المُسيّرة يافا تُدخل "تل أبيب" قائمة التهديدات الامنية

طهران/20تموز/يوليو/ارنا- يبدو ان الكيان الصهيوني لن يتعافى ابدا من واقع 7 اكتوبر /تشرين الاول 2023 ، فيتلقى صفعات كسر الردع والهزيمة الواحدة تلو الاخرى واحدثها وليس اخرها المسيّرة يافا التي ادخلت تل ابيب قائمة التهديدات الامنية.

كصباح الـ7 من اكتوبر /تشرين الاول 2023 جاء الخبر اليقين والكيان المتغطرس بعظمته وبقوته وردعه الغارق في نومه، استيقظ على صفعة جديدة من الهزائم وكسر الردع ولكن هذه المرة في عمق كبريائه "تل أبيب".

الخبر الذي ضجت به وسائل الاعلام العالمية وجعل الكيان الصهيوني في حيرة وصمت مطبق لعدة ساعات، جاء بعد 9 اشهر من الحرب العنيفة وبعد 9 ساعات من التحليق في الهواء عندما وصلت المسيرة "يافا" من اليمن وبكل هدوء وثقة متخطية جبروت القبة الحديدية والتي تعد من أنظمة الدفاع الأكثر تقدما في العالم مستهدفة عمق تل ابيب وموقعة قتيل صهيوني يعمل في سلاح الهندسة و10 إصابات اخرى.

وغاصت وسائل الإعلام العبرية في المقارنات بين تداعيات ضربة تل أبيب وعدم كفاءة أنظمة الدفاع الجوي في التعامل معها، وبين ما يمكن أن يكون عليه الوضع في الشمال وكامل جغرافيا فلسطين المحتلة، إذا ما قررت القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية توسيع الحرب مع حزب الله في لبنان.

"تل أبيب" تدخل قائمة التهديدات الأمنية

واعتبر المحلل العسكري الصهيوني "يوآف زيتون" ان ضرب تل أبيب بطائرة مسيرة يمنية مفخخة يكشف عن ثغرة أمنية كبيرة ويسلط هذا الحادث الضوء على فشل كبير في أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي في وقت كان ينبغي أن تكون فيه جميع هذه الانظمة في حالة تأهب قصوى".

وكتب زيتون في تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت": "في كشف صارخ عن أوجه القصور الأمنية، فشلت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك الرادارات المتمركزة في الجو والبر والبحر، في اكتشاف طائرة بدون طيار معادية تقترب على بعد أمتار قليلة من السفارة الأمريكية في تل أبيب".

وأضاف: "لم يتم إطلاق أي صفارات إنذار أو تنبيهات قبل انفجار طائرة بدون طيار فوق تل أبيب في وقت مبكر من صباح الجمعة، وأفاد شهود عيان بوجود أصوات طنين عالية قبل الانفجار".

وفي هذا الصدد، كتب رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت " العبرية أنه :"يتعيّن علينا أن نعترف بصدق بأنه ليست لدينا استجابة جيدة وكاملة للمشكلة العسكرية التكنولوجية المتمثّلة بالمُسيّرات".

وعنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ايضا :" تهديدات الجيش اليمني بقصف "إسرائيل" تحققت الليلة."

واشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت بأن استهداف تل أبيب ياتي في ظل الحرب وذروة استنفار "الجيش" الإسرائيلي.

وعن شاهد عيان في تل ابيب ، اوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية : "أنت في تل أبيب وتعتقد أن كل شيء على ما يُرام، ثم ترى شيئًا يأتي إليك بسرعة وينفجر، إنه أمر مخيف، وليس طبيعيا، وعليك التعامل بطريقة أو بأخرى مع الوضع، ولم نفهم سبب عدم إطلاق صفارات الإنذار."

كما وصفت صحيفة "معاريف" العبرية هذه الحادثة بأنه ومع هجوم المسيرة اليمنية فقد ذاق سكان تل أبيب الليلة  طعم "روتين الحرب" الذي يعيشه سكان الشمال منذ تسعة أشهر ونصف.

