القدس الشريف هي القلب المشترك للعالم الإسلامي

طهران/ 14 ايلول/ سبتمبر/ ارنا- قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الاسلام "حميد شهرياري" : إن القدس هي القلب المشترك للعالم الإسلامي وان قضية فلسطين اليوم توحّد العالم الاسلامي..

وفي كلمته خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية، التي عقدت اليوم السبت، اشار حجة الاسلام شهرياري، الى شعار المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية هذا العام، "التعاون الاسلامي من اجل تحقيق القيم المشتركة مع التركيز على القضية الفلسطينية"، قال الامين العام لمجمع التقريب، ان فلسطين اليوم اضحت اليوم القضية التي  توحّد العالم الاسلامي.

كما هنأ لمناسبة حلول اسبوع الوحدة الاسلامية (12 الى 17 ربيع الاول 1446ه) وذكرى مولد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وحفيده الامام الصادق (عليه السلام) متطلعا بالسلام والموفقية للجميع، كما ثمن مشاركة العلماء والمثقفين في الندوات الافتراضية المصاحبة للمؤتمر الدولية للوحدة الاسلامية الـ 38 وايضا الضيوف المشاركين في جلساته  الحضورية.

واشار الى 3 قيم يشترك فيها الناس جميعا، وهي : الكرامة الانسانية والعدالة الانسانية وامن المجتمع؛ قائلا : ان العالم اليوم هو بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى الكرامة الانسانية التي تكون هوية الناس وتشكل جزءا من وجود الانسان الذي اودعه الباري تعالى فيه. 

واكد على ان هذه الكرامة لا تقتصر على مجمع معين او مذهب او دين، وانما تشمل الناس جميعا؛ مبينا ان العقلانية التي تحدد سلوك الناس وتحثهم على القيام بالاعمال الصالحة وانتهاج البر والاحسان، هي من السمات التي تميّز هذه الكرامة الانسانية.

واشار الامين العامل لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية الى مبدئي العدالة في المجتمعات الاسلامية وامن المجتمعات، قائلا : ان احد هذه المبادئ يهيئ الارضية المناسبة والاخر يصوغ الانسانية، اي عندما يستتب الامن، ستتوفر الارضية لسائر القيم، ولو انعدم الامن ستصاب المجتمعات بالتيه والازمات، الامر الذي يحول دون نمو القيم الاخرى.

وصرح شهرياري، انه في سياق الاهتمام بهذه القيم الثلاث، تقرر بان يتم خلال المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية هذا العام، التركيز على القضية الفلسطينية.

واضاف : ان الكيان الصهيوني قتل في غضون العام الجاري اكثر من 40 الف انسان بريئ واعزل، وان ما يزيد عن نصف هذا العدد هم من النساء والاطفال والشيوخ، فضلا عن الاف المصابين والمشردين؛ معربا عن اسفه لتقاعس المجتمع الدولي ومجلس الامن التابع للامم المتحدة والكثير من الدول عن القيام بواجبها لوقف هذه المجازر، الامر الذي شوه صورة الكرامة الانسانية.

ومضى الدكتور شهرياري الى القول : اننا نتطلع بان يعود السلام والامن الى الاراضي المحتلة فورا، وتتهيّأ الارضية المناسبة للدفاع عن الكرامة الانسانية وحق الحياة والتحلي بالحكمة.

ودعا الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الدول الاسلامية كافة الى التكاتف مع بعضها الاخر، وان لا تقتصر على اصدار البيانات قبال جرائم الكيان الصهيوني، وانما تعمل على ترسيخ العدالة داخل الاراضي المحتلة وينعم الشعب الفلسطيني بمختلف انتماءاته الدينية والمذهبية، في سلام وتعايش.

واستطرد قائلا : ان هذا الهدف المنشود لن يتحقق ما لم تكف امريكا وحلفاؤها عن دعمها للكيات الصهيوني.

واعتبر احجة الاسلام شهرياري، ان السبب وراء انطلاق عملية "طوفان الاقصى" البطولية، يعود الى الكم الهائل من الظلم والعدوان الذي تعرض اليه الشعب الفلسطيني على مدى العقود السبعة الماضية. 

واردف : ان الكيان الصهيوني يسعى وراء خططه التوسيعة في المنطقة، وعليه فإن كافة شعارات حول السلام، لا تهدف سوى الى مزيد من الاحتلال والعدوان على حساب الدول الاقليمية.

ولفت : ان الكيان الصهيوني اظهر خلال الاشهر الاخيرة بانه مستعد لارتكاب جرائم حرب وابادة؛ داعيا المنزمات الدولية ان تكون عن المهام الموكلة اليها في ادانة هذه المجازر وملاحقة قادة الكيان الصهيوني الغاصب، ووضع حد للجرائم في غزة وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة. 

وشدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، على ان المقاومة هي السبيل الوحيد لوقف الى الحرب الصهيونية؛ مبينا ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الداعم لمحور المقاومة ياتي في هذا السياق ايضا.

وحول موقف المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية قبال الحرب على غزة، اشار الدكتور شهرياري الى عقد المؤتمرات والملتقيات والندوات التوعوية حول جرائم الحرب والابادة الجماعية التي يقتربها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واهل غزة المظلومين.

وفي السياق ذاته، سلط فضيلته الضوء على "مؤتمر غزة" الذي نظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلال العام الماضي؛ مردفا ان هناك مؤتمر اخر بعنوان "طوفان الاقصى -2" الذي سيعقد خلال العام الجاري بمشاركة جميع المنظمات والحركات من مختلف المذاهب والاديان، كما تطلع بان تسهم هذه النشاطات في  تقليص رقعة التطرف والعنف ووقف العدوان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني المظلوم. 

وفي الختام، قال الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : نتطلع بان يسهم المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية (في هذا العام) في اتخاذ خطوات عملية على المستوى الدولي، من اجل وقف الحرب وترسيخ السلام العالمي والاقليمي، وبناء التعايش السلمي والتصدي بعدل وحسم لتحركات الكيان الصهيوني ومناصريه.

وسيقام المؤتمر الدولي الثامن والثلاثون للوحدة الإسلامية في الفترة ١٤ إلی ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ في طهران.

انتهى**3269

تعليقك

You are replying to: .