وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الايراني حساء الاحد حول الإنجازات السياسية والاقتصادية لزيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق: في بعض الأحيان يمكن لشخصية بعض القادة والأشخاص أن تخلق موجة إيجابية ، وما حدث في رحلة العراق كان مثالا واضحا على الدبلوماسية العامة من جانب رئيس الجمهورية سواء في بغداد او في إقليم كردستان بالاخص، حيث ان إتقانه للغة الكردية وروحه المتواضعة غيّرت أجواء الاجتماعات. في السنوات الأخيرة، كانت لدينا مشاكل أمنية مع الاقليم، والتي لدينا اتفاقية أمنية لحلها، وقد قدمتنا هذه الرحلة عدة سنوات الى الامام فيما يتعلق بهذه المنطقة.
*اقليم كردستان العراق
وأوضح عراقجي: تمكن السيد بزشكيان من التفاعل بشكل إيجابي للغاية مع الناس هناك، ومن خلال إتقانه اللغة الكردية، كانت الأجواء إيجابية للغاية، على الرغم من أن محادثاتنا واجتماعاتنا كانت باللغة الفارسية. وبالطبع، أجرى أيضاً محادثة قصيرة أو اثنتين باللغة الكردية، مما خلق الحماس بين أهالي تلك المنطقة، وبطريقة ما، فإن هذا النوع من التفاعل من قبل رئيس الجمهورية حقق خلال نصف يوم عمل سنوات من الدبلوماسية الثقافية والإعلامية.
وأضاف: قال السيد بارزاني إننا لم نتصور يوماً أن نرحب برئيس إيران باللغة الكردية فيجيبنا باللغة الكردية ايضا. يعد إقليم كردستان العراق منطقة جاهزة لتوسيع العلاقات التجارية مع إيران، ويمكن أن تكون مدينة السليمانية بوابة دخولنا إلى تلك المنطقة، والفضاء جاهز جدًا لتوسيع العلاقات مع الاقليم، وقد خلقت هذه الرحلة فصلاً جديدًا مع العراق.
وتابع وزير الخارجية: هناك قدرة على زيادة التفاعلات التجارية بين الجانبين، وعلى الرغم من مشاكل التبادلات المصرفية، إلا أن رجال الأعمال لدينا يمكنهم إيجاد طرق لتحويل الأموال، ورأيي هو أنه يجب علينا اتخاذ المزيد من الإجراءات لتحديد الاستيراد والطاقات التصديرية لأن لدينا نقصاً في هذا المجال. وأعتقد أنه إذا تم تحديد القدرات وتعريف رجال الأعمال بها وتم ايجاد التسهيلات في مجال تحويل الأموال الذي نعمل عليه، سنرى زيادة في التعاملات التجارية بين الجانبين.
وأضاف وزير الخارجية: هذه الاجواء التي تم ايجادها في منطقة الاقليم جاهزة للتواصل على نطاق أوسع. وحدث الشيء نفسه في جنوب العراق وفي مدينة البصرة حيث شارك شيوخ العشائر بحماس في مراسم كلمة السيد بزشكيان.
*الاتفاقية الامنية
وفيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية بين البلدين، قال: حتى الآن تم تنفيذ أجزاء من الاتفاقية بالتعاون مع الحكومة المركزية العراقية والإجراءات المتخذة في الاقليم. لقد حصلنا على وعد مؤاتٍ من بغداد والاقليم باستكمال بقية الاتفاقية الأمنية. وتم التأكيد على أن إقليم كردستان العراق لن يشكل خطراً على الأراضي الإيرانية بأي شكل من الأشكال، وأنه سيتم مواجهة العناصر التي أطلقت التهديدات.
وتابع عراقجي: عندما نطرح أولويات السياسة الخارجية، فهذا لا يعني أنها واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع بالترتيب، بل يعني أن لدينا علاقات متساوية ومتوازية مع جميع الدول والمناطق الأخرى ونتطلع إلى تحقيق الدبلوماسية المتوازنة. لقد أظهرت دبلوماسيتنا أنه يمكن أن تكون لدينا إمكانية توسيع العلاقات، وهذا الأمر بالطبع يتطلب الكثير من الإجراءات.
وقال: في كل حكومة، وجهة الرحلة الخارجية الأولى لرئيسها لها رسائل خاصة، واخترنا العراق نظرا لأنه مهم بالنسبة لنا، وتظهر أن اولويتنا هي دول الجوار والمنطقة.
* الأوروبيون تبنوا سياسات خاطئة وعدائية في بعض الأحيان
وصرح وزير الخارجية: إننا نتطلع إلى متابعة العلاقات مع أوروبا من منظار جديد، وإذا تمكنا من سلوك مسار جديد يقوم على الاحترام المتبادل، ومصالح البلاد، وإذا تمكنت أوروبا من تصحيح سياستها، فإننا يمكننا أيضًا أن نتواصل معهم، على الرغم من أنهم ليسوا من أولوياتنا. لقد تبنى الأوروبيون سياسات خاطئة وعدائية في بعض الأحيان. كما زادت قضية أوكرانيا من تعقيد العلاقات بين إيران وأوروبا، وعلينا أن نتغلب على ذلك.