كما أكدت صحيفة "معاريف" أنّ مسيّرة "يافا"، التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت بها "تل أبيب"، هي طلقة البداية مشددةً على أنّ اليمنيين كشفوا سلاحا كاسرا للتوازن، وبأن هذا الاستهداف يشير الى مرحلة جديدة في الحرب والآخذة باتخاذ هيئة حرب متعددة الساحات.

واضافت وسائل إعلام الكيان الاسرائيلي بأن انفجار الطائرة المسيرة في تل أبيب هو فشل كبير فلا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجار هذه المسيرة.

وفي اشارة منها الى ان إصابة الطائرة المسيّرة لـ"تل أبيب" هي "7 أكتوبر الدفاع الجوي"، اعتبرت وسائل إعلام صهيونية ان إطلاق المسيّرة اليمنية على "تل أبيب" جاء نتيجة الضعف الذي تعاني منه "إسرائيل".

وتساءلت وسائل إعلام عبرية اخرى:" ماذا لو كانت الطائرة المسيرة قد انفجرت في قلب وزارة الحرب في "تل أبيب"؟

بينما علّقت منصات إعلامية في الكيان الصهيوني على خبر المسيرة بالتالي:" كل البلد استيقظ من نومه يبقى فقط ان نتأكد ما إذا كان وزير الحرب يوآف غالانت قد استيقظ ايضا، "تل أبيب" تدخل قائمة التهديدات الأمنية."

بلومبرغ تشير الى ثغرة في الانظمة الدفاعية

ورأت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إنّ حرب المسيّرات كشفت ثغرة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وإنّ نظام القبة الحديدية "فعال ضدّ الأجسام الكبيرة فقط، بينما تستطيع الطائرات المسيرة الأصغر حجماً التسلل عبره".

واستدلت الوكالة على ذلك بعشرات الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله من لبنان هذا العام، وتمكنت من الإفلات من دفاعات "الجيش الإسرائيلي"، والوصول إلى أهدافها والتسبب بسقوط قتلى وإحداث أضرار في "إسرائيل".

ويأتي نشر الوكالة تقريرها بعد اختراق طائرة مسيّرة، فجر يوم الجمعة، أجواء فلسطين المحتلة، من جهة البحر وسقوطها في شارع "شالوم عليكم" في "تل أبيب"، الأمر الذي أدّى إلى وقوع أضرار كبيرة نتيجة اصطدامها بأحد المباني."

فقدنا الامن في "اسرائيل"

وفي هذا السياق ايضا، صرح بن غفير:لقد فقدنا الأمن في "إسرائيل" وتم تجاوز الخط الأحمر في الشمال منذ فترة طويلة فعندما تحتوي النار على كريات شمونة وسديروت، فإنك تتلقى النيران في تل أبيب.

كما أكد زعيم المعارضة في الكيان الاسرائيلي يائير لابيد أن انفجار تل أبيب دليل على أن الحكومة لا تستطيع توفير الأمن، لافتا الى ان من فقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضا في قلب "تل أبيب".

اما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان ، قال :"من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب أن لا يتفاجأ بتلقيها في تل أبيب."

وقال القائد السابق لنظام الدفاع الجوي في جيش الاحتلال الإسرائيلي "زفيكا هايموفيتش": مهمة حماية سماء البلاد ومنع الطائرات المعادية من دخول أجواء "إسرائيل" هي مهمة أساسية لسلاح الجو، وعلى هذا النحو فشل الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية في حالة تسلل المسيرة وانفجارها على مبنى في تل أبيب، وتخيل في ذهنك أن الطائرة  ستنفجر على منشأة استراتيجية أو حتى في أحد مباني هيئة الأركان العامة أو وزارة الحرب في تل أبيب."

