعبها المتحضر والمظلوم إلى مأساة كبيرة للإنسانية. ومازال الكيان الصهيوني يستمر في ارتكاب جرائمه المروعة حيث قتل كيان الاحتلال العنصري والإرهابي ما يقارب 40 ألف من الرضع والأطفال والنساء والرجال الأبرياء، كما يستمر في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة والتدمير الكامل لقطاع غزة عبر تدمير المنازل السكنية والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وتجويع الناس عمداً حتى الموت.
إن تكثيف تدنيس المسجد الأقصى باعتباره القبلة الأولى للمسلمين في العالم والضرب المبرح وتوجيه الشتائم وقتل المصلين والمعتكفين في باحة هذا المكان المقدس خلال أيام شهر رمضان المبارك ونشر تقارير عن الجرائم المروعة والمخزية التي ارتكبها الصهاينة المتمثلة في اغتصاب النساء والأسرى الفلسطينيين وتوجيه الإساءة لهم، لقد حولت كل هذه الأعمال، ليس قطاع غزة فحسب، بل الأراضي الفلسطينية بأكملها من سجن بلا سقف لعدة ملايين من المواطنين الفلسطينيين إلى مسلخة بشرية ومقبرة للضمير الإنساني .
ورغم أن صوت صراخ النساء والأطفال الفلسطينيين المظلومين وأنينهم بلغ عنان السماء، إلا أن الشعب الفلسطيني الصابر والمقاوم وقف بكل شجاعة وصمود أمام هذا الظلم والجريمة التاريخية الكبرى.
ومما لا شك فيه أن عار هذه الجرائم الكبرى سيبقى إلى الأبد على جباه داعمي هذا الكيان، وفي مقدمتهم النظام الأمريكي وباقي الحكومات الغربية، الذين لم يمنعوا حدوث هذا الظلم الكبير فحسب، بل ومنذ الأيام الأولى لهذا العدوان دعموا هذا الكيان بكل ثقلهم من خلال زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإرسال كافة أنواع الأسلحة. وبالتأكيد لن يُمحى ذلك أبدا من ذاكرة وصفحات التاريخ الإنساني.
اليوم، فإن قوة صبر ومقاومة الشعب الفلسطيني الشجاع وقوى جبهة المقاومة الباسلة والمقاتلة في المنطقة، أدت إلى إذلال الكيان الصهيوني وتخبطه وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر من خلال دفن هذا الكيان وداعمه الرئيسي أي أمريكا المجرمة في مستنقع الكراهية العميقة والعامة لشعوب العالم. إن هزيمة هذا الكيان الغاصب أمر محسوم ومؤكد وفقا للوعد الإلهي. ولم تعد الأجهزة السياسية والإعلامية للاستكبار والصهيونية العالمية قادرة على منع وقوع هذه الهزيمة بأخطاء استراتيجية وحسابية أو بنسب هذه المقاومة المنبثقة عن الضمائر الحية والمحبة للحرية لشعوب المنطقة الواعية إلى إيران.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية الحكيم الإمام الخامنئي (حفظه الله) بكل وضوح وصراحة؛ إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشيد بالمقاومة وتدعمها قدر المستطاع، لكن المقاومة وصلت إلى مستوى كبير من النضج والنمو والصحوة بحيث تتخذ قراراتها دفاعاً عن المظلوم ضد الظالم وأعوانه بكل عزيمة وثبات وتدعم الشعب الفلسطيني المظلوم بكل شجاعة.
بينما شهدنا خلال الأشهر الستة الماضية الدعم الكبير الذي قدمه أصحاب الضمائر الحية والمطالبين بالعدالة للشعب الفلسطيني المظلوم والتعبير عن كراهيتهم للكيان الصهيوني القاتل للأطفال في عواصم ومدن وقرى دول العالم من شرقه إلى غربه، بل وحتى في شوارع عواصم ومدن الدول الغربية، فستصدح - أكثر من أي وقت مضى - حناجر مئات الملايين من المطالبين بالعدالة والحرية في شتى أنحاء العالم في يوم القدس العالمي لهذا العام بصوت المظلومية والشجاعة ومناهضة الطغيان للشعب الفلسطيني البطل وحقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وسيطالبون بتحرير فلسطين من نير الظلم والاحتلال والإبادة الجماعية ليس فقط لأنها القضية الأولى للعالم الإسلامي، بل أيضا لأنها قضية عالم الإنسانية وأبرز مثال على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقوانين والأنظمة الدولية.
إن إيران حكومة وشعبا إذ تدين بأشد العبارات الانتهاكات الجسيمة للقوانين والأنظمة الدولية وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من قبل الكيان الصهيوني، فإنها تجدد التذكير بمسؤولية المجتمع الدولي وحكومات العالم خاصة في الدول الإسلامية إزاء تقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم لاسيما السكان ومنكوبي الحرب المحاصرين في قطاع غزة، وتطالب الحكومات والمؤسسات القانونية
والدولية باتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة وفورية لوقف هذه الجرائم ورفع قضية جنائية لملاحقة ومحاكمة مصدري الأوامر ومرتكبي هذه المآسي الإنسانية وداعميها. وفي هذا الصدد، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى مشاركتها في مسار النظر الشفهي لمحكمة العدل الدولية في المتابعة القانونية للاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية وانتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فإنها تدعم جهود الحكومات الأخرى في العالم من أجل استيفاء حقوق الشعب الفلسطيني.
إن وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية - عشية يوم القدس العالمي (17 فروردين 1403 - 5 أبريل 2024) - إذ تعيد التأكيد على استمرار السياسة المبدئية والثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم النضالات التحررية والمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني وضرورة المواجهة الفعالة والشاملة والرادعة ضد جرائم الكيان الصهيوني المحتل والقاتل للأطفال، فإنها تدعو جميع الحكومات والشعوب الإسلامية ودعاة الحرية والحق في العالم إلى الوحدة والتضامن لمواجهة هذه الغدة السرطانية والمزعزعة للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي وتقديم الدعم والإسناد الحقيقي والعملي للشعب الفلسطيني المظلوم.
كما تجدد وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التذكير والتأكيد على الواجبات القانونية للمنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال وإنهاء الاحتلال ووقف جرائم الصهاينة الهمجية في بيت المقدس وغيرها من المناطق المحتلة في فلسطين، وإنهاء الأعمال العدوانية والمثيرة للتوتر التي يقوم بها الصهاينة في المنطقة.
تعليقك