جاء ذلك في تصريح للوزير "امير عبداللهيان"، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاحد بحضور عدد من السفراء ورؤساء البعثات الاجنبية المعتمدة لدى ايران، حيث تحدث بشان الهجوم الصاروخي والمسير الذي شنه الحرس الثوري ليل ليسل امس، داخل الاراضي المحتلة ردا على عدوان الكيان الصهيوني ضد القنصلية الايرانية بدمشق.
واوضح : لقد نفذت العمليات لاستهداف مركز استخباراتي وفي الواقع عين الكيان الصهيوني التي استخدمها طيلة عملياته على مدى الاشهر الستة الماضة، بما في ذلك عدوانه الاخير على سفارة الجمهورية الاسلامية في دمشق.
وتابع وزير الخارجية، ان القوات المسلحة الايرانية لم تستهدف اي مركز اقتصادي او اجتماعي في هذه العمليات، بل وحتى خلال استهدافها المقر العسكري الذي كان منطلقا لعملية الكيان الصهيوني ضد السفارة الايرانية، تم التركيز على ضرب ومعاقبة الكيان بدقة تامة.
ومضى امير عبداللهيان الى القول : نحن لا نسعى لاستهداف المدنيين، ونعرب عن تقديرنا لدول الجوار واخواننا في المنطقة، انطلاقا من ايماننا بان امن الجيران من امن الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وبيّن : ان العمليات العسكرية التي نفذتها الجمهورية الاسلامية الايرانية (امس) كانت محدودة، كما ابلغنا البيت الابيض فجر اليوم بان عملياتنا محدودة وقد نفذت بالحد الادنى في سياق الدفاع المشروع ومعاقبة الكيان الصهيوني.
واستطرد قائلا : في الاشهر الستة الماضية، حيث شاهدنا اقدام الكيان الصهيوني على جرائم تركيبية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، استهدف هذا الكيان من خلال عمليات عسكرية وارهابية، اماكن ومستشارين عسكريين ايرانيين يتواجدون بصفة رسمية في سوريا، ما اسفر عن استشهاد عدد من هؤلاء المستشارين.
وتابع وزير الخارجية الايراني : لقد صبرنا على مدى 6 اشهر، والتزمنا ضبط النفس نظرا للظروف الحرجة التي تمر بها المنظمة وبناء على موقفنا المتمثل في عدم توسيع نطاق الصراع، لكن يبدوا ان الكيان الصهيوني تلقى عنوانا واشارة خاطئة من هذا الموقف الايراني، ليقدم خلال الايام الماضية على تنفيذ هجوم وقح وعملية ارهابية اخرى من مرتفعات جولان المحتل، باستخدام مقاتلات F 35 وصواریخ امریکیة الصنع، مستهدفا سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في دمشق، ومنتهكا بذلك جميع القوانين والمعاهدات الدولية المعتمدة في فيينا.
ولفت الى ان هذه العملية الارهابية، استهدفت المبنى القنصلي والمضيف (مكان اقامة السفير الايراني) بدمشق؛ ما اسفر عن تدمير كامل المبنى واستشهاد 7 مستشارين ايرانيين كانوا يحملون جوزات دبلوماسية ويقومون بمهام رسمية في اطار مكافحة الارهاب، و6 اخرين من المواطنين السوريين بمن فهم امراة وطفلها.
واضاف امير عبداللهيان : نظراً للظروف الحساسة التي تسود المنطقة وإيماناً بمبدا ضبط النفس وعدم توسيع دائرة التوتر والحرب داخل المنطقة، ركزنا من جديد على المسار السياسي والقانون الدولي، وقد طرح بيان بمبادرة من روسيا في مجلس الأمن الدولي، لكنه واجه الصمت.
وقال : للأسف، من خلال هذا الإجراء الذي يتعارض مع القوانين والمعايير الدولية لاتفاقيات فيينا، أعلنت الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا معارضتها لإصدار بيان يدين الهجوم على سفارة بلادنا في سوريا، كما منعت ( تلك الدول) اصدار قرار من قبل مجلس الأمن الدولي يدين كحد ادنى التحركات التي تطال الأماكن والأشخاص ذوي الحصانة الدبلوماسية.
واكمل وزير الخارجية الايراني في هذا المؤتمر الصحفي، قائلا : بطبيعة الحال، إن نتيجة هذا السلوك من جانب امريكا ودولتين اوروبيتين سبق ذكرهما، هو تشجيع نتنياهو على تجاوز الخطوط الحمراء وتجاهل ميثاق الامم المتحدة والقوانين والمعاهدات الدولية اكثر فاكثر.
انتهى ** ح ع
تعليقك