واضاف: نحن بحاجة إلى حوار عقلاني مبني على الاحترام المتبادل لحل سوء التفاهم الذي نشأ. ولا ينبغي لأوروبا أن تتوقع منا أن نفهم مخاوفها من جانب واحد، بل ينبغي لها أن تعلم أيضاً أن لدينا أيضاً مخاوف بشأنها. الحل لهذه القضية ليس باستخدام أداة العقوبات الفاشلة، لأنهم رأوا في البرنامج النووي الإيراني أنهم لا يستطيعون تحقيق أي شيء، وتم الحصول على نتيجة أفضل من طريق التفاوض.
*قضية اوكرانيا
وقال عراقجي: في مسألة أوكرانيا، هم قلقون من إرسال إيران أسلحة إلى روسيا، وعليهم أن يسألوا أنفسهم ماذا حدث أن إيران اليوم وصلت إلى درجة أنها تستطيع إنتاج وتصدير أسلحة متطورة حسب قول أوروبا نفسها، هذا الامر مؤشر الى فشل العقوبات وعلى أوروبا الحضور عند طاولة المفاوضات مع إيران بشكل ثنائي ومعقول لحل المشاكل والقضايا. وإذا تعاملنا مع مخاوف الجانبين بطريقة ثنائية، فسنكون قادرين على استعادة العلاقات.
واضاف: أولاً، يجب وضع أساس سليم لبدء المفاوضات، وعلى أساس بناء الثقة يجب أن نمضي قدماً في رفع العقوبات. يمكننا العودة إلى صيغة خطة العمل الشاملة المشتركة، وصحيح أن بعض أجزاء الخطة اصبحت قديمة، لكنها لا تزال تشكل إطارًا يمكن أن يرشدنا إلى المستقبل. على أعضاء الخطة أن يتوصلوا إلى تفاهم للدخول في الحوار من موقف متساو، وانطلاقا من الأطر القائمة والاحترام المتبادل، يمكننا استخدام الأدوات التي تؤدي إلى اتفاق مشرف مع الضمانات اللازمة.
وقال عراقجي: المفاوضات النووية كانت دائما مطروحة في الدائرة الدولية بوزارة الخارجية ، والآن ستكون مطروحة في الدائرة السياسية والدائرة الدولية معا.
*حضور رئيس الجمهورية في اجتماع الجمعية العامة
وفيما يتعلق بحضور رئيس الجمهورية في اجتماع الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، قال: لقد استخدمت إيران دائما المنابر الدولية للتعبير عن آرائها، خاصة ان هذه الزيارة ستكون الأولى لرئيس الجمهورية إلى نيويورك، حيث ستشكل فرصة جيدة لتعريف العالم بوجهات نظر إيران. كما ان هذه الزيارة ستوفر فرصة جيدة لعقد العديد من الاجتماعات. إن منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة هي التعبير عن آراء مختلف البلدان. وستكون فرصة جيدة للعالم للحصول على صورة صحيحة لسياسات الحكومة الرابعة عشرة (الحالية)، وستستغل إيران هذه الفرصة أيضًا.
وأضاف عراقجي: إن السيد رئيس الجمهورية سيلقي كلمة في القمة كما سيلتقي الإيرانيين المقيمين ويجتمع مع أتباع الديانات السماوية ومديري ومسؤولي وسائل الإعلام.
وصرح وزير الخارجية: ستكون هنالك لقاءات لرئيس الجمهورية مع نظرائه من الدول الأوروبية والآسيوية والإسلامية ، وبالطبع بعد عودته سأبقى في نيويورك والأمم المتحدة لبضعة أيام أخرى، لعقد الاجتماعات على مستويات اخرى.
*دعم ايران بلا حدود لجبهة المقاومة
وعن دعم إيران للمقاومة في المنطقة، قال: ان السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة هي دعم لا حدود له لجبهة المقاومة وتعزيزها، وهذه حقيقة اليوم لا يمكن إنكارها في المنطقة. في غزة، رغم مرور نحو عام كامل، في منطقة صغيرة جغرافيا، فشل الكيان الصهيوني في تحقيق هدفه المتمثل في تدمير حماس رغم استخدامه كل قوته، وهو مجبر على التفاوض مع حماس نفسها من أجل وقف إطلاق النار، وهذا العجز والفشل للكيان الصهيوني هو فشل وعجز لاميركا بصفتها داعمة له وانتصاراً لحماس والمنطقة. إيران ستواصل دعمها للمقاومة في المنطقة، وقد تغلبنا على الفخاخ التي تريد جرنا إلى حرب في المنطقة وقمنا بتحييدها.
*الانتخابات الاميركية
وفيما يتعلق بالانتخابات الأميركية، أوضح عراقجي: لا فرق لمصالحنا من يكون الطرف الاخر لنا. كانت هناك اتصالات مع أمريكا في الماضي وستكون هناك اتصالات الآن ايضا. في رأيي، لا يهم من يكون الطرف الاخر لنا في أمريكا أو أوروبا، لكننا نتحرك وفقا لمصالحنا. وسنقوم بواجبنا وندفع المفاوضات على أساس مصلحة البلاد. أما أن أمريكا غير مستعدة للمفاوضات فهذا الامر طبيعي لأنهم على اعتاب الانتخابات، لكننا مستعدون للتفاوض مع أوروبا.
انتهى ** 2342
تعليقك