٢٠‏/٠٧‏/٢٠٢٤، ٢:١٧ م
رقم الصحفي: 1426
رمز الخبر: 85543526
T T
٠ Persons

سمات

صنعاء تقصف "تل أبيب": لا "عاصمة" للصهاينة

٢٠‏/٠٧‏/٢٠٢٤، ٢:١٧ م
رمز الخبر: 85543526
صنعاء تقصف "تل أبيب": لا "عاصمة" للصهاينة

طهران/ 20 تموز/يوليو/ارنا- كسرت القوات المسلحة اليمنية، امس الجمعة، حاجزا تاريخيا جديدا في الصراع مع العدو الصهيوني.

وأفادت شبكة المسيرة الإعلامية ان القوات المسلحة اليمنية اضافت إلى قائمة إنجازاتها الاستراتيجية غير المسبوقة في معركة إسناد الشعب الفلسطيني، معادلة جديدة ومسار تصعيد مفاجئا ومزلزلا يحمل في طياته تحولا هائلا في حاضر ومستقبل المواجهة؛ بما يثبت حتمية الواقع الإقليمي والدولي الجديد الذي دشـنته عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر وهو واقع هزيمة العدو الإسرائيلي وزواله ونهاية الهيمنة الغربية الداعمة له في المنطقة وذلك من خلال تنفيذ عملية صادمة للعدو استهدفت عاصمته ومركز قراره ووجوده، بطائرة مسيرة جديدة تمكّنت من اختراق ما لا يقل عن أربعة أحزمة دفاعية إقليمية ودولية، لتدشّن جبهة رئيسية جديدة لم يكن يتوقعها العدو أَو شركاؤه.

وتابعت:العملية النوعية التي ضربت "هدفا مهما" في عاصمة الاحتلال وأدت إلى مقتل صهيوني وإصابة ما لا يقل عن 10، مثلت تصعيدا جديدا صادما للعدو الذي يواجه منذ أشهر مع شركائه الأمريكيين والأوروبيين والإقليميين مأزقا كبيرا في محاولة احتواء تأثيرات الجبهة اليمنية المساندة لغزة في البحر وباتجاه منطقة "أم الرشراش" ليتفاجأ بأن المأزق أصبح فجأة أكبر وأخطر مما كان يتصور وأن مركز قراره نفسه أصبح في قائمة أهداف هذه الجبهة وبشكل مفاجئ لم تتدرج فيه القوات المسلحة اليمنية كما تدرجت في مسارات العمليات الأُخرى، حيث جاءت أول ضربة محققة وموثقة ودقيقة لتؤكـد أن أفق هذا المسار الجديد مفتوحا من بدايته على كل الاحتمالات المرعبة.

وجاء في هذا التقریر:

 وقد عبر الإعلام العبري عن هذه الصدمة بوضوح، حيث علقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بالقول: "إنهم يعلنون باستمرار عن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية ولا تؤكـد "إسرائيل" هذه الحوادث، لكن الليلة ومع الضربة القاتلة لطائرة يافا بدون طيار في قلب تل أبيب، ثبت أن الحوثيين مشكلة خطيرة لإسرائيل".

وقال رئيس بلدية يافا المحتة (تل أبيب) رون حولداي، عقب العملية إن سلطات الاحتلال "انتقلت إلى حالة تأهب قصوى في ضوء الحادث" مؤكـدا أن "الحرب لا تزال هنا وهي صعبة ومؤلمة" في إشارة واضحة إلى أن سلطات العدو وجدت نفسها فجأة أمام جبهة في قلب كيان الاحتلال بعد أن ظنت أن التهديدات ضد عاصمتها قد تم احتواؤها.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن قائد منطقة (تل أبيب) قوله عقب الانفجار: "ليس من الواضح لنا في الوقت الحالي ما هي هذه الأداة، هذا أمر ليس مألوفا بالنسبة لنا".

وشارك الإعلام الأمريكي أَيضا في التعبير الصريح عن الصدمة التي أحدثتها العملية، حيث اعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن ما حدث يعتبر واحدة من أخطر الهجمات على "إسرائيل" منذ 7 أُكتوبر.

وبحسب وسائل إعلام عبرية فـإن الطائرة المسيرة اليمنية "يافا" ضربت مبنى بالقرب من السفارة الأمريكية وقد وثقت صحفية "إسرائيلية" ذلك في مقطع فيديو معلقة: "عندما يقولون الموت لأمريكا والموت لإسرائيل فـإنهم لا يمزحون".

وبصرف النظر عما إذا كان الهدف هو السفارة الأمريكية، أَو هدفا هاما آخر، فــإن العملية قد أظهرت بوضوح أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على استهداف أماكن حساسة للغاية في العمق الاستراتيجي لكيان الاحتلال وهي رسالة حرص المتحدث العسكري العميد يحيى سريع على إيصالها بشكل صريح، حيث أكّـد في بيان العملية أن "القوات المسلحة اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلةَ منطقة غير آمنة وستكون هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق" مضيفا أن "القوات المسلحة تؤكد امتلاكها بنكا للأهداف في فلسطين المحتلة منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة وستمضي بعون الله تعالى في ضرب تلك الأهداف ردا على مجازر العدو وجرائمه اليومية بحق إخواننا في قطاع غزة".

وتحمل هذه الرسالة الكثير من الدلالات التي لن تغيب عن ذهن الكيان المصدوم ومنها أن القيادة اليمنية تمتلك استراتيجية أوسع وأكثر تعقيدا مما تبدو عليه في تقديرات الولايات المتحدة التي كانت قد تولت مهمة احتواء الجبهة اليمنية وفشلت فيها بوضوح وبعبارة أُخرى: فـن اليمن يمتلك أوراق تصعيد إضافية نوعية لا يمكن توقعها وبرغم أنه دخل هذه المعركة بأعلى مستوى متوفر من القدرات وفاجأ العالم بالفعل في المعركة البحرية، فَـإنه قد حرص طيلة الأشهر الماضية على توفير وإعداد معادلات وأدوات تصعيد إضافية لمواكبة وتيرة جرائم الإبادة الجماعية بردود مناسبة وبتحديثات وازنة في بنك الأهداف.

