ورداً على هذه الدعوات، طالب رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ "عكرمة صبري"، بالدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته مما يخطط له المستوطنون المتطرفون من اقتحامه ورفع مئات الإعلام الإسرائيلية في ساحات المسجد.
وأكد صبري أن الشعب الفلسطيني ومرابطيه لن يسمحوا بتدنيس مسجدهم والاعتداء عليه، محذراً من أن سماح الشرطة برفع أعلام الاحتلال سيؤدي إلى تدهور الأوضاع أكثر فأكثر.
رفع الأعلام في المسجد الأقصى سابقة خطيرة
من جانبه، قال المحلل السياسي والإعلامي "راسم عبيدات"، إن سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين برفع مئات الأعلام الإسرائيلية في ساحات الأقصى سيشكل سابقة خطيرة للغاية ستكرس واقعاً جديداً رغماً عن إدارة الأوقاف الإسلامية، التي سلبها الاحتلال معظم صلاحياتها في الإشراف على المسجد الاقصى وإدارة شؤونه.
وأضاف عبيدات أن خطوة كهذه "تعتبر ذات أهمية كبيرة وتحمل رمزية خاصة لمنظمة "بيدينو" اليمينية المتطرفة، التي دعت إلى الاقتحام، حيث تسعى في النهاية إلى نقل السيطرة على الأقصى من الزمن الإسلامي إلى الزمن اليهودي كما يرد في سرديات وأدبيات هذه المنظمة الاستيطانية المتطرفة"، داعياً الأوقاف إلى "التصدي لهذه المحاولات، والتي ستفضي إلى مزيد من التصعيد".
وفي منشور لها وزّعته مؤخراً، أكدت منظمة "بيادينو" اعتزام أنصارها رفع العلم الإسرائيلي خلال اقتحامهم لساحات الأقصى. وأشارت إلى أن "نحو 500 يهودي يعتزمون رفع الأعلام الإسرائيلية في المسجد الأقصى بيوم الاستقلال".
في حين أطلقت منظمة أخرى هي "نساء من أجل الهيكل الاستيطانية"، دعوات مماثلة لاقتحام الأقصى تزامناً مع الدعوات لرفع 500 علم في الأقصى. وتقول منظمة "بيدينو" المتطرفة إن رفع الأعلام سيكون رداً على معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي جاء جزء منها رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وكان المستوطنون المتطرفون بدعم وحماية من شرطة الاحتلال قد كثفوا من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في أسبوع عيد الفصح اليهودي الأخير، حيث اقتحمه أكثر من ألفي مستوطن، وأدوا طقوساً وصلوات تلمودية فيه، في وقت قيدت قوات الاحتلال دخول المصلين المسلمين إليه.
وكما في كل عام في 15 أيار/مايو، يتذكر الفلسطينيون ذكرى النكبة التي تشرد بسببها أكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين عام 1948.
و"النكبة" هي مصطلح سياسي يشير إلى التهجير القسري الجماعي للشعب الفلسطيني خلال عام 1948، إذ طردت العصابات اليهودية قرابة 800 ألف مواطن فلسطيني من مدنهم وقراهم، ودمرت أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، قبل تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني.
انتهى**3276
تعليقك