وقال أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، الجمعة، في جلسة مجلس الأمن حول التفجيرات الإسرائيلية في لبنان: ان استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية في مناطق بيروت المكتظة بالسكان، في منازلهم وشوارعهم وأماكن عملهم ومراكز التسوق، هو عمل إرهابي واضح وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وخاصة القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلا عن انه انتهاك واضح للعديد من القرارات الصادرة بهذا الخصوص من قبل مجلس الامن، وخاصة القرارات المتعلقة بحماية المدنيين.
وأضاف كبير دبلوماسيي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة: إن هذه الجرائم واسعة النطاق والممنهجة، والتي هدفها القتل الجماعي والتسبب في معاناة شديدة وإصابات خطيرة للمدنيين، تعتبر جرائم ضد الإنسانية. وتشير التقارير إلى أن الكيان الإسرائيلي كان ينوي قتل ما لا يقل عن 5000 مدني، الا ان بعض الأجهزة لم يتم توزيعها أو اصبحت غير فعالة.
وأضاف ايرواني: إن هذا الهجوم الهمجي للكيان الإسرائيلي تسبب في وصول مستشفيات لبنان والطواقم الطبية إلى حالة طوارئ غير مسبوقة، وقد تسببت هذه الهجمات في حالة من الذعر على نطاق واسع في جميع أنحاء لبنان. ولا شك أن الكيان الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة.
واعتبر ان عواقب هذا الهجوم تتجاوز حدود لبنان واضاف: إن استهداف أجهزة الاتصالات في قلب بيروت يبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بان "الكيان الإسرائيلي مستعد لارتكاب أي جريمة مهما كانت جسيمة لانتهاك والاعتداء على سيادة وأمن دول المنطقة وتهديد السلام والأمن الإقليميين والدوليين".
وتابع سفير إيران لدى الأمم المتحدة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة هذه الهجمات الفظيعة والهمجية. ونعرب عن خالص تعازينا وتعاطفنا مع شعب وحكومة لبنان وأسر ضحايا هذه الهجمات الإرهابية الشنيعة. كما نتمنى الشفاء العاجل والكامل للجرحى ونعرب عن دعمنا غير المشروط لإخوتنا وأخواتنا اللبنانيين.
وفيما يتعلق بالاعتداء على سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني بسبب التفجيرات الإسرائيلية، قال ايرواني: إن الاعتداء على سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية. حماية الموظفين الدبلوماسيين هي أحد المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية.
واضاف: لقد انتهك الهجوم الإرهابي الذي شنه الكيان الإسرائيلي بوضوح اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية عام 1973 بشأن منع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دولية، بمن فيهم الموظفون الدبلوماسيون.
وأكد: أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستحاول بجد متابعة مسؤولية هذا الهجوم على سفيرها في لبنان وتحتفظ بحقها وفقاً للقانون الدولي في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للرد على هذا الانتهاك الجسيم. ولسوء الحظ، ظل مجلس الأمن صامتا ضد العدوان المستمر من قبل الكيان الإسرائيلي وأعماله غير القانونية، بما في ذلك الهجوم على المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في سوريا في 1 أبريل (2024). والآن، مرة أخرى، تجاوز هذا الكيان الخطوط الحمراء باستهداف سفيرنا.
وأضاف سفير إيران لدى الأمم المتحدة: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف بحزم إلى جانب الحكومة والشعب اللبنانيين ولن تهدأ حتى تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة. ونكرر التزامنا بالامتثال لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ومع ذلك، تقع على عاتق مجلس الأمن مسؤولية العمل من أجل العدالة والسلام وحماية المدنيين الأبرياء.
وأضاف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: إن هذه الجرائم الفظيعة تظهر مرة أخرى أن مسؤولي الكيان الإسرائيلي ليس لديهم أي نية للالتزام بالأعراف الدولية أو ما يسمى بمفاوضات وقف إطلاق النار، التي تشير إليها الولايات المتحدة في هذا المجلس.
وأكد: أن واجب المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، ليس فقط مواجهة مرتكبي هذه الجرائم بشكل مباشر، بل أيضا مواجهة أولئك الذين يوفرون الأدوات والغطاء السياسي لارتكاب هذه الجرائم. وان فشل مجلس الأمن في محاسبة الكيان الإسرائيلي جعاه اكثر تجرؤا وسمح له بمواصلة سلوكه العدواني وغير القانوني.
انتهى ** 2342
تعليقك