وهذا يعني أن حدود القدرات المتوفرة لم يعد يشكل حاجزا يمكن أن يعتمد عليه الأمريكيون والصهاينة في تقدير أَو توقع سقف التصعيد اليمني المساند للشعب الفلسطيني، خصوصا وأن الجيش الأمريكي قد أقرَ بشكل صريح بأنه لا يمتلك أية معلومات عن حجم وطبيعة الترسانة اليمنية، حتى يستطيعَ تقييم سقف العمليات اليمنية، الأمر الذي يجعل عملية "يافا" التأريخية صفعة كبيرة تؤكـد أن الجبهة اليمنية لا يمكن السيطرة عليها وأن الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انفجار مفاجآت صادمة منها هو وقف العدوان على غزة؛ لأن هذه المفاجآت يترتب عليها تثبيت مسارات ومعادلات استراتيجية يتجاوز تأثيرها حدود اللحظة الحالية.

وبحسب مقاطع فيديو وثقها المستوطنون الصهاينة، يمكن ملاحظة أن الطائرة المسيرة "يافا" دخلت أجواء العدو من جهة البحر المتوسط؛ وهو ما يعني أنها ناورت وتغلبت على ما لا يقل عن أربعة أحزمة دفاعية محيطة بالعدو، أبرزها الدفاعات الأمريكية والبريطانية والأُوروبية المنتشرة على طول البحر الأحمر والدفاعات السعودية والمصرية (التي تقوم بالمساعدة في محاولة صد الهجمات اليمنية على العدو الصهيوني منذ بداية المعركة) وصولاً إلى دفاعات العدو نفسه والتي تتشكل من عدة طبقات، بدءا بالمنظومات الصاروخية المتنوعة، وصولاً إلى المقاتلات الحربية المتطورة.

هذا يؤكد بوضوح ما أعلنته القوات المسلحة اليمنية في بيان العملية من أن الطائرة المسيرة (يافا) "قادرة على تجاوِزالمنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، وهو أَيضا ما تصادق عليه الرواية المرتبكة التي قدمها جيش العدو الصهيوني والتي زعم فيها أن الطائرة وصلت إلى هدفها؛ بسبب "خطأ بشري" في محاولة مكشوفة وبائسة للتغطية فشل أنظمة الرصد والاعتراض التي تجاوزتها الطائرة ولو من خلال اتهام ضباط جيش الاحتلال بالتراخي في الدفاع عن "العاصمة"!

وبرغم أن القوات المسلحة لم تكشف بعد عن مواصفات الطائرة الجديدة، لكنها قد استحوذت على اهتمام الكثير من الخبراء العسكريين الذين حاولوا استقراء ما يمكن من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت لفهم السلاح الجديد.

وفي هذا السياق، كتب خبير الأسلحة الألماني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، أنه "لا يمكن التيقن بشكل كامل، ولكن يبدو أننا أمامَ نسخة جديدة من طائرات (صمَّاد) بعيدة المدى، والتي استُخدمت سابقا في عدة هجمات ضد إسرائيل" مضيفا: "يمكن للمرء أن يرى أننا أمام طائرة بدون طيار كبيرة الحجم".

وقال هينز إن "زيادة مدى الطائرات اليمنية بدون طيار سيسمح بضرب أهداف أبعد والتحليق في طرق تتجنب دفاعات العدو والهجوم من زوايا غير متوقعة" وهو ما يبدو بوضوح أنه حدث في عملية "يافا"، حيث وصلت الطائرة من جهة البحر المتوسط كما توضح مقاطع الفيديو؛ الأمر الذي يؤكد أن مزاعم جيش العدو الصهيوني عن وجود "خطأ بشري" لا أَساس لها، وأن الطائرة بالفعل قد تمكنت من تجاوز الأحزمة الدفاعية؛ لأَن الأمر ممكن عسكريا.

ووفقً لذلك فَـإن إدخَال هذا السلاح في معركة إسناد غزة وافتتاح مسار قصف عاصمة كيان الاحتلال من خلاله، يمثل بالفعل تحولا استراتيجيا كبيرا في أدوات ومعادلات المواجهة، فتمكن القوات المسلحة من الوصول إلى هذا المستوى يفتح أُفقا واسعا لتطوير ثم إدخال أسلحة أُخرى بنفس المواصفات وربما أكثر تطورا، وقد يشمل ذلك الصواريخ التي قد تمكن التصنيع الحربي اليمني بالفعل من أن يتجاوز بها سرعة الصوت بما يزيد عن 5 أضعاف.

وبعبارة أُخرى فَــإن هذه العملية، بما تضمنته من تحديث مفاجئ لبنك الأهداف وإدخال أسلحة أبعد مدى وأكثر قدرة على المناورة وتجاوز الأحزمة الدفاعية، تمثل تدشينا لجبهة فعلية جديدة بالنسبة للعدو الصهيوني الذي -برغم الرقابة المشددة- لا يستطيع أن يخفي ما يمثله استهداف يافا (تل أبيب) من انهيار لـ"خطوط حمراء" أمنية، بحسب تعبير وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير؛ وهو ما يعني أن النتائج العكسية للإبادة الجماعية في غزة والتي استطاعت الجبهة اليمنية خلقها، قد وصلت إلى مستوى لا يمكن تحمل استمراره.

انتهی**1426

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .