جاء ذلك في كلمة القاها أمير سعيد إيرواني السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، في الجلسة الطارئة العاشرة للجمعية العامة يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
وقال: بناء على المناقشات العامة التي أثيرت في الاجتماعات السابقة، وكذلك الموافقة على ثلاثة قرارات بشأن القضية الفلسطينية في الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة في العام الماضي، أعلن المجتمع الدولي التزامه بتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في فلسطين. وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعمال حق الفلسطينيين الذي لا يمكن إنكاره في تقرير المصير وعضويتهم الكاملة في الأمم المتحدة. وكما رأينا منذ ذلك الحين، لم يطرأ أي تغيير إيجابي في سياسات الفصل العنصري وأفعال الكيان الصهيوني، وليس أمام الفلسطينيين خيار سوى مقاومة الهجمات الواسعة والمدمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية والمستوطنون المسلحون ضد أرضهم وشعبهم، بما في ذلك نسائهم وأطفالهم.
واضاف: إننا نشهد المقاومة المذهلة التي يبديها إخواننا وأخواتنا الفلسطينيون ضد الغزو والقصف الوحشي وغير العادل من قبل قوات الكيان الصهيوني ، والذي تدعمه بعض البلدان المعينة، في ظل سياسات الفصل العنصري والإبادة الجماعية التي يقوم بها مسؤولو هذا الكيان. والآن، اعترفت الكثير من الشعوب المحبة للحرية بالمقاومة الفلسطينية باعتبارها جهداً متميزاً وجديراً بالاشادة.
وتابع ايرواني: شددت محكمة العدل الدولية، في رايها الاستشاري الأخير الصادر في 19 تموز/يوليو، على أن احتلال الكيان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، ويعتبر عملا دوليا غير قانوني، ويتحمل الكيان مسؤوليته كاملة. وفي هذا الصدد، ذكرت المحكمة صراحة أن الكيان الإسرائيلي ملزم بإنهاء وجوده غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية في هذه الأراضي، بالإضافة إلى الإخلاء الكامل لجميع المستوطنين. كما أن هذا الكيان ملزم بتعويض الأضرار التي لحقت بجميع الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واردف: تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال من قبل الكيان الإسرائيلي مستمر منذ فترة طويلة، وهذه مسألة مهمة للغاية يتجاهلها هذا الكيان عمدا. وليس من المستغرب أن ممثل الكيان الصهيوني لم يذكر احتلالهم غير القانوني في البيان الذي قدمه في هذا الاجتماع؛ القضية التي هي المحور الرئيسي لهذا الاجتماع. ويبدو أن عالمهم بدأ العام الماضي، وانه لا ينبغي النظر في السبب الوحيد للمقاومة الفلسطينية، وهو الاحتلال غير القانوني من قبل الكيان الإسرائيلي منذ عدة عقود.
وقال ايرواني: تمشيا مع التزامنا الأول بموجب ميثاق الأمم المتحدة، يتعين علينا أن نتخذ إجراءات جماعية فعالة للقضاء على هذا التهديد الذي طال أمده للسلام. والآن هو الوقت المناسب لنا، كأعضاء في الأمم المتحدة، للوفاء بهذا الالتزام. ومن الضروري قمع الأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي وخرقه للسلام، وكذلك تسوية أو تخفيف هذا الوضع الذي تسبب بشكل واضح في خرق السلام.
واضاف: تشن قوات الكيان الإسرائيلي منذ نحو عام عدوانًا عنيفًا على قطاع غزة والأراضي المحتلة الأخرى، مما أدى إلى مصرع أكثر من 40 ألف مدني فلسطيني. وفي خضم الجرائم المستمرة ضد المدنيين في غزة، يواصل الكيان الإسرائيلي عدوانه وأعماله الإرهابية ضد المدنيين في لبنان.
*الهجوم السيبراني الصهيوني على لبنان
ولفت الى انه قبل ساعات قليلة فقط، وفي عمل من أعمال الإرهاب السيبراني، فجّر هذا الكيان أجهزة اتصال في بيروت، مما أدى إلى مصرع وإصابة آلاف الأشخاص، بمن فيهم سفير جمهورية إيران الإسلامية في بيروت. إن جمهورية إيران الإسلامية، إذ تقدم تعازيها الصادقة لأسر الضحايا والحكومة اللبنانية، تدين بشدة هذا العمل التخريبي والإرهاب الذي قام به الكيان الإسرائيلي المارق. ويجب محاسبة الكيان الإسرائيلي على هذه الجريمة النكراء.
واضاف: من الواضح أن وحشية هذا الكيان وقسوته ليس لها حدود. كم عدد النساء والأطفال الذين يجب قتلهم قبل أن يقرر المجتمع الدولي التدخل ووضع حد لآلة الحرب المدمرة والهمجية؟ جميع عوامل الخطر والتعاريف الواردة في المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها جارية وسارية؛ وهي حقيقة تضع المسؤولية على عاتق جميع الدول الأعضاء للحد من هذه الجريمة.
وقال ايرواني: رغم أن مسؤولي الكيان الإسرائيلي ارتكبوا الكثير من الجرائم باحتلال الأراضي الفلسطينية، وقتل الفلسطينيين، وتهجير السكان الفلسطينيين، إلا أنهم مازالوا يحظون بالحصانة الكاملة. ومن المؤسف أن هذا الكيان انتهك مرارا وتكرارا التزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى رفض قبول وتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، فإنه يرفض أيضاً الانصياع للقوانين الدولية. هذا الكيان ينتهك باستمرار المبادئ الواردة في الميثاق والاتفاقيات والقرارات ذات الصلة. ومن وجهة نظرنا، لا ينبغي قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة فحسب، بل ينبغي للأعمال غير القانونية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي أن تثير التزام جميع أعضاء الأمم المتحدة لإعادة النظر في عضوية هذا الكيان في الأمم المتحدة وفقا للمادة 6 من الميثاق.
واضاف: في الختام، أود التأكيد على أنه بالنظر إلى خطورة الوضع وأهمية إنهاء احتلال فلسطين وإنهاء سياسات الفصل العنصري وإجراءات الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستصوت لصالح القرار الذي أعد في هذا الشأن. كما لا بد من تأكيد التزام الكيان الإسرائيلي بالسماح لجميع المهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم وإعادة ممتلكاتهم، فضلا عن دفع تعويضات لجميع المتضررين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وختم: إضافة إلى ذلك، أود أن أعلن أن تأييد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذا القرار لا يؤثر على موقفنا الوطني الراسخ والثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي يتضمن عدم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي.
انتهى ** 2342
تعليقك