وفي كلمته يوم الخميس امام جمع من طلاب وأساتذة الحوزة العلمية في مدرسة "فيضية" للعلوم الدينية بمدينة قم المقدسة، قال آية الله رئيسي: لقد شرحت رؤيتنا بشأن وثيقة 2030 في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الزيارة إلى نيويورك من خلال المشاركة في اجتماع بالنيابة عن إيران الإسلامية.
*عملنا يرتكز على وثائقنا المعتمدة من قبلنا
وتابع: نحن لا نتحدث بطريقة غير عقلانية، لدينا وثيقة إصلاح التعليم بأنفسنا، عملنا يعتمد على وثائقنا المعتمدة، نحن بالتأكيد نستفيد من تجارب الآخرين، ولكن لدينا راينا الخبرائي تجاه الوصفات التي يكتبها الآخرون لهذا البلد.
وأضاف رئيس الجمهورية: نحن نستفيد من خبرات الآخرين، كما قال الإمام (رض) في مدرسة "فيضية" إننا نستفيد من منجزات الحضارة، لكننا نرفض مظاهر الفساد ولا نعمل بها، كما قال الثورة الشيء ذاته، ولن نستخدم وصفات الآخرين دون دراسة وتوطين ومراعاة الاحتياجات والتوافق مع الثقافة الدينية والثورية.
*الغاء وثيقة 2030
وأوضح: ان من الوثائق التي ألغيتها في بداية مهام الحكومة كانت وثيقة 2030.
وبين أن ديننا وشريعتنا بُنيا لإنقاذ الإنسان وارساء الحياة السليمة، وقال: إن السلامة في الأخلاق والفكر والعمل وغيرها من مجالات الحياة المعاصرة هي الهدف المهم للشريعة والدين في الحياة الاجتماعية.
وتابع آية الله رئيسي: إن فعالية الدين في إدارة الحياة الاجتماعية للإنسان المعاصر كانت الراية المهمة التي رفعتها الحوزات العلمية مع الثورة الإسلامية المجيدة في القرن الحالي.
وأشار رئيس الجمهورية إلى سير الثورة خلال أكثر من أربعة عقود من حياة الدولة، وتابع: لقد أثبتت الثورة الإسلامية في إيران أن الفقه الحضاري للدين الجعفري قادر على تلبية كافة احتياجات الحياة الاجتماعية في العصر الحاضر.
وقال: ان شعار "نحن قادرون" يرتكز على القدرات العلمية والارصدة الموجودة في البلاد في مواجهة الرؤى الانهزامية امام الغرب في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واضاف: خلال العقود الأربعة للثورة الإسلامية، أينما تحركنا بعقلانية ثورية، حققنا تقدما ونجاحا، ولكن في كل قضية عملنا فيها لإرضاء الغربيين، واجهنا مشاكل.
ووصف آية الله رئيسي التحلي بالرؤية العلمية والمنطقية والمثقفة من سمات الإنسان الثوري وتابع: ان الإنسان الثوري حاضر في المشاهد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المهمة كما كان حاضرا في جبهات القتال في بداية الثورة.
وأكد أن العدالة هي أحد أهم المفاهيم الدينية، وأوضح أن العدالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفردية مؤشرات مهمة للعدالة المحورية التي يجب أخذها بعين الاعتبار بالتزامن معا.
وقال رئيس الجمهورية: نتوقع من طلبة العلوم الدينية الثوريين أن يعرفوا المجتمع واحتياجاته وأن يكون لديهم الاستعداد للعب دور في حل تحديات المجتمع وهذا هو الطريق الذي بذل فيها الشهداء دماءهم الطاهرة.
*الاهتمام بمعيشة الفئات ذات الدخل المحدود أولوية في خطط الحكومة
وشدد آية الله رئيسي على اهتمام الحكومة بمعيشة الطبقات محدودة الدخل والمحرومة وتابع: الحكومة الثالثة عشرة أعطت الأولوية للاهتمام بالطبقات المحرومة في كافة قراراتها وسياساتها. وهذا هو الرأي الذي يؤكده العلماء والقيادة الرشيدة.
وأشار إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة في مجال تمكين الإنسان تحت غطاء المؤسسات الداعمة والمساندة، وقال: تتخذ الحكومة خطوات نحو زيادة معاشات المتقاعدين وتوفير الدعم في مجالات استخدام المياه والكهرباء والغاز والتأمين الصحي وغيرها من الخدمات التي يمكن أن تساعد في حل مشاكلهم.
*تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 6 بالمائة
وتابع: قبل بدء مهام الحكومة الـ13، كان النمو الاقتصادي قريباً من السالب، أما في هذه الحكومة فقد شهد النمو الاقتصادي للبلاد قفزات بحيث وصل الآن إلى 6 بالمئة.
وأضاف رئيس الجمهورية: لقد تم حل بعض المشاكل وهذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل، بل يعني أن الاتجاه الصحيح قد اتخذ.
وذكر: في الأشهر الستة الأولى للحكومة الـ13 وصل النمو الاقتصادي إلى 4%، وفي العام الثاني للحكومة ارتفع إلى أكثر من 4%، وفي العام الماضي، وصل النمو الاقتصادي إلى 6%.
وقال آية الله رئيسي: عندما بدات الحكومة الثالثة عشرة مهامها، كان يتم إنتاج حوالي 700 ألف سيارة سنوياً في البلاد، الا ان الرقم وصل إلى أكثر من مليون و 300 الف سيارة في الوقت الحاضر.
وأكد أنه تم تخصيص 45 مليار دولار العام الماضي للقطاع الصناعي في البلاد، وتابع: مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، تم حل مخاوف رجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين بشأن المعروض من العملة الأجنبية بشكل كامل.
واضاف آية الله رئيسي: في بداية الحكومة خططنا لحل مشكلة التوتر المائي في 10 آلاف قرية، وتمكنا لغاية الان من حل مشكلة أكثر من 5 آلاف قرية منها في هذا الصدد.
وقال: بينما كان لدينا في بداية عمل الحكومة نقص في الكهرباء بمقدار 22 ألف ميغاواط، تمكنا الان من اضافة 8000 ميغاواط الى قدرة البلاد، كما تم البدء بمشروع إنتاج 10 آلاف ميغاواط اخرى من الكهرباء للاغراض الصناعية للفصل بين الاستهلاك المنزلي والصناعي.
*حل المشاكل المعيشية يعتمد على الاقتصاد المقاوم
وقال آية الله رئيسي: ان حل المشاكل المعيشية والاقتصادية رهن بالاهتمام بالاقتصاد المقاوم، وحل المشاكل الثقافية رهن أيضا بالاهتمام بالمفاهيم والقيم الثقافية للثورة الإسلامية.
وأكد رئيس الجمهورية أننا على يقين من أن العقوبات أصبحت عديمة الجدوى، وقال: الحكومة تسيطر على أسباب التضخم وتزيلها، وبحسب معلومات المؤسسات المالية الدولية فإن مؤشرات الاقتصاد الإيراني واعدة.
وقال آية الله رئيسي: لقد شهدت بلادنا أكبر ضغط من العقوبات في الصناعات العسكرية والنووية والسيارات لكنها حققت نجاحات كبيرة في هذه المجالات أيضاً.
وقال: يمكننا أن نتقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على أساس تعاليم الثورة الإسلامية، ونحن نحرز تقدما في جميع هذه المجالات.
انتهى ** 2342
تعليقك