طهران/8 كانون الاول/ديسمبر/ارنا-تسارعت الاحداث على الساحة السورية وسقطت حكومة بشار الاسد ، وبالمقابل تهاوت الاقنعة الصهيونية وبدأت بالتحرك في الجولان مٌحدِقة الاعين على الميدان لتستغل الوضع كي تفترس حصة الاسد من الاراضي السورية وضمها الى كيانها الغاصب.

منذ يومين ، بدأ الكيان الصهيوني بالاستعداد للتعامل مع كافة السيناريوهات خشية الانهيار الكامل والمتسارع لحكومة بشار الأسد، و ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي حينها نقلا عن مصدر عسكري أن "إسرائيل زادت قواتها بشكل كبير في الجولان المحتل". 

واضافت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الجيش نقل الفرقة 210 إلى الحدود مع سورية خشية خروج الأحداث عن السيطرة والاقتراب من الحدود، كما ذكرت أنه تقرر استدعاء قوات جوية وبرية إلى الجولان، وأن الجيش رفع من جاهزيته للتعامل مع كافة السيناريوهات.

واليوم وبعد سقوط حكومة بشار الاسد ، بدأت وسائل الاعلام العبرية تتداول اخبار عن تحركات لجيش الكيان الصهيوني في الجولان السوري المحتل ، حيث افادت بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعلن نقل الفرقة ٩٨ إلى الحدود السورية مع لوائي المظليين والكوماندوز.

بينما افادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية انه :"من المقدّر أن تقوم إسرائيل بالسيطرة على منطقة أمنية محددة في الجولان السوري، أو الإعلان عن منطقة منزوعة السلاح على الجانب السوري والسيطرة عليها عبر القصف المدفعي ومن الجو".

وأفادت القناة الـ 12 العبرية :"أن جيش الإسرائيلي يتخذ مواقع جديدة في المنطقة العازلة أمام القنيطرة ويطلق نيران المدفعية لمنع الاقتراب من الحدود".

وبدورها ،ذكرت هيئة البث العبرية أن دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تخطت السياج في الصباح الباكر وتمركزت داخل المنطقة العازلة، وبدأت القوات بإعادة الانتشار في القنيطرة.

ومن جانبه قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي:"في ضوء الأحداث في سورية، ووفقاً لتقييم الوضع واحتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة، قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات في المنطقة العازلة وفي عدة نقاط ضرورية للدفاع، من أجل ضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل، وسوف نؤكد على أن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل في الأحداث التي تجري في سورية."

فيما علّق عضو الكنيست "الإسرائيلي" ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” افغيدور ليبرمان عقب سقوط حكومة الأسد: "علينا أن نتابع عن كثب الأوضاع في الأردن".

منطقة عازلة لتحسين الدفاع

صرحت وسائل اعلام عبرية عن ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يتقدم عبر السياج في الجولان الى المنطقة العازلة لتحسين الدفاع، ويواصل حفر خندق على طول خط وقف إطلاق النار مع سورية.

وذكرت قناة كان العبرية:" سقط الأسد، والجيش الإسرائيلي عزز قواته واستعد لجميع السيناريوهات تحت قيادة الفرقة 210 التي تعمل على الحدود مع سورية، الحديث هنا عن آلاف الجنود الإسرائيليين قدموا من قواعد تدريبية، وأيضا جنود شاركوا في العمليات البرية في لبنان، جميعهم تم نشرهم في حالة تأهب في الجولان."

ووفقا لروسيا اليوم،اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تقييد حركة المرور في الجولان، واعتبار جميع الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة، يمنع على المزارعين دخولها.

واضافت هذه الاذاعة: «ينشر الجيش الإسرائيلي حواجز طرق على طول مرتفعات الجولان، وسيتم تقييد حركة المرور في المنطقة حسب الحاجة، وقد تم إعلان جميع المناطق الزراعية المجاورة للحدود السورية منطقة عسكرية مغلقة، وسيتم تقييد دخول المزارعين إليها، تقرر أنه لن تكون هناك فصول دراسية اليوم في المستوطنات الدرزية الأربع في مرتفعات الجولان، وسيكون التعلم ممكنًا في رياض الأطفال».

كما ذكرت اذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي انه" وفي أعقاب التطورات في سورية، شنّ الجيش الإسرائيلي والقيادة الشمالية هجوما بريا في المنطقة العازلة في منطقة القنيطرة بهدف تعزیز الدفاع عند الحدود مع سورية".

ومن جانبه افاد مراسل إذاعة الجيش الصهيوني "دورون كودوش"، بأن التقارير في سورية تفيد بأن دبابات صهيونية دخلت منذ بضع الوقت إلى المنطقة العازلة في القنيطرة وانتشرت قرب الحدود، كما وردت تقارير عن إطلاق قذائف مدفعية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المنطقة الموضحة على الخريطة .

واضاف هذا المراسل الصهيوني :" وبحسب المنظومة الامنية في إسرائيل الجولاني لن يقترب من الجولان بموجب الاتفاق".

الجميع سوف يأخذ جزءا من سورية

على ما يبدو بدأت الامور تضح للجميع، فمن ناحية الجولاني لن يقترب بموجب الاتفاق من الجولان مما يعني انه ليس خصما للكيان الصهيوني ولن يهدد امنه، ومن ناحية اخرى اذا ما قرأنا نوايا الكيان الاسرائيلي وخاصة في كلام المحلل السياسي الصهيوني "نداف إيال " في صحيفة يديعوت احرونوت حين قال :"في اجتماع مهم عقد في اسرائيل في الايام الاخيرة، عندما كانت التقارير الدرامية القادمة من سوريا تتلاحق، سمعت نكتة "؛ ان أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين قال : "الجميع سوف يأخذون جزءاً من سورية، ألا أستحق نصيبي؟" ضحك بعض الحاضرين، لكن لم يكن الجميع مستمتعين."

نعم انها نكتة مريرة على ارض الواقع تظهر نوايا الكيان الصهيوني الذي يُحدق باعينه على الميدان ليستغل الوضع كي يفترس حصة الاسد من الاراضي السورية وضمها الى كيانه الغاصب، فخير الكلام ما قل ودل وان اللبيب من الاشارة يفهم ، الا يزعم هذا الكيان بتحقيق اوهام ما يسمى بمشروع "اسرائيل الكبرى" التي  تمتد من نهر النيل الى نهر الفرات.

الحرب في الشرق الاوسط مازالت في بدايتها طالما ان هناك كيان صهيوني ،مدعوم من ادارة امريكية نعرف جيدا ما هي اهدافها، يتربص شرا لينقض على من حوله تباعا ، بالامس غزة ولبنان واليوم سورية وربما غدا يأتي دور العراق وغيره.

ماينبغي علينا هو التعامل بحذر وتحسب مع الامر الواقع بعقل سياسي وببصيرة تدرك تعقيدات المشهد وما الت اليه الاحداث التي قد تأخذ اياما واسابيعا قليلة لتتبدد الفوضى وتنقشع الرؤية ويبدأ الجد ، والى حين حدوث ذلك نأمل خيرا لسورية واهلها وكل شعوب المنطقة.

انتهى**ر.م 

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .