وخلال لقاء مع مسؤولين إعلاميين أميركيين، يوم الاثنين، قال الرئيس بزشكيان الذي يزور نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة: وجهة نظرنا تجاه البلد والمنطقة والعالم شفافة وواضحة. عندما ترشحت للانتخابات في إيران كان شعاري هو الوحدة والتلاحم، لأنه علينا أولاً حل الخلافات في البلاد.
وأكد أن إيران لكل الإيرانيين، وقال: أنا لا أنتمي إلى فئة أو جناح معين، ولهذا رحب الشعب وصوّت، ورغم أننا لم نكن تابعين لأي جناح ، إلا أن تصويت الشعب أوصلنا إلى هذا المكان.
وصرح أن أولويتنا في العلاقات الدولية هي جيراننا بحيث نتفاهم مع بضنا البعض من خلال الحفاظ على الحدود والخصوصية والأمن ومنع أي عمل من شأنه الإضرار بالأمن الداخلي لكل منا، وقال: ستكون لنا مثل هذه العلاقة مع العالم أيضًا. لدينا علاقة صحية ومتكافئة مع العالم ونؤمن بأن السلام والأمن في العالم يجب أن يحلا محل الحرب وسفك الدماء، وأن الناس لا ينبغي أن يقتلوا بعضهم البعض.
وشدد قائلا: نبحث عن الوحدة والتلاحم في بلدنا، بعيداً عن الانتماءات الفئوية والعرقية، وسناخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار في الإدارة، وتابع: نعتقد أننا إذا تصرفنا بالحق والعدل في بلادنا سنصلح البلاد، وسنتخذ نفس الخطة مع العالم، وخاصة الدول التي رسمت صورة غير مناسبة عنا.
وأكد : إيران لديها حضارة عمرها عدة آلاف من السنين، ونحن لسنا كما تظهره وسائل الإعلام العالمية عن إيران، لذلك نحن مستعدون للعيش بسلام وأمن مع العالم أجمع ولا نبحث عن اضطرابات.
وقال: جئنا إلى هنا لننقل رسالتنا إلى العالم، وهذا هو اعتقاد قلوبنا ونحاول إظهار التنسيق الداخلي والخارجي قدر الإمكان.
وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتطلع إلى تفاعل بناء وصحي ومتساو مع جميع دول العالم، وقال: نحاول استبدال الحرب وسفك الدماء بالسلام والأمن وبناء عالم يتعايش فيه الناس، بدلا من قتل بعضهم البعض، على أساس العدالة والسلام والرخاء والأمن.
*جئنا لننقل رسالة الصداقة والسلام الى دول العالم وشعوبها
وانتقد الرئيس بزشكيان أيضًا الصورة المزيفة التي ترسمها بعض وسائل الإعلام الغربية عن إيران، وقال أن بلادنا وشعبنا يمتلكان حضارة وثقافة عريقة وغنية، والصورة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام عن بلادنا غير صحيحة. نحن لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى الحرب وزعزعة الأمن في العالم، وقد جئنا إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لننقل رسالتنا رسالة السلام والصداقة إلى جميع دول العالم وشعوبها.
وفي اللقاء، أجاب الرئيس الايراني على أسئلة كبار مديري وسائل الإعلام الأميركية، ومن بينها شبكة سي بي إس وإم بي سي نيوز وواشنطن بوست والأسوشيتد برس وسكاي نيوز، حول تطورات المنطقة المتاثرة بحرب غزة، ومفاوضات رفع المفاوضات، والقوة الدفاعية للجمهورية الإسلامية، والقضايا الداخلية لإيران.
*ايران لن تخضع للتفاوض عبر الضغوط والعقوبات
وردا على سؤال حول إمكانية استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قال الرئيس بزشكيان: أننا تفاوضنا سابقا مع الحكومة الأميركية وتوصلنا إلى اتفاق، ووافقنا على جميع التزاماتنا في هذا الاتفاق والتزمنا بها الا ان ترامب هو الذي انسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وللأسف الدول الأخرى بدلاً من أن تساعد في إحياء هذا الاتفاق لم تف بالتزاماتها، ويوما بعد يوم اتسعت دائرة العقوبات على إيران.
وشدد الرئيس بزشكيان على أن إيران أثبتت أنها لن تخضع أبدا للتفاوض عبر الضغوط والعقوبات، مضيفا: وفقا لفتوى قائد الثورة الإسلامية، فإن تطوير الأسلحة النووية ليس له مكان في عقيدة الدفاع والأمن الإيرانية. وفي ظل الظروف التي كذبت فيها بعض الدول بشأن بلادنا واتهمتها بمحاولة صنع أسلحة نووية، فإن معظم عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العالم كانت تتم في إيران.
*الالتزام يجب ان يكون متبادلا
وقال: نحن على استعداد تام للعودة إلى التزاماتنا في الاتفاق، لكن من غير الممكن أن لا تكون أميركا والدول الأوروبية مستعدة للوفاء بالتزاماتها وتطلب منا بدلا من ذلك العودة إلى التزاماتنا.
وردا على سؤال حول قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدراتها الدفاعية، قال رئيس الجمهورية إننا لا نسعى إلى خلق الحرب وزعزعة الأمن بأي شكل من الأشكال ولم نهاجم أي دولة حتى الآن، بل تعرضنا للغزو والعدوان وأضاف: "نحن نريد قوة دفاعية للحفاظ على الأمن والدفاع عن شعبنا وبلدنا، وليس للحرب وانعدام الأمن، على الرغم من أن الكيان الصهيوني ارتكب مراراً وتكراراً أعمالاً إرهابية ضد بلدنا".
وأوضح : في اليوم التالي لحفل التنصيب الرئاسي بادر هذا الكيان الى اغتيال ضيفنا الشهيد هنية من أجل توسيع نطاق الحرب في المنطقة، ورغم الجهود الكثيرة التي بذلت لمنع ردنا والوعد بوقف القصف في غزة ووقف إطلاق النار جرى تصعيد حدة الهجمات والجرائم يوما بعد يوم.
*الكيان الصهوني هو الذي يسعى لتوسيع دائرة الحرب بالمنطقة
وتساءل الرئيس الايراني انه ما هي المعايير والقوانين الدولية التي سمحت بمجازر وقتل النساء والأطفال وصمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم، وقال: إن دفاعنا عن الشعب الفلسطيني هو دفاع عن المظلوم. ونعتقد أن انتشار الحرب في المنطقة ليس في مصلحة أي دولة، بل الكيان الصهيوني هو الذي يسعى لبدء الحرب وتوسيع نطاق الانفلات الأمني في المنطقة.
كما انتقد بزشكيان الموقف السلبي لوسائل الإعلام الدولية المعروفة في العالم تجاه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وأضاف: كوسائل إعلام، أنتم تعلمون جيدًا ما يحدث في غزة، فلا تصمتوا أمام هذه الجرائم ولا تسمحوا بتبديل مكان الظالم والمظلوم.
وردا على سؤال آخر حول إمكانية قيام إيران باتخاذ إجراءات لمنع اجراءات القوات اليمنية في باب المندب ضد الكيان الصهيوني، قال: "إن هذا التحرك يرتكز على معتقداتهم الدينية وهم يتصرفون بشكل مستقل تماما، واجراءاتهم هي رد فعل على جرائم الكيان الصهيوني، وطالما استمر الكيان في جرائمه، فلن يكون من الممكن إحلال السلام والأمن في المنطقة.
*اغتيال هنية لن يمر دون رد
وردا على سؤال آخر حول ما إذا كان تأخر الرد على تصرفات الكيان الصهيوني من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال: إن اغتيال الشهيد هنية مدان حسب كل القوانين الدولية وبالتأكيد لن يمر دون رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ففي الوقت الذي دعمت فيه أميركا والدول الغربية الكيان الصهيوني، ردت ايران على الهجوم على قنصليتها (في دمشق) وأثبتت أنها تستطيع الرد على جرائم هذا الكيان، لكننا لا نريد أن نكون كذلك عنصر زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.
وحول أوضاع بعض السجناء السياسيين في إيران قال: نحن نتطلع إلى حل المشاكل والقضايا الداخلية بأنفسنا وقد خطونا خطوات جيدة في هذا الاتجاه. تعيين 4 مديرات بمستوى رفيع في مجلس الوزراء وتعيين محافظ من اهل السنة أمر غير مسبوق في الحكومات السابقة، ونحن نحاول توظيف أشخاص أكفاء بغض النظر عن العرق والدين والجنس والتوجهات السياسية، ولكن النقطة المهمة هي انكم تعترضون على سجن عدد من الأشخاص في إيران لكنكم تلتزمون الصمت تجاه ابادة عشرات الآلاف من أبناء غزة.
*التظاهرات الطلابية في اميركا ضد الكيان الصهيوني
وردا على الادعاءات بشأن دعم إيران ماليا للتظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة ضد الكيان الصهيوني، قال بزشكيان: في حين تواجه إيران العديد من المشاكل في نقل أصولها بسبب العقوبات المالية، إلى أي مدى يعتبر مثل هذا الدعم ادعاء معقولا؟ إن دعم الطلاب ليس فقط في أميركا ولكن أيضًا في الدول الغربية الأخرى ليس بسبب المال، ولكنه وليد الإنسانية وكراهية الظلم والاجرام.
*حرب اوكرانيا
وردا على سؤال حول دعم إيران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا، قال: لم ولن ندعم حرب روسيا ضد أوكرانيا بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لنا، حدود الدول وخصوصياتها تحترم. لا ينبغي التزام الصمت تجاه جرائم الكيان الصهيوني في غزة واتهام الآخرين بالعدوان. نريد السلام والاستقرار والطمأنينة والأمن في العالم، ومنهجنا في هذا المجال صادق ومبني على معتقداتنا.
انتهى ** 2342
تعليقك