وعلق بدران على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول موافقة الاحتلال الصهيوني على المقترح المعدل ومطالبته حركة حماس بالموافقة عليها، واصفًا إياها بأنها نوع من الخداع وتسويق الوهم.
وأوضح بدران خلال حوار تلفزيوني أمس الخميس، أن هذه التصريحات تعكس بوضوح المواقف الإسرائيلية المتعنتة، حيث إن المقترحات التي طرحها الوزير الأمريكي لم تلق قبلًا من الاحتلال، بل على العكس، فقد أعلن نتنياهو مرارا وتكرارا عن شروطه ومتطلباته التي تتعارض بشكل صارخ مع كل ما تم التوافق عليه سابقا، خصوصًا فيما يتعلق بورقة 2 يوليو 2024.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي يبدو وكأنه يتحدث باسم نتنياهو، في حين أن كافة المؤشرات تشير إلى أن نتنياهو هو العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى أي اتفاق، وهذا ما تؤكده تصريحات وزير الحرب الصهيوني نفسه.
وعند سؤاله عن الخيارات الممكنة لسد الثغرات في المفاوضات، ذكر بدران أن المطالب الفلسطينية كانت دائما واضحة ومحددة، مضيفا أننا وافقنا على المقترح الذي قُدم في 2 يوليو، وأن الوسطاء قد تعهدوا في حينه بأن موافقة المقاومة الفلسطينية على تلك الورقة ستجلب موافقة من قبل الاحتلال.
وأوضح أن الولايات المتحدة إذا كانت جادة في تحقيق وقف لإطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق، فعليها أن تلتزم بما عرضته سابقًا وتم التوافق عليه، مشددا على أن الضغوط يجب أن توجه نحو نتنياهو، الذي يرفض الالتزام بالمطالب الدولية الداعية لإنهاء الحرب.
وجدد بدران التأكيد على أن الولايات المتحدة ليست مجرد وسيط في هذا النزاع، بل هي شريك حقيقي في الحرب ضد الشعب الفلسطيني، موضحا بأن الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" يتجاوز حدود التسليح والتمويل، ليشمل الدعم السياسي والدبلوماسي والإعلامي.
واعتبر أن وزير الخارجية الأمريكي هو من أكثر الشخصيات المعادية للشعب الفلسطيني داخل الإدارة الأمريكية، وأنه يعكس توجها عدائيا منذ بداية العدوان على غزة، مضيفا أن تصريحاته ليست مفاجئة، بل هي تأكيد أن الولايات المتحدة تدعم العدوان وتشارك فيه، وليست وسيطا نزيها بأي حال من الأحوال.
ولفت إلى أن عقدة محور صلاح الدين، هي واحدة من العقبات أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وليست العقبة الوحيدة، موضحا أن قضية انسحاب الاحتلال من محوري نتساريم وصلاح الدين كان متفقا عليها بشكل كامل في الاتفاقات السابقة، لكن نتنياهو يعاند ويصر على البقاء في هذين المحورين.
وأضاف أن هذا الإصرار يعكس نية الاحتلال في الاستمرار في العدوان وعدم التوصل إلى أي اتفاق نهائي.
وشدد بدران على أن المقاومة الفلسطينية لن تمنح نتنياهو الفرصة للتلاعب من خلال جولات تفاوضية فارغة، مؤكداً أن المقاومة ستواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل ما تملكه من إمكانيات وقدرات.
وقال: الشعب الفلسطيني يواصل الثبات رغم الألم والحزن والدماء التي تسيل في غزة يوميا، مضيفا أن فكرة استسلام الشعب الفلسطيني أو رفع الراية البيضاء غير واردة على الإطلاق.
وأكد أن الزمن الذي كان فيه الاحتلال يفرض شروطه وأهدافه، ويحققها قد ولى منذ زمن بعيد.
وشدد على أن الضفة كانت وما زالت الخاصرة الضعيفة للاحتلال، وأن العمليات المقاومة هناك لها تأثير كبير على مسار المعركة، موضحاً أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، تعمل بجد لتعزيز المقاومة في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الاحتلال لن يتراجع إلا إذا واجه تصاعدًا في العمليات المقاومة ودفع ثمنًا حقيقيًا نتيجة جرائمه.
واختتم بدران حديثه بالتأكيد على أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية سيواصلون نضالهم على كافة الأصعدة، سواء من خلال المقاومة المسلحة أو التفاوض، لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة.
وأضاف: إن الفلسطينيين سيستمرون في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم حتى يزول الاحتلال، مشددًا على أن الكلفة الكبيرة التي يدفعها الشعب الفلسطيني لن تذهب سدى، بل ستثمر في نهاية المطاف عن تحقيق الحرية والكرامة لشعب فلسطين.
انتهى**3276
تعليقك