زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى لبنان تحمل رسالة مفادها بأن إيران لن تسمح بحصار لبنان

طهران/19 تشرين الاول/اكتوبر/ارنا- رأت الاستاذة في الجامعة اللبنانية "مروة عثمان" أن زيارة وزير الخارجية ورئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني الى لبنان حملت رسائل مختلفة لمجموعات مختلفة وموضحة للكيان الاسرائيلي أن إيران لن تسمح بحصار لبنان.

وعن أهمية زيارة المسؤولين الإيرانيين الى لبنان، اجرت وكالة إرنا لقاء خاصا مع الاستاذة في الجامعة اللبنانية "مروة عثمان" في بيروت، بحيث اعتبرت هاتين الزيارتين مهمة للغاية، فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من تهديدات الكيان الإسرائيلي بقصف الطائرات الإيرانية ومنعها من ان تحطّ في مطار بيروت الدولي، فقد وجهت زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني "محمد باقر قاليباف"، الذي كان هو شخصيا قبطان الطائرة، رسالة مباشرة بحد ذاتها للصهاينة بأن ايران لن نسمح لهم بحصار لبنان.

وتابعت الاستاذة الجامعية، بأنه تم عقد لقاءات رسمية مع رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء اللبناني، جرت خلالها مناقشات دبلوماسية مهمة جدا بشأن المساعدات التي تقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للبنان، مضيفة بأنه مما لاشك فيه ايضا بأن المسؤولين الإيرانيين عقدوا اجتماعات مع بعض مسؤولي حزب الله حيث تحدثوا عن الجهود المستمرة لدعم المقاومة في لبنان.

وعن تفقّد رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف" للاماكن التي استهدفها عدوان الكيان الصهيوني في بيروت، اعتبرت مروة عثمان بأن هذا الامر مهم جدا لأنه بعث برسالة إلى الغرب واللبنانيين الموالين لأميركا والمناهضين لإيران؛ الذين كانوا يقولون انه لا ينبغي للمسؤولين الإيرانيين السفر إلى لبنان أثناء الحرب، وبالمقابل لم يسألوا انفسهم عن سبب زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لتل أبيب بينما يرتكب الكيان الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة، وما اذا كان هذا العمل حلال على العدو ومحرم على المقاومة.

وتابعت ان هذه الرسالة مفادها بأن إيران قد تكون لديها بعض الخلافات السياسية مع لبنان، لكنها ستبقى دائما الى جانب لبنان وشعبه، مضيفة بأن هاتين الزيارتين كانتا مهمة جدا ودعما معنويا لجمهور المقاومة وحزب الله لأنهم يمرون بأيام صعبة جدا، ويعانون من مرارة فقدان الشهيد الجليل سيد المقاومة الذي جاء ثقيلا جدا على قلوب اللبنانيين.

 رأي الشعب اللبناني وشعوب المنطقة من اجراءات السلطات الإيرانية 

اكدت الاستاذة الجامعية على ان جمهور المقاومة دائما مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى الرغم من اختلاف الثقافة واللغة الا أنه يتبع نفس العقيدة والأيديولوجية التي تساند المظلومين ضد الظالمين وقد ادرك الناس هذا الامر وشعروا به خلال الحرب وعلى مر السنين.

واشارت الى انه وفي أقل من عشرة أيام، مورست ضغوط كبيرة على المقاومة والشعب اللبناني، لكن طلاب مدرسة كربلاء واتباع الامام الحسين (ع) معتادون على هذه الظروف ويعرفون جيدا ماهي الضغوط والمصاعب، والاهم من ذلك أيضا يعرفون كيف يخرجون أنفسهم من تحت الأنقاض ونفض الغبار عنهم والمضي قدما، موضحة بأن ثقافة عاشوراء وعقيدة الإمام الحسين(ع) هي ما تعلمته بيئة المقاومة من قيادتها ومن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.

واوضحت الاستاذة في الجامعة اللبنانية بأن معظم اللبنانيين من مختلف الطوائف والاديان يؤيدون المقاومة لكن أصواتهم غير مسموعة، لأن وسائل الاعلام الموالية للغرب والمدعومة بالاستثمارات الامريكية ودولارات النفط تحاول التظاهر بأن دعم المقاومة هو الأقلية وتحاول ايهام الاخرين بأن الجماعات المناهضة للمقاومة هي الأغلبية على الرغم من انها في الواقع هي اقلية قليلة.

 وسائل الإعلام الغربية لم تعط هاتين الزيارتين الاعتبار المناسب

وبيّنت بأن وسائل الإعلام الغربية تحاول تجنب نشر المعلومات التي تعطي صورة إيجابية عن إيران، وتهدف دوما لخلق صورة شريرة عن إيران، مضيفة بأن النظرة العالمية للمقاومة قد تغيرت تماما بعد 7 تشرين الاول/أكتوبر بحيث ان شعوب العالم حاليا تستمع الى تقارير وسائل الاعلام الغربية وتعرف مدى كذبهم.

واكدت على ان وسائل الاعلام المقاومة بحاجة الى الكثير من المال والوقت للتنافس مع وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، لذلك نعلم أنه ليس لدينا القدرة على التنافس معهم لكن يد الله فوق ايديهم  وقد جعل من الممكن أن يحدث تغيير في الخطاب العام بين شعوب العالم في أقل من عام.  

كما رأت أن يد الله هي التي أوصلتنا في الواقع إلى هذه النقطة حيث تشكل الدعم الشعبي من المقاومة في المنطقة ولم يتم التخيل قط أن يرفع الناس في الغرب علم حزب الله وبأن يصبح العلم الفلسطيني رمزا عالميا للحرية.

وتابعت بأن الشعب اللبناني يدرك ما يحدث في إيران بحيث أن الناس يصلون ويبكون من أجل إخوانهم وأخواتهم، مشيرة الى انه قبل أيام قليلة، كانت قد شاهدت تقريرا عن السيدات الإيرانيات من مختلف الأعمار اللواتي يأتين بملىء ارادتهن لأحد مساجد طهران للتبرع بذهبهن ومجوهراتهن لدعم لبنان والمقاومة، موضحة ان رؤية هذه الامور حقا يملأ القلب فرحا وسرورا، مضيفة بأنهن يحاولن بعملهن هذا فعل كل ما في وسعهن لكنني اقول لهذه السيدات لسن مضطرين لذلك لأن صلواتهن ذات قيمة كافية.

واكدت مروة عثمان على ان هذه الصور يتم تداولها في لبنان ويشعر الناس بتضامن الشعب الإيراني معهم ويتأثرون بشدة لمثل هذه الاعمال القيّمة.

هذا وعلى الرغم من تهديدات الكيان الإسرائيلي بقصف الطائرات الإيرانية ومنعها من ان تحطّ في مطار بيروت الدولي، وصلت صباح يوم الجمعة 4 تشرين الاول/اكتوبر طائرة إيرانية بتوصية من الرئيس الايراني تقّل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على راس وفد يضمّ نوابا في البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر.

وصرح عراقجي اثناء زيارته لبيروت مع أعضاء من البرلمان الايراني وجمعية الهلال الأحمر انه اتى إلى لبنان ليعلن وبكل وضوح بأن إيران ستقف دائما الى جانب الشعب اللبناني.

كما وصل رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني "محمد باقر قاليباف "، الذي كان هو شخصيا قبطان الطائرة المتوجهة من طهران الى بيروت، يوم السبت 12 تشرين الاول/ اكتوبر الى مطار بيروت للتحدث مع السلطات اللبنانية ولإعلان دعمه لمقاومة وصمود شعب هذا البلد في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني.

انتهى**ر. م

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .