ايران تطلب من مجلس الامن الدولي ارغام الكيان الصهيوني على وقف الحرب في غزة

نيويورك / 17 تموز/يوليو/ارنا- طلب القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري من مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات الضرورية والتنفيذية استنادا إلى واجباته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال اعتماد قرار شامل وملزم بموجب القرار السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإرغام الكيان الإسرائيلي على الوقف الكامل وغير المشروط والفوري للإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد غزة.

وفي الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن "الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط بما فيها فلسطين" قال باقري: خلال الـ 285 يومًا الماضية، ارتكب كيان الاحتلال الإسرائيلي جرائم دولية واسعة النطاق في غزة. هذ الكيان الاحتلالي باطلاقه حملة الرعب والارهاب يواصل متعمدا قتل اهل غزة العزل، خاصة النساء والأطفال.

واضاف: في هذه الحملة القاتلة، يُقتل ويُجرح حوالي 20 شخصًا كل ساعة. لقد قام هذا الكيان بتدمير أكثر من 80% من المناطق السكنية في غزة وجميع البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمساجد والكنائس والمراكز التعليمية والمواقع التاريخية. ومن خلال إغلاق طرق المساعدات، يستخدم هذا الكيان الجوع بوحشية كسلاح في الحرب. إن الهجمات وعمليات القصف التي تعرضت لها مخيمات اللاجئين في رفح والهجمات على النازحين والمشردين في خان يونس ما هي إلا أمثلة على هذه الجرائم اللاإنسانية الأخيرة التي ارتكبها هذا الكيان الإرهابي.

وتابع باقري: على الرغم من الإدانة العالمية للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، وطلب المجتمع الدولي بالإجماع وبصوت واحد وضع حد فوري للإبادة الجماعية وقتل سكان غزة، وإقامة وقف دائم لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية، والتي تضمنتها أربعة قرارات للأمم المتحدة، والعديد من البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية، والأوامر المؤقتة الثلاثة لمحكمة العدل الدولية، والاحتجاجات واسعة النطاق، التي انعكست، يواصل كيان الاحتلال الصهيوني، المحصن من أي عقاب، جرائمه الوحشية ضد شعب فلسطين.

وقال وزير الخارجية الايراني بالوكالة: في الآونة الأخيرة، أصبح قادة الكيان دعاة الحرب يتوهمون بأن توسيع نطاق الحرب إلى لبنان من شأنه أن ينقذهم من مستنقع غزة. وهذا وهم باطل وسوء تقدير خطير، وسيجعل الاوضاع المضطربة بالفعل في هذه المنطقة الحساسة خارج نطاق السيطرة. وفي هذا الاجتماع ومن هذا المنبر، أود أن أحذر بشدة من أي مغامرة لهذا الكيان الخارج عن القانون وعواقبها. ولا شك أن أي غزو للبنان، كدولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، من قبل الكيان الصهيوني، سيواجه رداً حاسماً وباعثا على الندم من قبل المجتمع الدولي وشعوب المنطقة وفصائل المقاومة. ومن الواضح أن مسؤولية أميركا كحليف استراتيجي وداعم رئيسي للكيان في المنطقة لا يمكن انكارها تجاه اي عدوان محتمل يقوم به الكيان ضد لبنان.

واضاف: إن دعم دول المنطقة الأخير للمقاومة الفلسطينية سببه الجرائم اللاإنسانية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، والمستمرة منذ عام 1948. لقد أثبتت التطورات والمقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر التسعة الماضية مرة أخرى أن تدمير المقاومة الفلسطينية وحماس كحركة تحرر ضد الاحتلال والعدوان ليس أكثر من وهم. كما أثبت دعم كافة شعوب المنطقة ودعاة الحرية في العالم لمقاومة الشعب الفلسطيني الجديرة بالاشادة أن هذا الشعب ليس وحده على الإطلاق في إعمال هذا الحق الأصيل بموجب القانون الدولي. "إسرائيل" ليست دولة شرعية، بل هي مجرد كيان احتلالي، ولن يضفي مرور الزمن شرعية على كيان الاحتلال، لأنه بناء على مبادئ القانون الدولي المعروفة، فإن احتلال الأرض هو احتلال مؤقت، حتى لو استمر عقودا من الزمن.

واردف: إن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام هي الإنهاء الفوري والكامل والدائم للاحتلال والعدوان والجرائم من قبل الكيان، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو المسؤول عن تحقيق هذا الهدف، لكنه للأسف فشل حتى الآن في مواجهة تصرفات هذا الكيان، وقد أدى عدم تحركه وتقاعسه طوال الثمانين عاما الماضية إلى جعل الكيان الإسرائيلي اكثر وقاحة في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

وتابع باقري: إننا نطالب بشدة بإزالة وتصحيح الأخطاء التاريخية لمجلس الأمن فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، والقيام بواجبات مجلس الأمن القانونية والسياسية والإنسانية، وخاصة من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وفي الوقت نفسه فإن المسؤولية التي تتحملها أميركا أثقل، لانها باستخدامها حوالي 50 مرة حق النقض وتقديم الدعم واسع النطاق للكيان الإسرائيلي، لم تلعب دورًا في هذا الفشل الكبير للمجلس فحسب، بل كانت أيضًا الشريك الرئيسي في ارتكاب جرائم واعتداءات هذا الكيان الإجرامي سيئ الصيت والاجرامي عن طريق توفير الدعم المالي والتسليحي والاستخباراتي الكامل له، لذا فإن ادعاء أمريكا بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة ومحاولة التوسط لوقف إطلاق النار هو سلوك منافق.

وقال: تكرر جمهورية إيران الإسلامية طلبها إلى مجلس الأمن اتخاذ إجراء حاسم. إننا نطلب من مجلس الأمن، انطلاقاً من واجباته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ان يتخذ الإجراءات اللازمة والتنفيذية، بما في ذلك من خلال اعتماد قرار شامل وملزم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإرغام الكيان الإسرائيلي على الوقف الكامل وغير المشروط والفوري للإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد غزة، وتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والسماح بإعادة فتح جميع المعابر الحدودية بشكل كامل وغير مشروط لإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق.

واضاف: ينبغي على مجلس الأمن أيضا إلزام الكيان الإسرائيلي بسحب قواته العسكرية والأمنية فورا وبشكل كامل وغير مشروط من غزة، ورفع الحصار عن غزة، ووقف الهجرة القسرية للسكان، ووقف الانشطة الاستيطانية غير القانونية ودفع التعويضات الفورية والكاملة عن جميع الأضرار التي لحقت بالسكان والبنية التحتية والأماكن السكنية وما شابه ذلك في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، بحيث يتم توفير الظروف اللازمة لإعادة إعمار غزة بسرعة. ويجب على هذا الكيان أيضًا أن ينسحب من كافة الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان وأن يمتنع عن أي هجوم عسكري على لبنان أو دول أخرى في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع والمؤسسات الدولية المختصة توفير أسس محاكمة ومعاقبة جميع قادة ومنفذي ومؤيدي الجرائم الإسرائيلية في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية.

وتابع: ينبغي لمجلس الأمن أيضا أن يلزم النظام الإسرائيلي بسحب قواته العسكرية والأمنية من غزة فورا وبشكل كامل وغير مشروط، ورفع الحصار عن غزة، ووقف الهجرة القسرية للناس، ووقف الأنشطة الاستيطانية غير القانونية، ودفع التعويضات الفورية والكاملة. عن كافة الأضرار التي لحقت بالسكان والبنية التحتية والأماكن السكنية وما شابه ذلك في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، حتى يتم توفير الظروف اللازمة لإعادة إعمار غزة بسرعة. ويجب على هذا الكيان أيضًا أن ينسحب من جميع الأراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وأن يمتنع عن شن أي هجوم عسكري على لبنان أو دول أخرى في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع والمؤسسات الدولية المختصة توفير أسس محاكمة ومعاقبة جميع آمري ومنفذي وداعمي الجرائم الإسرائيلية في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية.

واكد إن جمهورية إيران الإسلامية تشكل دائما جزءا إيجابيا من التطورات في المنطقة، في إرساء السلام والأمن المستقرين، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ومن ناحية أخرى، فإن الكيان الإسرائيلي هو السبب الرئيسي لانعدام الأمن الإقليمي، والأنشطة الشريرة لهذا الكيان تشكل دائما تهديدا خطيرا للسلام والأمن الإقليميين والعالميين. إن جوهر وطبيعة كيان الاحتلال الإسرائيلي يقومان على العدوان والاحتلال والإرهاب والإبادة الجماعية. لقد حاول هذا الكيان ورئيس وزرائه سيئ الصيت، الذي طلبت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، اتهام الآخرين باللجوء إلى حملة من الأكاذيب والمعلومات الكاذبة. لذا يجب على مجلس الأمن كبح جماح الكيان الإسرائيلي المتمرد ووضع حد للحرب والإبادة الجماعية في غزة وانعدام الأمن في المنطقة.

وختم باقري كلمته بالقول: تؤكد جمهورية إيران الإسلامية حق شعوب المنطقة الذي لا يمكن إنكاره، بما في ذلك الشعب الفلسطيني، في الدفاع ومقاومة الاحتلال والعدوان. وتعتقد جمهورية إيران الإسلامية أن الحل الشامل والعادل والمستدام للقضية الفلسطينية لا يتم إلا بإنهاء احتلال جميع الأراضي الفلسطينية، والسماح للشعب الفلسطيني بممارسة حقه في تقرير المصير من خلال استفتاء بين جميع السكان الأصليين لفلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والموحدة. وهذا هو السبيل العملي الوحيد لتحقيق السلام والأمن المستدامين في منطقة غرب آسيا.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .