٠١‏/٠١‏/٢٠٢٥، ٢:