ومن منبر خطبة الجمعة التي اقيمت اليوم في طهران، اعتبر خطيب صلاة الجمعة في طهران حجة الاسلام والمسلمين " محمد حسن ابو ترابي فرد" ان الاعلام والسرد يحددان حالة الميدان في أجواء الحرب المعرفية لافتا الى ان ملحمة الوعد الصادق تحتاج أكثر من أي عملية أخرى لسرد رواية الفتح المبين.
وبالإشارة الى تصريحات القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء "حسين سلامي" بهذا الخصوص، أوضح خطيب جمعة طهران انه كان من الممكن أن تكون هذه العملية واسعة النطاق للغاية لكنه تم حصر نطاق العملية في ذلك الجزء من القدرات التي استخدمها الكيان الصهيوني لمهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد قادة من الحرس الثوري الايراني.
واضاف ابو ترابي فرد انه وفي هذه العملية المذهلة استخدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والدول الحليفة كافة الاوراق والقدرات الدفاعية، أما إيران فقد استخدمت عددا محدودا من أوراقها الهجومية، وهو ما يوضح حالة الميدان بحيث كان حجم العملية ونطاقها وتعقيدها ملحوظا.
واشار حجة الاسلام أبو ترابي فرد الى ان ايران في هذه العملية المحدودة والعظيمة التي قام بها ابناء الثورة الاسلامية قد أظهرت قوتها القيادية في توجيه عمليات المسيرات والصواريخ الأكثر تعقيدا واتساعا وتقدما، واغرقت الكيان الصهيوني في صدمة اختراق منظومته ومنظومة حلفائه الدفاعية ردا على ارتكابه خطأ مهاجمة القنصلية الإيرانية فی سوریا.
وتابع مؤكدا على أن العملية كانت أكثر نجاحا مما كان متوقعا واصابت اهدافها المنشودة بدقة لافتا الى ان ايران قادرة على استهداف اماکن تواجد العدو في الأراضي المحتلة ومعاقبة الکیان الصهیوني قاتل الأطفال في أي وقت.
واستطرد خطيب جمعة طهران انه وفقا لخبراء ومحللين عسكريين، فإن عملية الوعد الصادق لها تداعيات متوسطة وطويلة المدى، ومن خلالها جذبت إيران انتباه جميع القوى الصغيرة والكبيرة، وتمكنت بالإضافة الى قوتها العسكرية، أن تظهر قوتها كتمرين، مما زاد من العامل الأمني لإيران ودول محور المقاومة من خلال تقليص مصداقية الردع لدى الدول الغربية.
ولفت حجة الاسلام ابو ترابي فرد الى أن عملية الوعد الصادق كانت مثالا بارزا على الإنجاز الفضائي الإيراني الذي كلف الكيان الصهيوني وحلفائه أكثر من 3 مليارات دولار.
واوضح خطيب جمعة طهران بأن احدى رسائل عملية الوعد الصادق أولا وقبل كل شيء أنه لم تهدف الجمهورية الاسلامية الايرانية فی استراتیجیتها الدفاعية الى توسیع رقعة الحرب،وبانها تولي أهمية كبيرة لتحسين الأمن خاصة في المنطقة والدول الإسلامية والمجاورة، وفي الوقت نفسه، تعتبر إيران أن تحسن الوضع الأمني مرتبط بتحسن مستوى الردع، وعلیه فقد أظهرت هذه العملية أن أي قوة تعمل ضد إيران ستواجه ردا قاسيا ولا يوجد أي استرضاء او مجاملة بهذا الخصوص.
ومن ناحية أخرى، بيّن حجة الاسلام ابو ترابي فرد انه يجب على أمريكا وحلفائها الغربيين أن يتعلموا من إخفاقاتهم في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والعقوبات الطويلة ضد إيران وألا يكرروا الأخطاء الحسابية الماضية.
وفي اشارة الى ان تكلفة الجرائم بمئات المليارات من الدولارات ضد شعوب المنطقة من المسلمين والمسيحيين واليهود، لم تحقق شيئا للغرب، اكد خطيب جمعة طهران على ان الإستراتيجية الوحيدة لأمن المنطقة هي دعوة شعب فلسطين الكريم لتشكيل حكومة فلسطينية مستقلة بناء على أصوات الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين ويهود.
کما اکد حجة الاسلام ابو ترابي فرد على انه تم تحقيق التكنولوجيا والانجازات العلميةعلى أيدي شخصيات علمية مثقفة وبتوجيه من المراكز العلمية والأكاديمية وبتوجيهات قائد الثورة الإسلامية في وضع يواجه فيه الشعب والنظام الجمهوري الايراني أشد العقوبات الدولية بسبب رغبتهم في الاستقلال وترديدهم شعار "لا للغرب ولا للشرق ".
واردف بأن هذه الإنجازات العلمية والعسكرية لم تتحقق إلا بالاستفادة الصحيحة من قدرات المؤسسات العلمية وقدرات الخبراء المحليين، مما أدى إلى الشعور بالاعتزاز الوطني وتعزيز الثقة بالنفس والأمل والاستفادة من القدرات والبنى التحتية المتراكمة خلال العقود الأربعة الماضية.
وفي الختام أكد أبو خطيب جمعة طهران على أهمية الوحدة الوطنية موضحا بأنه من الممكن التغلب على التحديات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية والتضامن الإسلامي، ويمكن رؤية إيران في مكان مختلف، معربا عن امله انه ومن خلال النظر إلى هذه القدرات وجهود كبار المسؤولين في المجتمع الإسلامي، ستتمكن البلاد من التغلب على جميع التحديات من خلال تحسين وضع الردع الدفاعي لايران القوية والمقتدرة.
انتهى**ر.م
تعليقك