وافاد المركز الفلسطيني للاعلام ان حمدان، اكد الثلاثاء، في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت عنوان (حريتكم وعد): أنّ استمرار معاناة وتصعيد الاحتلال جرائمه المروَّعة وانتهاكاته المُمنهجة ضد الأسرى والأسيرات في سجونه كانت ولا تزال أحد الأسباب المفجّرة لكل الانتفاضات والثورات في وجه العدو الصهيوني، وإن الانتصار لشعبنا والدفاع عن حقوقه، وفي مقدّمتهم أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات هو أحد عناوين معركة طوفان الأقصى البطولية.
وأضاف بالقول: يأتي هذا التصعيد الإجرامي ضدّ الأسرى والمعتقلين من الضفة الغربية والقدس المحتلة في سجون الاحتلال، والرهائن والمختطفين من قطاع غزَّة في مراكز ومعسكرات الاعتقال، في ظل حكومة صهيونية هي الأشدّ نازية وتطرّفاً، فمجرم الحرب “بن غفير” وزير ما يسمَّى “الأمن القومي الصهيوني” يُمعن يومياً في سياسته الانتقامية من أبناء شعبنا الأسرى والمختطفين.
كما أشار حمدان إلى جريمة الإخفاء القسري التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، واستمرار التعتيم المُمنهج حول حقيقة أوضاع الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمحتجزين من قطاع غزَّة، في سجونه ومراكز ومعسكرات اعتقاله، منذ السَّابع من أكتوبر 2023م، وبدء العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزَّة.
وقال حمدان: منع الاحتلال للمؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، من الوصول إلى الأسرى، وتقييم أوضاعهم، خصوصاً الأسرى الذين اختطفهم من قطاع غزَّة، والمغيّبين تماماً عن أيّ تواصل، ولا يُعرَف مصيرهم، إلاّ من خلال تسريبات تخرج من حين لآخر من مستشفيات السجون ومن مراكز الاعتقال، والتي تؤكّد واقعهم المأساوي، والانتهاكات البشعة بحقّهم.
تجاهل معاناة أسرانا
وقال حمدان: إنه يتم تجاهل معاناة ومأساة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، المستمرة منذ 76 عاماً، والتي تصاعدت وازدادت حدّتها منذ السابع من أكتوبر 2023م، مقابل الاهتمام الكبير الذي تظهره الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، بأسرى الاحتلال لدى المقاومة، في سلوك فاضح، يؤكّد الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال الإرهابي، وإغماض العين عن معاناة ومأساة شعبنا المستمرة.
ولفت إلى أنّ الاحتلال يستمر في انتهاكاته وجرائمه ضدّ الأسرى وتصعيد كلّ أشكال الانتقام والتعذيب النفسي والجسدي، والقتل البطيء، والحرمان من العلاج والغذاء والدواء، ومن أبسط الحقوق الإنسانية، والإعدامات الميدانية للمختطفين من قطاع غزَّة في معسكرات الاحتجاز والاعتقال.
وشدد على أنّ شهادات المُفرج عنهم في قطاع غزَّة مروعة ومفجعة، والتي تروي فظاعة الانتهاكات وبشاعة الجرائم التي ارتكبت ضدّهم خلال مدَّة الاعتقال والاحتجاز.
وتابع بالقول: إن تقارير مسؤولين في وكالة الأونروا أكّدت “إرسال الاحتلال الصهيوني 225 جثماناً لشهداء شعبنا إلى قطاع غزَّة في 3 حاويات منذ ديسمبر”، ونقلتها “الوكالة إلى السلطات الصحية المحلية لدفنها”، وأنَّ جيش الاحتلال كان “يتخلّص من المحتجزين المُفرج عنهم أو يلقي بالجثث التي تنقل إلى الكيان وتعاد إلى قطاع غزَّة”، في سياسة نازية فاشية تكشف حقيقة هذا الجيش المنعدم الضَّمير والإنسانية والمنفلت من كل القيم والأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية.
وأضاف حمدان: بتاريخ 4 /4/ 2024م، كشف طبيب صهيوني يعمل في مستشفى ميداني أقيم في معسكر اعتقال “سديه تيمان” بصحراء النقب عن تجاوزات قانونية ترتكب بحقّ معتقلي قطاع غزة في المعسكرات، حيث قال: إنَّه خلال أسبوع واحد فقط تمَّ بتر ساق أسيرين بسبب مضاعفات نتجت عن تقييدهم بالأصفاد، وأكّد أن الأمر بات اعتيادياً، كما وصف ظروف الأسرى الغزيين “بالمزرية”، وأنَّ مخالفات غير معقولة تقترف بحقّهم، ممَّا يعرّضهم لخطر الموت الحقيقي.
ارتفاع غير مسبوق بأعداد الشهداء في السجون
وأشار حمدان إلى أنّ أعداد الشهداء داخل السجون ارتفعت بشكل غير مبسوق، فمنذ 7 من أكتوبر تمَّ الإعلان عن ارتقاء 18 أسيراً داخل سجون الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبتاريخ 28/5/2024م: كشف جيش الاحتلال عن استشهاد 37 فلسطينياً من قطاع غزَّة في مراكز الاحتجاز الصهيونية، منذ السابع من أكتوبر حسب ما نقلت عنه وكالة أسوشيتد برس.
وقال: لقد تصاعــدت الانتهاكات الصهيونية بعــد السابع مــن أكتوبــر 2023م، بشــكل غيــر مســبوق، ليصــل عــدد الأسرى والمعتقلين منذ ذلك التاريخ إلى مــا يقــارب 9500 معتقــل فلسطيني، يتعرَّضون لجحيم من التجويع والإذلال والتنكيل وتكسير عظامهم وأطرافهم، وصولاً إلى استشهاد العشرات منهـم نتيجة التعذيب في المعسكرات وأقبية التحقيـق أو نتيجة الإهمال الطبي المتعمَّد أو الحرمان من الغذاء والدواء.
النساء الأسيرات
وتابع حمدان حديثه، أنّ دراسات الرصد والتوثيق تفيد أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ العام 1967؛ كان من بينهن 4 أسيرات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن في ظروف قاسية وصعبة.
كما لفت إلى أنه منذ السابع من أكتوبر، تعرضت نساء وحرائر قطاع غزة لأبشع صنوف الاعتداءات الجسدية غير المسبوقة والإهانة المتعمدة والإذلال والممارسات الانتقامية، وذلك أثناء عمليات التوقيف أو الاعتقال أو التحقيق أو الاحتجاز في ظروف غير إنسانية.
وقال حمدان: لقد وثّقت مراكز حقوقية فلسطينية ودولية وتقارير إعلامية غربية شهادات مروّعة لمعتقلات ومحتجزات من قطاع غزَّة، تمَّ اعتقالهن واحتجازهن من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، تعرّضن للعنف الجنسي والتعذيب والإهانة، من بين هذه الشهادات:
🔹 التحقيق القاسي والتهديد من قبل جنود الاحتلال بالاغتصاب حال عدم إطاعة أوامرهم بتسجيل مقاطع مصورة تهاجم حركة “حماس”، والتهديد بعدم رؤية الأبناء حال عدم الاستجابة لهم.
🔹 تكبيل الأيادي من الخلف ووضع عصابة على العين والتفتيش شبه العاري والإبقاء أمام أعين الجنود لساعات طويلة، مع السخرية والإهانة والسب والشتم.
🔹 عند الاعتقال يتم مصادرة كافة المقتنيات الخاصة بالنساء من ذهب وأموال وأغراض شخصية، والإجبار على خلع الملابس والإخضاع لجلسات تحقيق شديدة، تتضمَّن معاملة قاسية من ضرب وتعذيب وتوجيه ألفاظ نابية.
ونوه إلى أنّه ما زال الاحتلال الصهيوني يعتقل في سجونه أكثر من 200 طفل فلسطيني، يواجهون بعد السابع من أكتوبر الماضي؛ ظروفا قاسية ويتعرضون لكل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي.
وأضاف: أن الاحتلال الصهيوني اعترف بوجود 865 معتقلا في معسكراته وسجونه، وأطلق عليهم (مقاتلين غير شرعيين)، وهم المختفون قسريا فيما كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن اعتقال أكثر من 4000 من قطاع غزَّة منذ بداية الحرب، كما صدر أمر اعتقال “دائم حسب وصفهم” بحق 2000 منهم، وهنا نشير إلى رفض الاحتلال إعطاء أية معلومات حول الأسرى المختطفين للجهات والمنظمات الدولية المعنية.
سياسية التنكيل والانتقام
وتابع حمدان بالقول: إن تقارير حقوقية كشفت أن جيش الاحتلال يستنسخ جرائم العصابات الصهيونية إبان نكبة تهجير الفلسطينيين عام 1948، في نهج وسياسة انتقامية تمعن في التنكيل والبطش وصلت لحد تحويلهم لممارسة سلوك حيواني في تصرفاتهم وحياتهم وإجبارهم على ذلك تحت الضرب والتعذيب وممارسة كل أشكال البطش بحقهم، ومن بين تلك الجرائم والانتهاكات:
🔹 الإعدامات الميدانية المُمنهجة للمحتجزين، وهي سياسة صهيونية قديمة ومتجذرة لدى هذا الكيان الفاشي ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية، التي لن تنسى إعدامات جيش الاحتلال لجنود مصريين أعدموا حرقاً غربي مدينة القدس المحتلة، قبل 57 عاماً.
🔹 التقيّد بالقيود البلاستيكية وهم معصوبو الأعين.
🔹 تعمد إذلال المختطفين عند اعتقالهم ونقلهم إلى مراكز الاحتجاز.
🔹 الحرمان من النّوم والأكل والماء.
🔹 الضرب المبرح بأسلاك الكهرباء والأسلحة الرشَّاشة.
🔹 التعذيب الانتقامي وكل أنواع التشفي والإذلال.
🔹 الإيذاء النفسي بالسب والشتم.
🔹 التّعرية المشينة والضرب القاسي على كل أنحاء الجسم.
🔹 الحرمان من الرّعاية الصحيّة اللازمة خصوصاً للمرضى والجرحى.
🔹 الإجبار على قضاء الحاجة في الحفاضات.
وقال حمدان: مارس الاحتلال أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما سن الاحتلال النازي قوانين تنتهك وتخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، كقانون إعدام الأسرى، ومن بين هذه الانتهاكات والجرائم التي تم توثيقها:
🔹 الإعدامات الميدانية للمعتقلين.
🔹 بتر أطراف عدد من الأسرى بسبب الأصفاد الحديدية.
🔹 التعذيب النفسي والجسدي، والشبح، والضرب المبرح، وتقييد الأيدي خلف الظهر بالأصفاد لأيام طويلة.
🔹 الإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من العلاج والدواء.
🔹 سياسة العزل الانفرادي.
🔹 تنفيذ التعذيب على مرأى من مدنيين إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بوسائل الاتصال الجديدة وهم يستهزئون.
🔹 سياسة تجويع الأسرى وحرمانهم من أدنى حقوقهم.
🔹 الاعتقال الإداري التعسفي.
🔹 الحرمان من زيارة الأهل.
🔹 منع المحامين والمؤسسات الحقوقية من زيارتهم وتفقد أحوالهم.
🔹 هدم منازل ذوي الأسرى.
🔹 احتجاز جثامين الشهداء من الأسرى.
وأكد أنَّ هذا الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونه ومراكز احتجازه ومعسكرات الاعتقال النازية، تعدّ انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلّب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفها وإنهائها فوراً.
وشدد على أنّ استمرار صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية أمام هذه الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين؛ يحمّلهم جميعاً المسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية عن تداعياتها ونتائجها الخطيرة ضد شعبنا الفلسطيني.
مطالب بالسماح لأهالي الأسرى بزيارتهم
ودعا حمدان الأمم المتحدة وكل الدول والحكومات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى الضغط على الاحتلال للسماح بزيارة الأهالي للأسرى ودخول المنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف على أوضاعهم الإنسانية في السجون ومراكز ومعسكرات الاعتقال والاحتجاز.
كما أكد على ضرورة الدعوة لتحرّك دولي عاجل وجاد يفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال الصهيوني المتصاعدة والمستمرة ضدّ أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، والعمل على تجريمها ووقفها، والضغط للإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين منذ السابع من أكتوبر 2023م.
كما حذر من أنّ تجاهل العديد من الدول والمؤسسات خصوصاً الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية الدَّاعمة للاحتلال لأوضاع ومعاناة الأسرى والانتهاكات التي ترتكب ضدّهم بفعل جيش الاحتلال يمثل سياسة مجرمة تنظر بعين واحدة وتكيل بمكيالين عندما يتعلّق الأمر بالاحتلال الصهيوني ما يجعلها منخرطة في هذه الممارسات الإجرامية ضد أسرانا في السجون، وشعبنا الذي يتعرّض للإبادة على يد الكيان الصهيوني وحكومته الفاشية.
وقال حمدان: لقد بات واضحاً أمام العالم إلى أيّ صنف ينتمي هؤلاء القتلة المجرمون النازيون الذين ينتهكون كل القيم والأعراف الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية ضد المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجونهم ومراكز اعتقالهم.
وتابع بالقول أنّه بات واضحاً للعالم – في المقابل – مدى المعاملة الإنسانية التي تلقاها أسرى العدو لدى المقاومة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وذلك باعتراف وشهادات أسرى العدو المفرج عنهم.
فتح باب المفاوضات في كل شيء
وتابع حمدان بالقول: إنّ الرَّدّ الإسرائيلي على المقترح الذي وافقنا عليه يوم 6 مايو، يتكلّم عن فتح باب المفاوضات في كلّ شيء، وبلا نهاية، وهذا لا يتفق مع الموقف الذي تحدَّث عنه الرَّئيس الامريكي بايدن في خطابه بخصوص وقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشامل والذي عبَّرنا عنه بالإيجابي.
ولفت إلى أنّ ما قاله الرئيس الأمريكي بالنص: “أنَّ الوسطاء يضمنون بقاء المفاوضات إلى ما لا نهاية حتّى يتفق الطرفان”، وهذا يؤكّد أن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة.. يأخذ فيها الأسرى.. ثمَّ يستأنف عدوانه وحربه على شعبنا، فالاحتلال لا يريد وقف إطلاق النَّار، ولا يريد التوصّل إلى نتائج.
وأكد حمدان أن حركة حماس أبلغت موقفها للوسطاء.. أنَّه ما لم يكن هناك موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالاستعداد لوقف إطلاق النَّار الدائم .. والانسحاب الشامل من قطاع غزَّة – وهذا هو ما يمكن أن يفتح الباب واسعاً لإتمام الاتفاق – وإلاَّ فإنَّنا لا يمكن أن نوافق على اتفاق لا يؤمّن ولا يضمن ولا يؤكّد على وقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشَّامل من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل جادة وحقيقية.
وقال حمدان: الآن، نحن ننتظر الموقف الإسرائيلي الواضح من هذه المسألة التي تجد إجماعاً دولياً عليها، ونطالب الوسطاء بالحصول على موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالتزامه بوقف إطلاق النَّار الدَّائم والانسحاب الشامل.
وأشار إلى أنّ هذا الموقف الذي أبلغناه للوسطاء؛ وهو الموقف الوطني الذي يمثل الفصائل الفلسطينية وتؤكّد عليه، وأبلغته لفريقنا المفاوض والذي يمثلهم.
انتهى ** 2342
تعليقك