وصرح العميد باقرزادة على هامش لقائه مع رئيس مكتب اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في طهران "ونسان كاسارد"، أنه منذ عام ونحن نواجه يوميا الأحداث في غزة ولبنان، واستشهد في لبنان يوم أمس 500 شخص دفعة واحدة.
وأضاف:أنه لو جرى خلال حرب غزة منع اعتداءات "إسرائيل" منذ البداية، لما اتسعت رقعة الحرب لتصل إلى لبنان، وفي حال لم تتم السيطرة عليها الآن، فليس من الواضح إلى أين ستمتد هذه الحرب، فهي قد تمتد لتشمل كل المنطقة أو العالم بأكمله، ولا توجد أي ضمانات في هذا الخصوص.
وأشار العميد باقرزادة إلى رواية أخرى عن عيسى المسيح (ع) حول اجتناب الحرب: "للنبيّ عيسى وصايا عدّة، ومنها: بحقٍّ أقولُ لكم: إنّ الحريقَ ليقَعَ في البيتِ الواحدِ فلا يزالُ ينتقلُ مِن بيتٍ إلى بيتٍ حتّى تحترِقَ بيوتٌ كثيرةٌ إلّا أن يُستدركَ البيتُ الأوّلُ فيُهدَمَ من قواعدهِ فلا تَجدُ فيه النّارُ مَعملًا وكذلك الظّالمُ الأوّلُ لَو يُؤخَذُ على يديه لم يوجد من بعدهِ إمامٌ ظالِمٌ فيأتمّونَ به كما لو لم تجدِ النّارُ في البيتِ الأوّل خشبًا وألواحًا لَم تُحرِق شيئًا".
وأضاف: يشير كلام الله لنبيه عيسى المسيح (ع) وتوصياته للحواريين إلى الوضع الحالي للعالم، إذ يطلق جبابرة العالم الذين يرتدون أقنعة حقوق الإنسان البراقة والخادعة التصريحات، لكنهم على أرض الواقع لا يجدون سوى التعبير عن حقدهم وكرههم للبشرية.
وتابع قائلا: لذلك، إن كلام النبي عيسى (ع) تحذير للمجتمع العالمي بأسره، بمسلميه ومسيحييه ويهوده. يعلم المسلمون ما يتوجب عليهم فعله ومسؤولياتهم واضحة. وإن العالم لو رغب في أن يعيش أجواء السلام، ينبغي له أن يعلم ما يقوله عيسى (ع).
وأوضح أنه نظرا إلى المكانة الجيوسياسية للبنان الذي كان يربطنا منذ القدم بالعالم الغربي عبر البحر الأبيض المتوسط، فإن نيران الحرب لو اتسعت هناك، لن يكون هناك شك في أنها ستطال أوروبا أيضا.
وقال: لذلك يجب على اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تعلن في لبنان التعبئة العالمية إلى جانب مبادرتها إلى اتخاذ الخطوات السياسية الرامية إلى حل المشاكل الإنسانية هناك.
وأردف اللواء باقرزادة قائلا: نظرا إلى مجموع الأحداث المريرة التي وقعت، ومنها انفجارات البيجر والقصف الإسرائيلي، باتت مسؤولية الصليب الأحمر أكثر صعوبة.
وتابع، لا توجد في لبنان القيود المفروضة على غزة، وأنتم قادرون على إرسال كافة الخدمات الطبية والإغاثية إلى لبنان من أرجاء العالم عبر مطار بيروت،مضيفا: أنه لا مبرر للمحافل الدولية في عدم تقديمها المساعدات الإنسانية لأهالي لبنان.
بدوره أعرب كاسارد عن تأييده لكلام العميد باقرزادة وقال في هذا الخصوص: لقد ارتفع منسوب العنف في المنطقة بشكل كبير وهذا مؤسف ومحزن للغاية، وإن الظروف على نحو يجعلنا عاجزين عن توقع أي موعد لانتهاء هذه الحرب.
وتابع: إننا نعتبر إغاثة الشعب اللبناني من مسؤوليتنا وبذلنا قصارى جهودنا وأقصى الضغوط السياسية في الأمم المتحدة للضغط على "إسرائيل" من أجل إنهاء الحرب.
وأضاف كاسارد: نحن على اتصال يومي مع حزب الله في لبنان واللجنة الصحية في لبنان واستطعنا أن نكون فعالين أكثر من كافة المحافل الدولية.
انتهى**3276
تعليقك