الرواية المؤلمة للأطباء عن الوضع الكارثي في ​​مستشفيات غزة وقتل الاطفال والنساء

طهران/ 15 تشرين الأول/أكتوبر/إرنا- كشف عدد من الأطباء والممرضين الأمريكيين الذين تواجدوا في غزة لمساعدة المرضى والجرحى في مستشفيات القطاع، في مذكراتهم، عن حجم الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقالت طبيبة جراحة عامة "فيروز سيدوفا"، من ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، عملت في المستشفى الأوروبي بخانيونس لمدة أسبوعين، في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أنها عملت في هذا المستشفى في الفترة من 25 مارس إلى 8 أبريل 2023.

وقالت عن مشاهداتها خلال هذه الفترة: لقد شهدت العديد من حالات العنف، ولكن الاكثر ايلاما هو رؤية العديد من الأطفال الذين فقدوا حياتهم نتيجة إصابتهم برصاصة في الرأس أو الصدر.

وأضافت سيدوفا: من أجل تسجيل ذكريات زملائي خلال إقامتي في قطاع غزة، حاولت العثور عليهم عبر الإنترنت ونجحت بجهد كبير، وأريد التواصل مع عدد من الأطباء والطاقم الطبي الأمريكي الذين عملت في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وكان للعديد من هؤلاء الأشخاص ينحدرون من اصول عربية كما ان هناك بعض اخر مثلي، جاءوا طوعًا وخدموا في قطاع غزة لأسباب مختلفة لاداء الواجب الانساني.

وأشارت سيدوفا الى تأكيدات "ميريل"، وهي ممرضة في قسم العناية المركزة من نيو مكسيكو وقالت:كان العديد من المرضى والطواقم الطبية في قطاع غزة يعانون من الجوع. حاولت ألا أتناول الماء والطعام الذي أحضرته معي أمامهم لأنهم ظلوا بدون طعام وماء لعدة أيام.

كما قالت طبيبة التخدير "ندا فارح"، من ولاية أوهايو: سوء التغذية كان منتشرا. ذكرتني رؤية المرضى بمعسكرات الاعتقال النازية.

وعبرت ممرضة الطوارئ والرعاية الخاصة "ابيراة محمد"، البالغة من العمر 33 عامًا من ولاية تكساس، عن اسفها والمها الشديد لما شاهدته من جرائم الكيان الصهيوني واضافت:  كان معظم المرضى والموظفين نحيفين للغاية ويعانون من الجفاف.

وتروي ممرضة أطفال "أسماء طه"، من ولاية أوريغون: كان رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة يعاني من نقص الوزن لدرجة أنه لم يكن من الممكن التعرف عليه، فقد فقد نصف وزنه مقارنة بما كان عليه قبل الحرب. 
وقالت أخصائية الرئة والرعاية الخاصة "نهرين أحمد"، من ولاية بنسلفانيا: كل مرض عالجته كان يعاني من سوء التغذية، مثل ضعف التئام الجروح والالتهابات السريعة.

كما يروي طبيب الأطفال "أمان عودة"، البالغ من العمر 40 عاماً من ولاية تكساس، الوضع المؤسف للأمهات الحوامل فيقول: الأمهات في قسم الولادة يلدن قبل الأوان بسبب سوء التغذية والتوتر والعدوى.كانت الرضاعة سيئة بسبب نقص المياه ونقص الإمدادات الغذائية الكافية.

وقال جراح إصابات عامة وجراح رعاية خاصة "مايك مالاه"، من ولاية كارولينا الجنوبية غالبية المرضى يعانون من سوء التغذية بنسبة 100 بالمائة.

الرواية المؤلمة للأطباء عن الوضع الكارثي في ​​مستشفيات غزة وقتل الاطفال والنساء

وقالت طبيبة نفسية عامة "ديبورا فايدنر"، من ولاية كونيتيكت: إن المرضى كانوا نحيفين للغاية، ولاحظت ذلك من الملابس الكبيرة التي كانوا يرتدونها.

المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وميول انتحارية

كما أوضحت طبيبة طوارئ "ميمي سعيد"، من واشنطن: كانت طفلة البالغة من العمر 4 سنوات مصابة بحروق شديدة في جسدها كانت لا تبكي، بل ترتجف من شدة الصدمة.
وقالت طبيبة التخدير وطبيبة العناية المركزة "أحليا كيتان"، من كاليفورنيا: جميع الأطفال الذين زرتهم نظروا إليّ كأم، ولم يكونوا آمنين عاطفيًا وجسديًا.

وتروي طبيبة العناية المركزة للأطفال "تانية حاج حسن"، من ولاية تكساس: طفل فقد عائلته بأكملها تمنى لو قُتل أيضاً. هذا الطفل قال إنه فقد كل من يحبه ويريد ان يمون كي لم تبق وحيدا في العالم.

كما قالت ممرضة "لورا سفوبودا"، من ولاية ويسكونسن: ذات مرة، أثناء زيارتي للمرضى في جناح الأطفال، أمسك رئيس الجناح بيدي وطلب مني تقديم مساعدة نفسية وتحليلية نفسية للمرضى.

وصرحت الطبيبة  "أفروز سعيدوفا"، من كاليفورنيا: كان معظم الأطفال الذين رأيتهم في المستشفى قلقين ويائسين وجائعين وعطشىانين وعانوا من الارتباك.

وقالت ممرضة الطوارئ والرعاية الخاصة  أبيراة محمد،" لقد عالجت العديد من الأطفال المصابين بجروح ناجمة عن الانفجارات والشظايا. والكثير منهم لم يبكون حتى عندما كانوا يشعرون بالألم، وهو رد فعل نفسي غير عادي لدى الطفل. قمنا بخياطة العديد من الجروح دون تخدير، وكان الأطفال في سبات عميق أثناء قيامنا بذلك بدلاً من المقاومة، ورأيت أطفالاً فقدوا عائلتهم و هم تمنوا الموت والانضمام إلى عائلاتهم.

الرواية المؤلمة للأطباء عن الوضع الكارثي في ​​مستشفيات غزة وقتل الاطفال والنساء

وقال أخصائي أمراض الرئة والرعاية الخاصة "محمد الجغبير"، من ولاية أوهايو، هو أحد المتخصصين الآخرين الذين كشفوا  الوضع الحالي للأطفال الفلسطينيين قائلا: لم يتحدث العديد من الأطفال لعدة أيام، حتى مع عائلاتهم المتواجدين إلى جانبهم. أحد الأطفال لم يقبل هديتي وهي سيارة بلاستيكية صغيرة لأنه لا يحب أن يلمس أو يتحدث مع أي شخص سوى والده.

وقال جراح التجميل والترميم "آدام حمافي"، من نيوجيرسي: الأطفال الذين فقدوا أطرافهم إنهم يرغبون في الموت، بل إن بعضهم حاول الانتحار.

ويروي أيضا جراح العظام واليد "مارك بيرلماتر"، من ولاية كارولينا الشمالية: العديد من المرضى يتمنون أن تصيبهم القنبلة حتى يتخلصوا من الألم الذي يعانون منه.

وأوضحت الطبيبة في قسم الطوارئ "رانيا أفانة" من جورجيا حالة طفل فلسطيني ووالده: تم نقل طفل إلى المستشفى مع والده بعد قصف منزلهما. وكان والدها المصاب يرقد بجوار سريره، ويستمع إلى صراخ طفله ولكنه غير قادر على الحركة.

الحرب دمرت الطفولة في غزة
وصرح أيضًا أخصائي أمراض الكلى والطب الباطني "طلال علي خان"، من أوكلاهوما: العديد من الأطفال في غزة ليسوا مثل الأطفال في باقي مناطق العالم. لقد تم تدمير طفولتهم. ليس لديهم ابتسامة ولا اتصال بالعين. إنهم لا يلعبون حتى مثل الأطفال العاديين. رأيتهم يجلسون ويحدقون في أيديهم أو زجاجات المياه، غير راغبين في التفاعل مع أي شخص.

الرواية المؤلمة للأطباء عن الوضع الكارثي في ​​مستشفيات غزة وقتل الاطفال والنساء

واشارت سيدوفا: بناءً على ما سمعناه من الأطباء والممرضين الأمريكيين من غزة، لا بد من تغيير السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة كونها ترسل الاسلحة والوحدات العسكرية التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خاصة تجاه الأطفال. ومن الصعب أن نتصور بعض هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان، مثل إطلاق النار على رؤوس الأطفال الصغار، ومنع توصيل الغذاء والدواء للأطفال والأمهات، وتدمير البنية التحتية للطاقة والنظام الصحي في قطاع غزة.

وتابعت سيدوفا: رغم أن أميركا كان بوسعها أن توقف المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" في العام الماضي، فإنها استغلت كل فرصة لإشعال الحرب.
وقالت الآن، وبعد عام من الدمار، تتباين تقديرات الخسائر البشرية في قطاع غزة. وقد وصفت لجنة الإنقاذ الدولية قطاع غزة بأنه "أخطر مكان في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة والمدنيين"، وقد قيمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قطاع غزة بأنه "أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال".

 كما أفادت منظمة أوكسفام (منظمة إغاثة دولية مقرها إنجلترا) أن هناك مرحاضًا واحدًا لكل 4130 شخصًا في المواصي، وهي المنطقة التي حددتها "إسرائيل" كمنطقة آمنة في جنوب قطاع غزة.

 الاستمرار في تسليح "إسرائيل" أمر غير قانوني

وبحسب التقارير فإن نصف المحتجزين الصهاينة الذين بقوا في قطاع غزة قد ماتوا. وتفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية باستمرار أنه بدلاً من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحقق العديد من الأهداف المعلنة للحرب، بما في ذلك إطلاق سراح الاسرى.

وتساءل هذا الطبيب الأمريكي عما إذا كانت النتيجة الرهيبة للحرب بالنسبة للفلسطينيين.

ورجح الصحافي والمعلق "بيتر بينارت" مؤخراً أن تعلن نائبة الرئيس الأميركي "كاملا هاريس"، عن تحول واضح في سياسة الإدارة الأميركية الحالية الكارثية تجاه غزة خلال ترشحها للرئاسة. يجب على السيدة هاريس أن تقول ببساطة إنها ستطبق القانون.

إسرائيل وأمريكا تحولان غزة إلى صحراء مخيفة

وصرحت سيدوفا: أمريكا و"إسرائيل" تحولان قطاع غزة إلى صحراء مخيفة، ولكن لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار. مضيفة: يمكننا أن نمنع "إسرائيل" من استخدام الأسلحة والذخائر ووقود الطائرات.

وتابعت سيدوفا: لكي تمتنع الولايات المتحدة عن إرسال المساعدات العسكرية إلى "إسرائيل" فإن الأمر يتطلب دعماً واسع النطاق، ولابد أن تتفق المنظمات الإنسانية، وعشرات من أعضاء الكونجرس، وأغلب الأميركيين، والأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على هذه القضية.

الرواية المؤلمة للأطباء عن الوضع الكارثي في ​​مستشفيات غزة وقتل الاطفال والنساء

وأوضحت على أمريكا أن تتوقف عن تسليح "إسرائيل". وبعد ذلك، يتعين علينا نحن الأميركيين أن ننتقد أنفسنا بجدية.

انتهى**3276

تعليقك

You are replying to: .