وفي إطار الآلية المعروفة باسم الاستعراض الدوري الشامل لسجلات حقوق الإنسان الخاصة بجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة مرة كل أربع سنوات، نشرت هيئة حقوق الإنسان في ايران يوم الاثنين 24 كانون الاول/ديسمبر 2024، التقرير الوطني الرابع للجمهورية الإسلامية الايرانية.
والجدير بالذكر انه تم ايجاد الاستعراض الدوري الشامل عندما أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجلس حقوق الإنسان في 15 آذار/ مارس 2006 بواسطة القرار 60/251. وقد أناط هذا القرار بمجلس حقوق الإنسان "إجراء استعراض دوري شامل يستند إلى معلومات موضوعية وموثوق بها لمدى وفاء كل دولة بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان على نحو يكفل شمولية التطبيق والمساواة في المعاملة بين جميع الدول".
وفي هذا السياق، قدمت الجمهورية الإسلامية الايرانية حتى الان ثلاث تقارير وطنية وناقشتها في الأعوام 2009 و2014 و2019.
وبعد الموافقة على التقرير الثالث للاستعراض الدوري الشامل لسجلات حقوق الإنسان في 24 آذارا/ مارس 2020، قامت هيئة حقوق الإنسان في ايران باعتبارها السلطة الوطنية والمسؤولة عن إعداد التقرير الوطني، بتقديم التوصيات المقبولة إلى المؤسسات والهيئات ذات الصلة لتنفيذ وعرض التقرير.
وهكذا، وبالتعاون مع هذه المؤسسات وتماشيا مع التفاعل الهادف مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، أرسلت الجمهورية الإسلامية الايرانية تقريرها الوطني الرابع إلى الأمانة العامة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في في 7 تشرين الاول /أكتوبر 2024، وستقوم الجمهورية الإسلامية الايرانية بتقديم ومناقشة تقريرها الوطني في 24 كانون الثاني /يناير 2025.
التقرير الوطني الرابع لإيران حول تطورات حقوق الإنسان
وقد تناول هذا التقرير في جزء منه "حرية الرأي والمعتقد وحقوق الأقليات"، بحيث تم التأكيد على أن الهوية الوطنية لإيران مبنية على ضوء المجموعات العرقية الإيرانية المختلفة وعلى أساس تضامنها وذاكرتها التاريخية والثقافية الجماعية.
وكما هو معروف ان المجموعات العرقية الأذرية والأكراد واللور والعرب والبلوش والتركمان ذات العادات والتقاليد المختلفة واللهجات المختلفة، تعيش معا كمكونات للهوية الإيرانية، مؤكدة بذلك على ان إيران دولة تاريخية وأساسها لم يكن مبنيا على الصراع البنيوي العرقي والديني ولم يتكون على أساس ثنائية الأغلبية والأقلية.لذا، فان أي محاولة لإظهار العرق كأقلية لا تتفق مع الحقائق التاريخية والجغرافية والثقافية لإيران.
زِد على ذلك، فإن مبادئ دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي يؤكد على حقوق أفراد الأمة، تتناول الامور التالية:"القضاء على التمييز وخلق فرص عادلة للجميع"، "المساواة العامة أمام القانون"، "التمتع المتساوي بالحقوق للشعب الإيراني، بغض النظر عن العرق أو اللون أو العرق أو اللغة وما شابه ذلك" و"اشتراط حسن السيرة والسلوك واحترام حقوق الإنسان مع غير المسلمين".
الاقليات الدينية تمارس طقوسها الدينية بكامل الحرية
ووفقا للأنظمة التي تحكم الأماكن الدينية المتواجدة في ايران ،وعلى غرار أماكن الدينية الإسلامية فإن المعابد اليهودية والكنائس ومعابد النار لأتباع الديانات في ايران تتمتع بإعفاءات ضريبية وخصومات خاصة في التكاليف الحالية للمباني مثل تكاليف المياه والكهرباء والغاز والهاتف.
كما ان للأقليات الدينية الحرية في إقامة شعائرها الدينية، بحيث ان حوالي 300 كنيسة في أنحاء مختلفة من إيران تمارس بحرية وبدون أي مشاكل شؤونها الدينية والكنيسية.و تم تجديد وترميم 40 كنيسة بدعم مالي من منظمة التراث الثقافي والسياحة الايرانية.بالاضافة الى ان 57 منظمة وجمعية ذات صلة بالأقليات الدينية ، تقوم بمتابعة القضايا الدينية والثقافية والاجتماعية وقضايا الرعاية الاجتماعية للأقليات وتتلقى سنويا الدعم المالي من الحكومة الايرانية.
التمييز الإيجابي للأقليات الدينية
يلعب الشعب الإيراني دوره السياسي والاجتماعي في إطار نظام المواطنة مع تكافؤ الفرص للجميع وتستند الهياكل الإدارية والانتخابية على تقسيمات الوطن على أساس الدوائر الانتخابية.
ورغم ذلك، ففي حين أن للإيرانيين ممثل واحد في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الايراني) لكل 300 ألف شخص، فإن الأقليات الدينية لديها ممثل واحد في البرلمان لكل 30 ألف شخص، وبهذا المعنى هناك تمييز إيجابي للأقليات الدينية.
وهذا الموضوع محدد في المادة 64 من الدستور. وبالتالي، فإن الأقليات الدينية لديها ما مجموعه 5 ممثلين في مجلس الشورى الإسلامي للجمهورية الإسلامية الايرانية.
حقوق أتباع المذهب السني في إيران
يعتبر أبناء الطائفة السنية الكريمة جزءا من الأغلبية المسلمة ولا يعتبرون أقلية دينية بموجب القانون الايراني. ويحق لأتباع المذهب السني في إيران، كغيرهم من الديانات والمجموعات العرقية، المشاركة في الشؤون السياسية والاجتماعية والإدارية، وينشط عدد كبير منهم في الهيئات التنفيذية.
وفي الانتخابات الأخيرة لمجلس خبراء القيادة الإيرانية الذي يعد الهيئة الأساسية في الجمهورية الإيرانية، فاز 5 أعضاء من ابناء الطائفة السنية واصحبوا عضوا في هذا لمجلس. وفي الدورة الـ12 لمجلس الشورى الاسلامي ،تمكن 22 عضوا من أهل السنة من الفوز بأكبر عدد من الأصوات في دوائرهم الانتخابية واصبحوا اعضاء في البرلمان الايراني.
ومؤخرا، تم تعيين احد نواب البرلمان الايراني وهو من اهل السنة، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون التنمية الريفية والمناطق المحرومة، و تم تعيين محافظ سني لمحافظة كردستان. كما ان هناك 1875 شخصا سنيا يعملون في مناصب إدارية في محافظات البلاد، منهم 40 حاكما ( يتولى إدارة مدينة أو منطقة إدارية أصغر من المحافظة)، و146 رئيس بلدية، و116موظفا اداريا.
هذا ،وتستفيد المحاكم القضائية في ايران أيضا من خدمات 81 قاضيا سنيا في وظائف المدعين العامين والمحققين والقضاة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل 1433 سنيا كموظفين في المحاكم ويعمل 1686 شخصا في مجالس حل النزاعات في جميع أنحاء البلاد.
يشار الى انه يتم إنشاء "مجالس متخصصة في حل النزاعات" للأقليات الدينية للتعامل مع المسائل والمطالبات المتعلقة بالأحوال الشخصية، كما هو الحال في إنشاء فرع خاص للتعامل مع قضايا المواطنين الزرادشتيين في الجمعية الزرادشتية بطهران عام 2021.وبالطبع فإن تشكيل هذه المجالس لا يمنع الأقليات الدينية من الرجوع إلى مجالس أخرى تابعة لنفس الاختصاص.
وحاليا، تتولى 9 فروع متخصصة للأقليات الدينية كالمسيحيين، بما في ذلك الأرمن والآشوريين، والزرادشتيين والكليميين مسؤولية التعامل مع قضايا المواطنين من الأقليات الدينية في محافظات أذربيجان الغربية وأصفهان وطهران وفارس وكرمان ومازندران ويزد.
إجراءات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي لدعم حقوق الأقليات الدينية
و بموجب تعديل المادة 24 من لائحة المنظمات غير الحكومية من قبل مجلس الوزراء الايراني في حزيران/يونيو 2024، يتعين على وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي دعم الأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية والدينية لجميع المواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وعليه، اتخذت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإجراءات التالية من أجل حماية حقوق المجموعات العرقية والأقليات الدينية خلال الفترة المشمولة بالتقرير (2019):
1- إصدار الإذن بإقامة 376 تجمعا للأقليات، تشمل الشعائر والاحتفالات والأعياد والاحتفالات المتعلقة بالأحوال الشخصية والأنشطة الثقافية والرياضية.
2- إصدار 69 تصريحا يتعلق بالإقامة والعمل ودخول وخروج الممثلين الدينيين الأجانب.
3- اجراء 70 زيارة في مجال الديانات السماوية لمختلف المناسبات الدينية والوطنية.
4- إصدار إذن بنشر 157 كتابا لناشري الأقليات الدينية.
5-إصدار 578 رسالة تعريف بالأشخاص الطبيعيين والاعتباريين ذوي العلاقة بالمجال الديني إلى المراكز والمؤسسات الرسمية للأقليات للزيارة والتوثيق واستخدام الموارد وإجراء الأبحاث.
6-إقامة 107 مؤتمرات ومهرجانات ثقافية واجتماعية ودينية وطنية وإقليمية.
7-منح الإعانات المباشرة لوسائل الإعلام التابعة للمجموعات العرقية.
8-منح 412 الفا و418 كيلوغراما من الورق بسعر الدولة لوسائل الإعلام في المقاطعات التي تضم غالبية سكان المجموعات العرقية والأقليات الدينية، وتوزيع الإعلانات الحكومية بين وسائل الإعلام في المقاطعات التي تضم غالبية سكان المجموعات العرقية والأقليات الدينية.
الأقليات الدينية تستخدم صحفها الخاصة
وتستخدم الأقليات الدينية صحافة مخصصة لإعلام أتباعها في الدين،فعند اتباع الديانة الارمنية تتوفر الصحف التالية: معهد آليك" للصحافة، مجلة "آراكس" الشهرية ومجلة "بيمان" الفصلية. بينما تعد مجلة "الطريقة الآشورية" الشهرية و مجلة "الرسالة الآشورية" الأسبوعية من بين الصحف المطبوعة للمسيحيين الآشوريين.
ومن بين المواقع الاعلامية الأرمنية والاشورية في الفضاء الإلكتروني: الخلافة الأرمنية في طهران، بانوراما، نيوت، موقع حزب الطاشناق، الجمعية الوطنية لأرمينيا، الصحافة الأرمنية، آليك، الإذاعة الآشورية، الجمعية الآشورية في طهران، جمعية الخلافة الكلدانية الكاثوليكية الآشورية في أرومية.
93 مدرسة خاصة للأقليات الدينية
كما تتاح للأقليات الدينية فرصة الدراسة في المدارس الخاصة بالإضافة إلى المدارس الوطنية بحيث تنشط في مجال التعليم الايراني 5 مدارس خاصة لليهود و38 مدرسة زرادشتية و50 مدرسة للمسيحيين.
انتهى**ر.م
تعليقك