أحياء مدمرة ورائحة الجثث تملأ الشوارع في شمال غزة

طهران/ 30 تشرين الأول/أكتوبر/إرنا- مع استمرار الکیان الصهيوني في جرائمه ضد الإنسانية، يعيش شمال قطاع غزة ظروفا رهيبة بسبب الهجمات المستمرة والحصار الشديد الذي يفرضه الاحتلال.

وفي شوارع تكاد تخلو من المارة وبحذر شديد، ينتقل بعض الفلسطينيين لتفقد آثار الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة على محافظة شمال قطاع غزة بعد ما أعاد الجيش انتشاره متراجعا نحو أطراف المحافظة التي يطبق بحصاره العسكري عليها.

وحجم الدمار الهائل الذي لحق في بلدة بيت لاهيا، حيث تحولت هذه المدينة التي كانت تملؤها المساحات الخضراء إلى منطقة رمادية من الخراب والدمار تنتشر في شوارعها رائحة الجثث المتحللة.

وفي هذه البلدة، تعرضت أحياء سكنية للتدمير حيث أظهرت تلك المشاهد دمار واسع طال أحياء ومنازل المواطنين وممتلكاتهم في حين أن المباني السكنية التي لم يتم تسويتها بالأرض فقد تعرضت لأضرار بين المتوسطة والبالغة.

إلى جانب ذلك، فقد طالت الأضرار أيضا المستشفى "الإندونيسي" الذي تعرض لحصار وقصف إسرائيلي أخرجه عن الخدمة تماما.

أحياء مدمرة ورائحة الجثث تملأ الشوارع في شمال غزة

هذا المستشفى الذي بات يخلو من الكوادر الطبية والصحية، تحول وفق ما أظهرته بعض المشاهد، إلى مكان لإيواء النازحين والفارين من هول الغارات والهجوم الإسرائيلي.

كما يحيط بهذا المستشفى منطقة شبه مدمرة يقابلها مدرسة كانت تؤوي نازحين، ظهر على جدرنها آثار سوداء ناجمة عن اشتعال النيران فيها واحتراقها.

وأعادت القوات الإسرائيلية انتشارها في أماكن توغلها شمال قطاع غزة، وتمركزت على الأطراف الأربعة للمنطقة (شمال وشرق وجنوب وغرب)، وواصلت استهدافها المكثف جوا وبرا، وفق شهود عيان للأناضول.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري شرع الجيش الإسرائيلي بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع، وفي اليوم التالي بدأ اجتياح المنطقة بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.

بينما يقول الفلسطينيون إن "إسرائيل" تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانها عبر إبادة تنفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المدنيين الفلسطينيين.

وتسبب هذا الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 5 أكتوبر والمتزامن مع حصار مشدد بخروج مستشفيات محافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى لتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

أحياء مدمرة ورائحة الجثث تملأ الشوارع في شمال غزة

وفي 18 أكتوبر الجاري، فرض الجيش على محافظة الشمال عزلة تامة عن العالم الخارجي بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عنها، ما أثر على حصول الجهات الرسمية على معلومات من مصادرها هناك.

ويواصل الجيش ارتكاب مجازره في هذه البلدة التي رفض الآلاف من سكانها الاستجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، حيث استشهد صباح أمس الثلاثاء، 93 فلسطينيا بقصف مبنى سكني مأهول مكون من 5 طوابق.

وبدعم أمريكي، تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة استشهد عشرات الأطفال والمسنين.

وواصلت تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

انتهى*83276

تعليقك

You are replying to: .