واضاف الشيخ قاسم، في كلمة ألقاها مساء اليوم السبت : كنّا نتوقّع بأن يحصل عدوان "اسرائيل" المجرمة في أيّ لحظة، لكن لم نكن نعلم التوقيت المحدد، فكان العدوان في أيلول، وهذا ليس له علاقة بإسناد غزة بل بالمشروع التوسعي "الاسرائيلي".
وتساءل، ماذا حقّق العدو بعدوانه على لبنان؟؛ قائلا : حقّق اغتيال قادة حزب الله، وعلى رأسهم سماحة السيد الشهيد، وقام بجرائمه الوحشية بحق المدنيين، لكنه لم يتمكن من كسر عرين المقاومة، وما حققه ليس بإنجازات.
وأضاف : تمكّن مجاهدونا من إيلام العدو وقتل وجرح المئات من جنوده، ومنعنا العدو من تحقيق هدفه بكسر المقاومة.
وأردف : العدو أدرك بأن المواجهة مع حزب الله، لا أفق لها ولن تحقق له نصرًا فلجأ إلى اتفاق وقف اطلاق النار؛ موضحًا أنّه "تم عرض الاتفاق علينا وعلى الرئيس بري وكانت هناك ملاحظات وعدّلنا ما استطعنا على الاتفاق وبالتالي هوكستين هو الذي أتى بالاتفاق".
وبيّن الامين العام لحزب الله، عوامل القوة والصمود والنصر، مصرحا : هناك 3 عوامل جعلتنا ننتصر؛ أوّلها صمود المقاومين الأسطوري في الميدان، والعامل الثاني دماء الشهداء وعلى رأسهم دماء السيد نصر الله، والعامل الثالث هو الإدارة السياسية المتكاملة والفعّالة مع إدارة مقاومة أولي البأس؛ مؤكدا أن المقاومة بقيت إلى اللحظة الأخيرة بالميدان.
ولفت الشيخ قاسم إلى، أن الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات "الإسرائيلية" واللجنة المعنية بمتابعة الاتفاق معنية أيضًا، وقال : لقد صبرنا خلال هذه الفترة على مئات الخروقات "الإسرائيلية" من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق ولنكشف العدو ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم.
وأضاف : نحن في حزب الله نتابع ما يحصل ونتصرّف بحسب تقديرنا للمصلحة ومجريات الأمور.
وجدد الشيخ قاسم، التأكيد على أن "فلسطين نقطة الارتكاز لتحريرها في هذه المنطقة"؛ مضيفا أن "خير لنا أن نواجه الغدة السرطانية مجتمعين من أجل منعها من التوسع ومن أجل إبطال احتلالها".
ولفت إلى، أن "شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات"؛ مؤكدًا بأن "الانتصار هو أن لا نتزعزع وأن تبقى هذه المقاومة".
وبيّن الأمين العام لحزب الله، أن المقاومة تربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية على عدوّها، لافتًا إلى أن "مقاومة حزب الله مستمرة إيمانًا وإعدادًا، وموضحًا بأنه لا نعرف الفترة التي ستُسقط فيها المقاومة هذا المحتل، فهذه المقاومة تربح أحيانًا وتخسر أحيانًا، فالمهم هو استمرارها وبقاؤها في الميدان".
وتابع سماحته : المقاومة عندما تقدّم التضحيات لا يعني ذلك أنها خسرت بل دفعت ثمن استمرارها، والانتصار أن تبقى المقاومة وأن لا ترد على أصوات النشاز التي تعيش حالة من الخيبة وردة الفعل، مؤكدا أن التضحيات تزيدنا مسؤولية في مواجهة العدو التوسعي.
وشدد الشيخ قاسم على، أن "هذا العدوان أوقفناه عند الحدود بالتفاف أهلنا وأحبتنا"؛ موضحا أن "كل مرحلة لها طرقها وأساليبها فحصلت بعض التغيّرات لكن المهم أن تبقى المقاومة".
وجدد أن كل اللبنانيين الذين ساندوا واعترضوا على العدوان هم شركاء في عملية النصر.
وأردف، أن "حزب الله قوي ويتعافى من جراحاته ومن كان يتأمل بانتهاء حزب الله خاب أمله"، قائلا : من يرى أن حزب الله قوى فاعلة سيرى منا ترحيبًا فلبنان ينهض بجميع أبنائه ومكوناته.
وفي ما يخص برنامج عمل حزب الله، أوضح الشيخ قاسم : ان برنامج عملنا في المرحلة المقبلة هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس، والحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية ومنها ما هو موقف لبنان من الاحتلال "الاسرائيلي" لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ وماهية استراتيجية الدفاع اللبنانية؟.
وحول مشروع العدو الصهيوني التوسعي، قال : العدو يفكّر بالاستيطان في غزة وضمّ الضفة الغربية بتغطية من أميركا التي تدعمه بكل إمكاناتها، مضيفا : دمّروا كل الإمكانات الخاصة بالجيش السوري تحت عناوين مختلفة وهذا دليل على القرار التوسعي ويريدون التوسعة في كل الدول العربية.
وفيما يتعلق بالمستجدات على الساحة السورية، صرح الامين العام لحزب الله : لا يمكننا الحكم على القوى الجديدة في سورية، إلا عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضعها؛ متطلعا الى "التعاون بين الشعبين والحكومتين في سورية ولبنان، وأن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة في سورية أن إسرائيل عدو".
وأكمل الشيخ قاسم : إن حزب الله خسر في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري، لكن هذا تفصيل فيمكن أن نبحث عن طرق أخرى، مضيفا : من المهم أن نعمل قراءة بعد هذا التطور الكبير في المنطقة وإن شاء الله تكون النتائج إيجابية"؛ ومؤكدًا، أن "حزب الله مستمر ومقاومته مستمرة ولبنان بعناصر قوته مستمر".
انتهى**9365 / ح ع **
تعليقك