اسلامي: رفض الكيان الصهيوني الانضمام لمعاهدة "ان بي تي" بمثابة تهديد للسلام والامن الدوليين

طهران/16 ايلول/سبتمبر/ارنا- اعتبر مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية "محمد اسلامي" ان رفض الكيان الصهيوني الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "ان بي تي" ورفضه وضع منشآته النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكلان تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

واثناء مشاركته بالدورة العادية الـ 68 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية "محمد اسلامي" مواقف وبرامج النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كلمته التي ألقاها هناك.

و قال إسلامی إن العالم في الوقت الحاضر يواجه تحديات خطيرة ومثيرة للقلق بما في ذلك جرائم الكيان الصهيوني المرتكبة في فلسطين وقد قتل هذا الكيان أكثر من 41 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، وادى الى اصابة و إعاقة أكثر من 100 ألف شخص و بدعم من أمريكا وبعض الدول مازال يواصل وبكل وقاحة الإبادة الجماعية في حربه على غزة.

و تابع بالقول، فقد اصبح هذا الكيان متربعا على زعامة تشويه سمعة ايران باعتماده الدعاية السلبية واسعة النطاق ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، كما ان هذا الكيان يحاول تحويل الرأي العام عن جرائمه من خلال اختلاق الافتراءات والاكاذيب ضد أنشطة إيران النووية السلمية.

و أضاف أنه من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. 

و أشار إلى أن هذا العام هو الذكرى الـ 50 لتأسيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وان الجمهورية الإسلامية الايرانية عازمة أيضا على زيادة حصة الطاقة النووية في محفظة الطاقة بالبلاد الى 20 الف ميغاواط بحلول عام 2040، وذلك تمشيا مع الوثيقة الاستراتيجية الشاملة لتطوير الصناعة النووية لأفق الـ 20 عاما.

وأكد رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية ان تعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة يستمر بطريقة صادقة وواسعة النطاق.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية "محمد اسلامي" في الدورة العادية الـ 68 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:

بسم الله الرحمن الرحیم

جناب السيد الرئيس؛

جناب السيد المدير العام؛

أصحاب المعالي، السيدات والسادة؛

في البداية اود ان اعرب عن ارتياحي و سروري للمشاركة بالدورة العادية الـ 68 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا لكم على دعم وتعاون فريقي.

كما أود أن أعلن عن استعداد الحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والرئيس الايراني مسعود بزشكيان لتوسيع التفاعلات البناءة وتطوير التعاون المشترك على المستوى الدولي.

ايها الزملاء الكرام؛

يواجه العالم في الوقت الحاضر تحديات خطيرة ومثيرة للقلق بما في ذلك جرائم الكيان الصهيوني المرتكبة في فلسطين.

وقد قتل هذا الكيان أكثر من 41 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، وادى الى اصابة و إعاقة أكثر من 100 ألف شخص و بدعم من أمريكا وبعض الدول مازال يواصل وبكل وقاحة الإبادة الجماعية في حربه على غزة.

وبالتالي لا يمكننا أن نتجاهل الإبادة الجماعية المستمرة للأبرياء الذين تم اغتصاب أراضيهم في ظل الفشل الفادح للعديد من قرارات الأمم المتحدة والدعم الكامل من بعض الدول.

وبما ان منظمة الأمم المتحدة برمتها تواجه تحديات مستمرة تتمثل في تقاعس المؤسسات المسؤولة عن صون السلام والأمن الدوليين، يجب علينا محاسبة المطالبين بتمثيل المجتمع الدولي في هذا الصدد.

ومع اغتيال العلماء الإيرانيين واعتماد جميع أنواع العمليات التخريبية والإرهابية، فقد اصبح هذا الكيان متربعا على زعامة تشويه سمعة ايران باعتماده الدعاية السلبية واسعة النطاق ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، كما ان هذا الكيان يحاول تحويل الرأي العام عن جرائمه من خلال اختلاق الافتراءات والاكاذيب ضد أنشطة إيران النووية السلمية.

اصحاب المعالي؛

 إن نزع السلاح النووي هو الأولوية الرئيسية للمجتمع الدولي لذا من الضروري أن تلتزم الدول الحائزة للأسلحة النووية بالتزاماتها بموجب المادة الـ 6 من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "NPT" .

و من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. ففي العام الماضي وحده، هددت سلطات الكيان الصهيوني قاتل الأطفال، الشعب الإيراني العظيم وكذلك اهل غزة المضطهدين بأسلحتها النووية في عدة مناسبات.

ان رفض الكيان الصهيوني الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "ان بي تي" ورفضه وضع منشآته النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكلان تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

الزملاء الكرام؛

في هذا الجزء من كلمتي، أود أن أتناول تغير المناخ والاحتباس الحراري الي يعد أحد أهم التحديات في العالم.

وبالتالي فان التحديات العالمية تتطلب حلولا عالمية، ويعد نقل التكنولوجيا والمعدات الحديثة دون تمييز أمر حيوي خاصة بالنسبة للبلدان النامية. وفي هذا السياق، يلعب استخدام الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة النووية، كمصدر للحِمْل الأساسي، دورا مهما.

ولذلك، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملزمة وفقا لنظامها الأساسي، بتيسير ودعم حصول جميع الدول الأعضاء على التكنولوجيا والمعدات اللازمة دون تمييز.

وعليه فان الجمهورية الإسلامية الايرانية عازمة أيضا على زيادة حصة الطاقة النووية في محفظة الطاقة بالبلاد الى 20 الف ميغاواط بحلول عام 2040، وذلك تمشيا مع الوثيقة الاستراتيجية الشاملة لتطوير الصناعة النووية لأفق الـ 20 عاما.

الزملاء الكرام؛

أغتنم هذه الفرصة لاحيطكم علما بأن هذا العام هو الذكرى الـ 50 لتأسيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وعقد المؤتمر النووي الوطني الثلاثون والمؤتمر النووي الدولي الأول لإيران في ايار/ مايو 2024 م في مدينة أصفهان الجميلة والتاريخية بحضور المدير العام للوكالة رافائيل غروسي والوفد المرافق.

وفي هذا الحدث، شهد المشاركون من مختلف دول العالم تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف مجالات الطاقة السلمية بحيث تم تحقيق هذه الإنجازات في ظل أشد العقوبات أحادية الجانب المفروضة على ايران.

وسيتم عرض بعض هذه الإنجازات في الحدث الجانبي والمعرض الخاص بهذه الدورة لهذا المؤتمر، كما أعلن أننا على استعداد للتعاون مع الدول الأخرى في هذا المجال.

ايها السيدات والسادة؛

ان تعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة يستمر بطريقة صادقة وواسعة النطاق، ولا يمكن مقارنة عدد المفتشين الذين عينتهم الوكالة في إيران بعدد أي بلد آخر. وفي حين تمثل المنشآت الإيرانية 3% فقط من المنشآت النووية في العالم، فإن أكثر من خُمس عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2023 أجريت في إيران.

وفيما يتعلق بإلغاء تعيين مفتشي الوكالة بموجب اتفاق الضمانات الشاملة، فقد تم تطبيق الحقوق الأصيلة والسيادية للجمهورية الإسلامية الايرانية، لذا فإن الإصرار والضغط على إيران في هذا الشأن يعني تجاهل الحقوق السيادية للدول وهو غير مقبول لانه يمكن أن يسبب عرقلة غير مبررة.

علاوة على ذلك، أود التأكيد على أن الإجراءات الطوعية لخطة العمل المشترك الشاملة مع إيران كانت مقابل رفع العقوبات القمعية، ومانراه اليوم من ضغوط سياسية ونفسية هو لإجبار إيران على تنفيذ إجراءات الاتفاق النووي بغض النظر عن الالتزامات المتعلقة برفع العقوبات، ولذلك لا ينبغي تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة على حساب عضو واحد فقط.

وان ما تقوم به الوكالة من أنشطة تحقق ومراقبة فيما يتعلق ببناء وإنتاج المواد غير النووية، هو عمل متوقع فقط في إطار خطة العمل المشترك الشاملة. وبعد الانسحاب الأحادي غير القانوني للولايات المتحدة وعدم امتثال دول الترويكا الاوروبية والاتحاد الأوروبي لالتزاماتهم، قامت الجمهورية الإسلامية الايرانية بتوقيف تنفيذ تدابير تتجاوز اتفاقية الضمانات الشاملة، وذلك استنادا الى حقوقها بموجب المادتين 26 و 36 من خطة العمل المشترك الشاملة وقانون العمل الاستراتيجي للمجلس الإسلامي.

وينعقد هذا المؤتمر ونحن نشهد أزمات خطيرة على الساحة الدولية. ويتعين على الوكالة وفقا لدستورها أن تلعب دورا في تخفيف حدة التوتر وزيادة التفاعل والتعاون من أجل تحسين نوعية الحياة لجميع شعوب العالم.

ومن المتوقع من الحكومات الأعضاء أن تتصرف بحسن نية وبأقصى قدر من المسؤولية. وفي هذا الصدد، إيران مستعدة للتفاعل مع كافة الحكومات الأعضاء لتحقيق هذه الأهداف السامية.

ايها السادة الكرام، اتمنى لكم التوفيق

انتهى**ر. م

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .