جاء ذلك في كلمة الدكتور شهرياري، خلال المؤتمر الدولي الأول بعنوان "الكرامة الانسانية وتحديات الاسرة في العالم المعاصر"، والذي بدأ أعماله اليوم الاثنين، في جامعة فردوسي بمدينة مشهد محافظة خراسان الرضوية شرقي البلاد.
وعبر فضيلته عن تقديره وشكره لجميع القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وخص بالذكر سدانة الروضة الرضوية المباركة على دعمها المعنوي، وجامعة فردوسي التي تحتضن المؤتمر، والزملاء في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
كما رحب شهرياري، برؤساء الجامعات ومراكز الابحاث ومعاهد التعليم العالي في كل من ايران الاسلامية والعراق، على حضورهم في مؤتمر الكرامة الانسانية وتحديات الاسرة الذي يعقد بدورته الاولى في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وأكد أن المجمع يسعى من خلال عقد مؤتمر الكرامة الانسانية، أن يتابع الدبلوماسية الجامعية الى جانب مؤتمرات الوحدة الاسلامية، وتوظيف طاقات الأكاديميين المسلمين في ساحات جهاد التبيين.
وعرج الدكتور شهرياري، على موضوع النظام العالمي الجديد، باعتباره يشكل نهاية لهيمنة الغرب التي كانت قد بدات منذ الحرب العالمية الاولى مرورا بالحرب العالمية الثانية، واستحوذت على ثروات المنطقة والعالم الاسلامي.
وقال: إننا اليوم أمام تحول عكسي في تاريخ النظام العالمي القديم، وبداية النظام الجديد الذي يصاحبه انبعاث قوى صاعدة من جانب الشرق.
ولفت شهرياري إلى أن هذا التحول يشمل تعزيز السلطة الاقتصادية للصين، وبروز تكتلات شبهة القارة الهندية، وايضا انطلاق المقاومة الاسلامية ومشروع الامة الواحدة بقيادة ايران الثورة، واعادة هندسة الاقتدار الروسي امام العالم الغربي.
وأشار إلى محاولات الاستكبار العالمي الرامية لاستعادة قدراته وسطوته على هذه القوى الصاعدة؛ وذلك في 3 ساحات، العسكرية منها والاقتصادية والثقافية.
وأوضح أن الغرب والاستكبار يسعى من خلال المواجهة العسكرية في أوكرانيا، إلى منع اعادة بناء القوة العسكرية الروسية، كما يعمل على تعزيز مكانة الدولار الأمريكي أمام اليوان الصيني، ليواصل التحكم بالاسواق العالمية والابقاء على تحيزها نحو الأحادية الأمريكية.
ولفت إلى سياسة الغرب الداعمة للكيان الصهيوني المجرم، وذلك من أجل تقويض قدرات المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
وأضاف: في مواجهة هذه الهجمة الاستكبارية، ومن أجل دعم النظام العالمي الجديد، يتحمل العالم الاسلامي 3 مسؤوليات أساسية على الشكل التالي:
-تعزيز قدرات إيران وسائر الدول الاسلامية باعتبارها الدعامة والركيزة التي تستند اليها الشعوب المسلمة، بما في ذلك دول محور المقاومة التي تبذل الجهود وتضحي لمواجهة العدو الصهيوني والحد من مجازره اليومية بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل في فلسطين ولبنان.
-أما المسؤولية الثانية، تتمثل في بناء تحالف اقتصادي قوي بمشاركة جميع الدول الإسلامية، أمام التحالفات الاقتصادية الغربية.
-في معرض الإشارة إلى المسؤولية الثالثة لدول العالم الاسلامي في هذه المعركة، سلط الدكتور شهرياري الضوء على دور العلماء المسلمين والنخب الجامعية والعلمية والاعلاميين، في ساحات المواجهة المعرفية التي يسعى الغرب من خلالها وبواسطة طاقاته التقنية، أن يملي قيمه ويغزو أذهان الشباب المسلم ثقافيا.
واستطرد بالقول: إن الهدف الرئيسي من إقامة مؤتمر الكرامة الانسانية، يعود إلى المسؤولية الثالثة، أي وضع خطط وبرامج لمتابعة الدبلوماسية الجامعية إلى جانب مؤتمرات الوحدة وبناء طاقات أكاديمية إسلامية لتوظيفها في خدمة جهاد التبيين.
كما أشار إلى سعي المؤتمر لتاسيس شبكة اكاديمية تهيئ الأرضية المناسبة لتدعيم الأسرة المسلمة باعتبارها أكثر العناصر المجتمعية هشاشة، في مواجهة هذا الغزو المعرفي والثقافي من جانب الاستكبار والغرب.
وتطرق إلى الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة ولبنان، قائلا: إن المسؤولية تقع علينا جميعا في التصدي لهذا الكيان المجرم الذي يتمادى يوميا في استهداف كرامة الانسان عبر مجازره وجرائم الإبادة التي يقترفها بحق الناس الأبرياء والعزل هناك.
انتهى**3276
تعليقك