باحث موريتاني: اسرائيل فقدت جزءا مهما من ردعها إثر الهجوم الإيراني

طهران/ 14 نيسان/ ابريل/ ارنا- قال الناشط السياسي والباحث والأكاديمي موريتاني"محمد المختار الشنقيطي": إن يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوم 13 أبريل/نيسان 2024 سيدخلان التاريخ باعتبارهما يومين فقدت فيهما الدولة الصهيونية جزءًا مهمًا من ردعها.

وأضاف الشنقيطي: هذا الفقدان لا بسبب حجم الخسائر الإسرائيلية فيهما، بل بسبب هزّ ثقة الصهاينة بأنفسهم، وتهشيم حصانة مشروعهم السياسي، وإحساس شعبهم -الملفق من أشتات الآفاق- بعدم الأمان والاطمئنان في الصميم، وتوهين إرادته وثقته في مستقبل هذه الدولة اللقيطة على أرض فلسطين وما الحرب إلا صراع إرادات في نهاية المطاف.

وتابع: هذه سابقة لم تحدث من قبل في الصراع المنضبط بين الطرفين بضوابط الواقعية السياسية من طرف إيران، وسقف المصلحة الأميركية من طرف "إسرائيل". وقد جاء الرد الإيراني متسقًا مع فكرة ضبط ميزان الردع، فتجاوز خطًا أحمر مهما لم تتجاوزه إيران من قبل، وهو ضرب "إسرائيل" بسلاح منطلق من داخل الأرض الإيرانية.

وأردف قائلا: فالجديد الذي يشكل سابقة فيما شهدناه مساء أمس، هو هذا الاستهداف الإيراني لإسرائيل -جهارًا- من داخل الحدود الإيرانية، لا من لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، وهذا الكسر الإيراني لأحد أهم الخطوط الحمر المرسومة بينها وبين "إسرائيل"؛ ردًا على كسر "إسرائيل" لخط أحمر آخر، يؤذن بأن الصراع الإستراتيجي بين الطرفين بدأ يخرج من نطاق الحرب الخفية غير المباشرة إلى الحرب الصريحة المباشرة.

و صرح: ربما تجرأت إيران على هذا الرد المباشر – الذي لا سابق له - استغلالًا لوضع نتنياهو المتضعضع في الداخل الإسرائيلي، والإشكالات في علاقاته بالأميركيين، واستنزافه في حرب غزة، بحيث يصعب عليه فتح جبهة حرب مباشرة مع إيران في هذه الظروف؛ خوفًا من انفتاح جبهات أخرى عليه، خصوصًا من جنوب لبنان والجولان. فضلًا عن أنّ من مصلحة إيران السياسية ضرب "إسرائيل" بشكل مباشر أثناء حرب غزة، ترسيخًا لمصداقيتها ومكانتها، باعتبارها الحليف العسكري الأهم للمقاومة الفلسطينية.

وقال: يمكن إجمال دلالات الهجوم الإيراني على "إسرائيل" منها أثره على حرب غزة، وعلى الوضع الفلسطيني عمومًا، ومن زاوية القضية الفلسطينية بشكل عام، يمكن القول؛ إنه لا يوجد سلاح ضد الاستعمار الإسرائيلي الاستيطاني في فلسطين أمضى من سلاح الخوف والهلع، وإن بثّ الهلع في المجتمع الإسرائيلي هو أهم ثمرات الهجوم الإيراني على "إسرائيل" مساء أمس.

وأضاف: لقد سجلت إيران مساء أمس سابقة مهمة، باختراقها الخطوط الحمر؛ ردا على اختراق "إسرائيل" تلك الخطوط. على أن هذا المشهد المثير هو الرد الإيراني المباشر فقط؛ أي الهجوم الذي لا سابق له من داخل الأراضي الإيرانية على "إسرائيل". 

واصدر الحرس الثوري مساء أمس السبت، بيانا أعلن فيه عن اطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة ومواقع الكيان الصهيوني.

وجاء في بيان الحرس الثوري: رداً على الجرائم العديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين الايرانيين في سوريا، أطلقت القوة الجو فضائية للحرس الثوري عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف محددة داخل الأراضي المحتلة.

وأوضح البيان أنّ العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت إشراف الأركان العامة للقوات المسلحة وبدعم من جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية واسناد من وزارة الدفاع.

انتهى**3269

تعليقك

You are replying to: .