باقري: عضوية ايران في البريكس عقلانية استراتيجية /طهران وموسكو عازمتان على ترسيخ العلاقات

طهران / 12 حزيران/يونيو/ارنا- اعتبر وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي باقري، عضوية إيران في مجموعة البريكس عقلانية استراتيجية في مجال السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال أن التعاون بين إيران وروسيا يظهر ان قادة البلدين يمتلكون عزما جادا على تعزيز العلاقات ويستغلون كل الفرص من اجل مصالح البلدين والشعبين.

وفي معرض رده على سؤال حول تقييمه للوضع الحالي للعلاقات السياسية بين إيران وروسيا وما هي أهم مجالات التعاون السياسي بين البلدين وكيف يرى آفاق هذه العلاقات؟ قال باقري: إيران وروسيا جارتان تربطهما علاقات تاريخية وعميقة، وخلال السنوات الماضية توسعت مجالات العلاقات بينهما كثيرا، لكن النقطة المهمة هي أن التهديدات المشتركة قدمت فرصا مشتركة للبلدين، وبناء على ذلك فإن لدى البلدين عزما جديا وحازما على تطوير التعاون في مختلف المجالات. ولذلك، فإن الاتجاه المتزايد للتعاون بين البلدين يظهر أن قادتهما عازمون على تعزيز العلاقات والاستفادة من كافة الفرص لصالح البلدين والشعبين.

وحول كيفية التعاون بين إيران وروسيا في قضايا الأمن الإقليمي، وخاصة في الشرق الأوسط، قال: باعتبارهما دولتين تعيشان في المنطقة، ولهما مصالح فيها، فقد تصرفت إيران وروسيا دائمًا في إطار إزالة التهديدات المشتركة. يعد الإرهاب أحد التهديدات المشتركة التي تهدد دول المنطقة، بما في ذلك إيران وروسيا، لذا فإن العزم الجاد للبلدين على مواجهة الإرهاب يعد استراتيجية جدية وعلى جدول أعمال المؤسسات المعنية بين إيران وروسيا.

*العملة المشتركة ومجموعة البريكس

وفيما يتعلق باستخدام العملة المشتركة لمجموعة البريكس، وما هو نوع التعاون بين إيران وروسيا في هذا الصدد؟ قال: ان مسألة اطلاق عملة مشتركة أو إلغاء الدولرة في نظام التبادل التجاري والاقتصادي لدول البريكس هي استراتيجية جادة مطروحة على أجندة الدول الأعضاء ، ووزارات المالية في الدول الأعضاء تعمل على استكمال هذه العملية في إطار برنامج مكتوب.

واضاف: ان مسألة عضوية إيران في البريكس تأتي من عقلانية استراتيجية في مجال السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها قوة إقليمية، ومن المؤكد أن إيران ستستخدم كل قدراتها لتأمين مصالحها الوطنية وكذلك ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة. لذلك، فإن البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، باعتبارهما مؤسستين دوليتين في إطار التعددية، تزودان إيران فعليًا بالأدوات التي يمكن لإيران من خلالها تأمين واستقرار مصالحها في شكل مجموعة من الدول المتحالفة أكثر مما كانت عليه في الماضي.

وقال: من المؤكد أن البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون تتضمن فوائد للدول الأعضاء. منذ أن تم إضفاء الطابع الرسمي على عضويتها في مجموعة البريكس، تمكنت إيران من استخدام القدرات المختلفة لهذه المجموعة لتحقيق أهدافها. ومن بين هذه الحالات، أود أن أشير إلى الاقتراح الذي تقدم به الرئيس الشهيد آية الله رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى حكومة جنوب أفريقيا، التي كانت تتولى الرئاسة السابقة لمجموعة البريكس، وهو أن يتم عقد اجتماع لقادة مجموعة البريكس لاستعراض الأوضاع في غزة، وقد عقد هذا الاجتماع. وفي حين لم يحدث فيما سبق اطلاقا ان تقوم مجموعة عملها الرئيسي اقتصادي وتجاري بالدخول في قضية دولية غير اقتصادية وتجارية مهمة وقد تم تحقيق ذلك، وكذلك فإن إيران عازمة وجادة أيضًا في مجال إلغاء الدولرة من نظام التبادل المالي لديها ليكون قادرا على مواجهة العقوبات بشكل أكثر فعالية. وهذا التصميم موجود أيضًا في مجموعة البريكس، وهذا التآزر يمكن أن يوفر مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل جدي وفعال.

*موقف إيران الحالي من برنامجها النووي وكيف تنوي معالجة المخاوف الدولية في هذا الشأن؟

وقال باقري كني: إيران تمارس أنشطتها النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات وعلى أساس البرنامج الوطني والمصالح التي تعترف بها.

واضاف: إيران عضو مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجميع الأنشطة النووية الإيرانية تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا فإن أي دولة تعرب عن قلقها بشأن أنشطة إيران النووية يعني أنها تشكك في آليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية او انها لا تقبل بها. والأنشطة النووية الإيرانية لا تثير أي قلق لانها تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن تلك الدول التي تطلق مثل هذه الاتهامات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دول منيت بهزائم على يد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجالات أخرى، وتسعى إلى تحويل الوكالة إلى مكان لتصفية حساباتها السياسية مع إيران، في حين أنها تقوم بأعمال تضر بالسمعة الفنية والتخصصية للوكالة، ولذلك يجب على الدول المستقلة في العالم أن تواجه هذا النهج الذي تتبعه بعض الدول الغربية التي تسيء استخدام القدرات الفنية والتخصصية للوكالة لتحقيق أهدافها السياسية غير المشروعة.

*العلاقات الايرانية السعودية

وحول الوضع الحالي للعلاقات بين إيران والسعودية وهل هناك تطورات جديدة في الجهود الدبلوماسية لتطوير هذه العلاقات؟ قال:  العلاقات بين إيران والسعودية تمضي في المسار الصحيح وتتقدم، وقد تم وضع آليات لتحسين هذه العلاقات بموافقة الجانبين، ونأمل أن تتحسن هذه العلاقات في المستقبل خاصة على المستوى وزراء الخارجية، وقد أغلق هذا الارتباط في التفاعلات الثنائية بين إيران والمملكة العربية السعودية الطريق أمام أي سوء تفاهم وفتح أبوابًا جديدة للتفاعلات الثنائية.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .