وقال عراقجي في حوار تلفزيوني مساء الجمعة: تتمتع إيران بموقع ترانزيت بارز للغاية، ولكن مثل كل الفرص، إذا لم يتم استغلالها في الوقت المناسب، فمن الممكن أن تنقلب على نفسها. لقد استخدمنا عددًا أقل من فرص الترانزيت هذه والتأخيرات تسببت في تغيير هذه الطرق قليلاً ولم يتم أخذ مصالحنا في الاعتبار. هذه إحدى الحالات التي لا تكون فيها السياسة الخارجية معنية بالقضية لوحدها، اذ هي مهمة الحكومة، ويجب أن تلعب السياسة الخارجية لوزارة الخارجية دورها أيضًا.
وأشار عراقجي إلى أن الصين وروسيا صديقان وثيقان لايران، وقال: تعاوننا معهما هو تعاون استراتيجي. لقد كان هذان البلدان إلى جانبنا أثناء الشدائد والعقوبات وقدموا الدعم لنا. هناك دول أخرى ساعدتنا في المواقف الصعبة، بالتأكيد لن ننسى هذه الدول، وسنعزز علاقاتنا معها ونوسعها، وسنحاول تصميم قواعد عادلة ومعقولة لها. لقد صممنا ووقعنا خطة افاق مدتها 25 عامًا مع الصين.
وأوضح: لدينا خطة مدتها 10 سنوات مع روسيا والآن نتفاوض على خطة مدتها 20 عاما. بهاتين الوثيقتين، ستكون لدينا رؤية طويلة الامد فيما يتعلق بالصين وروسيا، وستستمر تفاعلاتنا معهما في أي موقف، وهذه هي سياستنا.
وفي إشارة إلى استخدام الآليات الدولية مثل شنغهاي وبريكس، قال وزير خارجية الحكومة الرابعة عشرة: قضايانا المهمة هي مسألة الدبلوماسية الاقتصادية، ومن المؤكد أن الدبلوماسية الاقتصادية ستشمل جزءا مهما من أنشطة وزارة الخارجية.
واكد عراقجي أن وزارة الخارجية والسياسة الخارجية يجب أن تتحركا في محور التقدم الاقتصادي للبلاد، وأوضح: التقدم الاقتصادي يعني في أي مدار ومحور تم تصميمه بحيث تتحرك دبلوماسية البلاد في نفس الاتجاه.
وأضاف: هذا الامر يضع مهمة جسيمة على عاتقنا ويجب أن نحذر من أن وزارة الخارجية لن تدخل في الأنشطة الاقتصادية ، ولكن يجب أن نفتح المجال أمام الناشطين في القطاع الاقتصادي سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص.
وتابع وزير الخارجية في هذا الصدد: يجب علينا إيجاد وإدخال أسواق جديدة، وخلق مساحات سياسية مناسبة للنشطاء الاقتصاديين للتحرك في هذا الفضاء واستخدامه.
وعدد عراقجي أحد الإجراءات في هذا الصدد وهو استغلال قدرات المنظمات الإقليمية والدولية، وقال: فيما يتعلق بمنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس والاتحاد الأوراسي وغيرها، فإن واجب وزارة الخارجية هو تحقيق العضوية. وبعد العضوية، تحديد القدرات الموجودة ونقلها إلى القطاعات الاقتصادية في البلاد حتى تتمكن من التحرك في هذا الفضاء وفي الإطار، ونأمل أن تتحقق فوائد اقتصادية تظهر آثارها على موائد المواطنين.
وأكد وزير الخارجية: كما ذكرت، نحن لا نقوم بأنشطة اقتصادية في وزارة الخارجية، ولكننا نمهد ونفتح الطريق للقطاعات الاقتصادية.
وقال رئيس السلك الدبلوماسي: من أهم واجباتنا تحييد العقوبات وفي نفس الوقت نحاول رفع العقوبات، الأمر الذي سيزيل عقبة كبيرة من طريق الاقتصاد الإيراني، وإن شاء الله سنتحرك في هذا الاتجاه.
وقال عراقجي فيما يتعلق بالثنائية بين الميدان والدبلوماسية: على الرغم من أنه يتم في بعض الأحيان مناقشة الميدان والدبلوماسية، إلا أنني أؤمن حقا وقد أوضحت في برنامجي أنني لا أرى أي فرق بين الميدان والدبلوماسية وأعتبر الاثنين وحدة متكاملة تتحرك معًا نحو أهداف محددة، كل منهما يكمل الآخر، ويقوم كل منها بمهامه الخاصة.
وأضاف وزير الخارجية: أضيف إلى هذين الجانبين جانبا ثالثا وهو الجانب الإعلامي. الدبلوماسية والميدان والإعلام، يجب أن تتحرك معًا.
انتهى ** 2342
تعليقك