وبمناسبة أربعين الشهيد القائد السيد حسين مكي في بيروت، قال الشيخ قاسم إنَّ الطريقة "الإسرائيلية" الأميركية هي الاتفاق على أنَّ تُنفِّذ "إسرائيل" المرحلة الأولى و"مدتها 6 أسابيع" وتأخذ مجموعة من الأسرى وتناقش المرحلة الثانية، فإذا تفاهمت مع المقاومة على المرحلة الثانية تكمل وصولاً المرحلة الثالثة، ومن ثمّ تعود "إسرائيل" لتقتل الفلسطينيين مجددًا!.
وأوضح أنَّ الأميركيين إنصافًا ليسوا موافقين على هذه الطريقة البشعة المجرمة بل يريدون طريقة ألطف، مؤكدًا أنّهم لا يمانعون استمرار الحرب ولكن مع تخفيف القتل (أي بدل 5 مجازر في اليوم، واحدة تكفي!) وتابع: "لكنّهم هم أيضًا ليسوا مع إيقاف الحرب، لأنَّ من يريد إيقاف الحرب لا يطرح أفكارًا تفضي إلى استمرار القتال بوتيرة أخف، أو بعد الوصول إلى حلول سياسية مستقبلية أو تحقيق أهداف الحرب من خلال إلغاء حضور حماس وقدرة حماس على إدارة غزّة".
وشدد الشيخ قاسم على أنَّ هؤلاء منافقون، لا يريدون للحرب أن تتوقف بل هم يؤمنون باستمرارها، ولكنهم يختلفون على تكتيكات الاستمرار، وسأل، ماذا يفعل المقاومون في هذه الحالة؟ ليجيب قائلاً: "ليس لديهم خيار إلا أن يستمروا في القتال، وهم قادرون على ذلك، ونحن مطمئنون إلى أنَّ "إسرائيل" إذا استمرت بهذه الطريقة فستقع في حرب الاستنزاف، ولن تتمكّن من تحقيق أهدافها، والتي لم تحقق منها شيئًا حتّى الآن".
وأضاف: "قالوا إنهم يريدون سحق حماس فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا، وقالوا إنهم يريدون الإفراج عن الأسرى ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا، قالوا إنهم يريدون إخلاء الساحة لهم في غزّة، وفق ما يشتهون فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا".
وأكَّد نائب الأمين العام لحزب الله أنَّ "المعركة في غزّة عرَّفتنا أنْ لا شيء اسمه قانون دولي ولا شيء اسمه احترام الإنسان وكرامة الإنسان، معتبرًا أن هذه الدول الكبرى تنافق باسم القانون الدولي، وتستخدمه فقط للسيطرة على المستضعفين ولسرقة إمكانات العالم، بينما عندما يكون الأمر مرتبطًا بمصالحهم أو بالكيان "الإسرائيلي" تراهم يقفون ضدّ هذا القانون الدولي الذي تحدثوا عنه، مشددًا على أنْ لا حل مع الاحتلال إلا المقاومة وهذا ما سيستمر بإذنه تعالى".
وعن المقاومة في لبنان، قال الشيخ قاسم: "هذه المقاومة ليست فكرة وليست مشروعًا للتجربة، المقاومة في لبنان مجربة، فقد حررت في سنة 2000 وهزمت العدوان في سنة 2006 وضربت المشروع التكفيري في سنة 2017 وقامت بعملية ردع نموذجية للعدو "الإسرائيلي" من سنة 2006 لسنة 2023 دون أن يتمكّن "الإسرائيلي" من أن يقوم بأي خطوة، مبينًا أن هذا يدل على أن المقاومة قادرة على تحرير الأرض وقادرة على حماية لبنان وقادرة على ردع "إسرائيل" وأنها هي الحل لاستقلالنا وهي الحل لمنع هذه الغدة السرطانية "إسرائيل" من أن تتحكم بفلسطين والمنطقة ما دامت المقاومة موجودة على امتداد هذه المنطقة".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنَّ "هناك جهات في لبنان لا تؤمن بالمقاومة ولا تؤمن بالتحرير ولهم آراؤهم، لكن نحن نقول لهم عندما تكون الحرب قائمة ولو بهذه الحدود الموجودة في جنوب لبنان"، سائلًا: "هل يصح أن تطلقوا شعارات تشبه الشعارات "الإسرائيلية"؟! كأن تطالبوا بتجريد المقاومة من سلاحها! أو أن تتحدثوا عن أنَّ المقاومة هي السبب أو أن تقولوا بأنكم تشجعون على أن تفشل المقاومة من أجل أن تبنوا لبنان الذي تطمعون به؟!".
وأكَّد أنَّ كلام هؤلاء سواء كان عن جهل أو عن علم يصب في خدمة المشروع "الإسرائيلي"، متوجهًا لهم بالقول: "على الأقل انتظروا إسوة ببعض اللبنانيين الذين قالوا إننا نختلف مع حزب الله ولكن في أثناء المعركة نحن لا نتكلم بخلافاتنا حتّى يبقى ظهر المقاومة محميًا. هؤلاء نشكرهم على موقفهم وهذا هو الموقف الوطني، موضحًا ان أولئك الذين يتابعون الإشاعات والأشياء المغرضة ويكبرونها يتحملون مسؤولية ما قد يحصل على لبنان".
وعن المقال الذي نشر في صحيفة "تليغراف"، قال نائب الأمين العام لحزب الله: "منذ يومين انتشر مقال في صحيفة "تليغراف" وهو مقال استخباري يتحدث من دون وثائق أو أدلة حول تخزين حزب الله للسلاح في مطار بيروت فقامت الدنيا ولم تقعد. مع الأسف، لقد رأينا أن بعض وسائل الإعلام المعادية أخرجت بعض اللبنانيين من أوكارهم وأجرت معهم تصريحات وهم لا يعرفون شيئًا، يسألون واحدَهم ما رأيك بما تقوله "التيلغراف"؟! فيجيب ــ وهو جواب طبيعي ومتوقع على أي حال ــ إن لدى حزب الله سلاحًا ومن الطبيعي أن يستفيد من المخازن في المعركة التي ستحصل! يتكلم كأنه يعلم خطط حزب الله!".
وأضاف: "أعجبني أحد المحللين وقد كان منصفًا. فحين قالوا إننا نضع صواريخ بركان في المطار! قال إن البركان يُصنع هنا في لبنان، فكيف نستورده من الخارج ونضعه في المطار؟! هؤلاء لا يعون أن الخُسران إذا وقع على البلد سيصيبهم أولًا قبل أن يصيبنا، لأننا وطنَّا أنفسنا على أن نتحمل التضحيات ومؤمنون بالنصر".
وتابع: "أما هم فرائحة التضحية لا تمر من أمامهم. سيموتون بغيظهم قبل أن يموتوا بقذائف "الإسرائيليين"، فإذا كانوا يطمعون بأمور أخرى فلن تقع إلا عليهم".
وختم الشيخ قاسم قائلًا: "لا يمكن الدفاع عن لبنان ولا مساندة غزّة بمحاولات التهويل وبالترويج للصهيونية وما تدَّعيه أو بركوب موجة الإشاعات الصهيونية والغربية التي تتلى علينا، ونحن واضحون، هذه المساندة ستبقى حتّى تتوقف في غزّة ولن تتوقف قبل ذلك ولتقم "إسرائيل" بما تريد وبإمكاننا أن نقوم بما نريد".
انتهى ** 2342
تعليقك