اليمن يقوم بواجبه الديني والانساني

وافاد نائب العميد يحيى سريع للميادين: تحدثنا يوم أمس صراحةً وقلنا لابد من فرض معادلة تتعلق بالمدنيين في غزة فلا يمكن الصمت على إستمرار جرائم الكيان الاسرائيلي بحق اخواننا هناك.

واضاف :عموما هذه بداية وفرض المعادلة المطلوبة يحتاج الى عمل وجهد وتنسيق وأسلحة وأفكار والمهم أن نبدأ بذلك من الآن دون تأجيل ولا ترحيل والله المعين.

وتابع انه في ظل المجازر المروعة بدعم من حلفاء العدو الإسرائيلي فاليمن سيستمر في القيام بواجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه اخوته في غزة.

كما صرح نائب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال في صنعاء فهمي اليوسفي للميادين، بأن تصعيد اليوم باتجاه عمق الكيان الإسرائيلي باستهداف رمزية صنع القرار في "تل أبيب"هو أيضا رسالة "للناتو" بأن صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مجازر العدو في غزة،لافتا بأن صنعاء اليوم تقهر العدو الإسرائيلي باستهداف "تل أبيب".

وبدورها ثمّنت حركة حماس وباركت في العملية العسكرية النوعية التي نفّذتها القوات المسلّحة اليمنية والتي استهدفت من خلالها قلب مدينة "تل أبيب"، مركز الكيان ورمز كبريائه باستخدام الطائرة المسيّرة "يافا" وإعلانها المدينة منطقة غير آمنة.

إسرائيل تتوعد بالرد

وتعليقا منه على الحادث، سارع وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت الى التوعد بجعل اليمنيين "يدفعون ثمن" الهجوم على تل أبيب، وقال إنه أمر "بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي" في اجتماع لقادة الجيش.

كما أضاف عبر حسابه في منصة إكس أن "النظام الأمني سيجعل كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل، أو يرسل الإرهاب ضدها، يدفع الثمن بطريقة حاسمة ومفاجئة" بحسب قوله.

واشارت هيئة البث الكيان الإسرائيلية الى اجراء مناقشات خلال الساعات الماضية بشأن الرّد على الهجوم بالمُسيّرة على تل أبيب بحيث بحث المستوى العسكري والأمني في الكيان الإسرائيلي توجيه ضربة قوية داخل الأراضي اليمنية.

وفي المقابل ، صرح نائب مدير التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية العميد عبدالله بن عامر: "سيكون هناك رد على الرد إن حدث الرد."

المسيرة "يافا"

واصطدمت المسيرة "يافا" بشقة في تل أبيب وهي طائرة بدون طيار من نوع كبير ومداها طويل وتطير لساعات طويلة، كما قال مسؤول "إسرائيلي" انها "ليست بمسيرة يمكن شراؤها" عبر الإنترنت.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر من انصار الله أن المخزون من هذا النوع من المسيرات "كبير جدا"، وأنه ليس السلاح الأخير، كما أن المسيرة تقطع مسافة تتجاوز الـ 2000 كلم، ومزودة بأنظمة حديثة للتشويش والتسلل وقد تم تطويرها بعد اعتراض دول عربية للأسلحة اليمنية التي كانت تستهدف أم الرشراش".

وأورد فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية والذي قام بتحليل لقطات لحطام الطائرة المسيرة، إن هناك دلائل على أن "يافا" كانت نموذجا محدثا للطائرة المسيرة البعيدة المدى لليمنيين.

وذكرت وسائل إعلام صهيونية بأن الطائرة المسيرة اجتازت مسافة تزيد على ألفي كيلومتر والحكومة في صمت مطبق.

كما قال كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي لوكالة فرانس برس محمد الباشا، ، إن "هذه الطائرة المسيّرة من المحتمل أن تكون مُجهزة بمواد تمتص الرادار لتحقيق أقصى قدر من الاختفاء".

انتهى*ر.م

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .