وقال امير سعيد ايرواني ، السفير والممثل الدائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة، في رسالته إلى رئيسة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بشأن الاتهامات الأخيرة لايران من قبل الكيان الصهيوني: نوجه هذه الرسالة ردًا على الاتهامات التي لا أساس لها والتي أثارها ممثل الكيان الإسرائيلي في الرسالة المؤرخة 8 أكتوبر 2024 (S/2024/721) والتي تزعم كذبا أن جمهورية إيران الإسلامية قد انتهكت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. لقد لجأ مندوب هذا الكيان الإرهابي والاحتلالي، كعادته، إلى روايات غير صحيحة ومعلومات مزيفة وأكاذيب صريحة لصرف الانتباه عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المستمرة التي يرتكبها هذا الكيان ضد شعبي فلسطين ولبنان، ولقلب دور الجاني والضحية. إلا أن الحقيقة تناقض هذه الأكاذيب بشكل واضح، والحقائق التي لا يمكن إنكارها تتحدث عن نفسها. وفي هذا الصدد، أود أن ألفت انتباه السادة أعضاء مجلس الأمن الموقرين إلى النقاط والحقائق التالية:
1. على مدى أكثر من عام، ظل كيان الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي بشكل صارخ ومنهجي وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني البريء في غزة. وقد تمت كل هذه الإجراءات دون أي مساءلة. وأدت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني حتى الآن إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 ألف مدني، دُفن الكثير منهم تحت الأنقاض. ويواصل الكيان الإسرائيلي استخدام الجوع كسلاح في الحرب. وكما أفاد القائم بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الجلسة رقم 9750 لمجلس الأمن المنعقدة في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، لم تصل أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة في الفترة بين 2 و15 أكتوبر/تشرين الأول، وكان وصول المساعدات الإنسانية شبه مستحيل. وأعلن أيضًا أنه منذ 9 أكتوبر، شهدت غزة خسائر فادحة بسبب الغارات الجوية التي يشنها الكيان الإسرائيلي، والتي أدت إلى استشهاد ما يقرب من 400 فلسطيني وإصابة ما يقرب من 1500 شخص، وأضاف: "العالم رأى المرضى والاسر النازحة الذين احتموا بالقرب من مستشفى الأقصى وهم يحترقون وسط النيران. بينما يعاني آخرون، بمن فيهم النساء والأطفال، من آلام شديدة ناجمة عن حروق عميقة ومستمرة مدى الحياة ولا يستطيعون الحصول على رعاية طبية فورية.
2. لقد وسع هذا الكيان الإرهابي حملته للإبادة الجماعية لتشمل لبنان، وأطلق العنان لنفس الوحشية التي ألحقها بالشعب الفلسطيني في غزة. لقد جلبت هجمات هذا الكيان المستمرة على بيروت وجنوب لبنان الموت والدمار. لقد أدى العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 2000 شخص، من بينهم 127 طفلاً، وتشريد أكثر من 1.2 مليون شخص، وفرض ضغوطاً لا تطاق على هذا البلد الذي يتحمل بالفعل عبء اللاجئين السوريين والفلسطينيين.
3. وفي هذه الأثناء، يواصل الكيان الإسرائيلي عدوانه الصارخ على سيادة الجمهورية العربية السورية، حيث يتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، وحتى القوافل الإنسانية المتجهة من سوريا إلى لبنان، ويقطع بقسوة المساعدات الأساسية عن المحتاجين. في 9 أكتوبر 2024، شن الكيان الإسرائيلي هجومًا وحشيًا ومتعمدًا على مركز المساعدات الإنسانية التابع للهلال الأحمر الإيراني، والذي كان يضم مستشفى ميدانيًا بـ 56 سريرًا ومعدات طبية متطورة. وقد أبلغ المرفق رسميا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن مهمته تقتصر على توفير المساعدة المنقذة للحياة للمدنيين اللبنانيين النازحين وضحايا العدوان الوحشي المتواصل من قبل الكيان الإسرائيلي. وقد اخطرنا رسميًا بهذا الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان الإسرائيلي في الرسالة المؤرخة 11 أكتوبر 2024 إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة (S/2024/734).
4. إن ممارسات الكيان الإسرائيلي هي بلا شك جرائم حرب. إن استهداف المدنيين عمدا وتدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الإنسانية والطبية والمدارس والمراكز التعليمية، لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب؛ بل هي ايضا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
5. بالنظر إلى هذه الحقائق، فمن المثير جدا للقلق والنفاق أن يجرؤ الكيان الإسرائيلي، المعروف بانتهاكاته المستمرة والصارخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، على اتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتهامات لا أساس لها من الصحة. وهذا هو نفس الكيان الذي مزق ممثله ميثاق الأمم المتحدة أمام انظار المجتمع الدولي، والذي أعلن وزير خارجيته مؤخراً أن الأمين العام للأمم المتحدة عنصر غير مرغوب فيه، والذي قتلت قواته العسكرية بلا خجل موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية وهاجمت قوات حفظ السلام مع الإفلات التام من العقاب. ومثل هذا الكيان يفتقر تماما إلى أي مصداقية أخلاقية تمكنه من اتهام أي دولة أخرى بانتهاك القانون الدولي.
6. إن دعم إيران لفصائل المقاومة أمر مشروع تماما ويتوافق مع القانون الدولي. اذ تخوض فصائل المقاومة نضالا قانونيا ضد الاحتلال الغاشم والعدوان المستمر من قبل الكيان الإسرائيلي. وطالما استمر الكيان الإسرائيلي في احتلاله غير القانوني وعدوانه العنيف، فإن المقاومة ستستمر وستستمر إيران في دعم فصائل المقاومة التي تدافع عن أرضها وشعبها ضد الاحتلال والعدوان. إضافة إلى ذلك فإن منطق فصائل المقاومة ينطلق من مبدأ مقاومة الاحتلال والعدوان، ويستهدف بدقة المواقع الأمنية والعسكرية لقوات الاحتلال الصهيوني، مع الالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي والتمييز الدقيق بين العسكري والمدني. وقد أظهرت حتى الآن أقصى قدر من ضبط النفس في هذا الصدد. وفي المقابل، انتهك الكيان الإسرائيلي القانون الدولي بشكل صارخ ومنهجي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وجميع مبادئ الأخلاق والقانون والإنسانية من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية عمدا.
7. يشكل الكيان الإسرائيلي تهديدا حقيقيا ووشيكاً للسلم والأمن الدوليين. إن أعماله الإرهابية واعتداءاته المستمرة تدفع المنطقة برمتها إلى حافة الحرب. ولا يمكن لمجلس الأمن أن يظل صامتا في مواجهة هذه الجرائم. لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، لمساءلة هذا الكيان. ويجب على مجلس الأمن أن يوقف العدوان المنفلت من قبل الكيان الإسرائيلي، وأن يدافع عن القانون الدولي، وأن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة. تطلب جمهورية إيران الإسلامية من مجلس الأمن على وجه السرعة أن يتخذ تدابير عاجلة وحاسمة لإجبار هذا الكيان على وقف اعتداءاته وجرائمه في غزة ولبنان وسوريا، وإجباره على الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
8. إن جمهورية إيران الإسلامية لا تسعى إلى الحرب أو تصعيد التوتر في المنطقة، لكنها على استعداد تام للدفاع عن سيادتها وسلامتها الإقليمية ضد أي عدوان يهدد مصالحها الحيوية وأمنها، خاصة من قبل الكيان الإسرائيلي،وستمارس إيران حقها الأصيل في الدفاع عن النفس بشكل كامل وفقا للقانون الدولي وستبلغ مجلس الأمن بردها القانوني والضروري.
ودعا ايرواني الى تسجيل هذه الرسالة وتوزيعها كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.
انتهى ** 2342
تعليقك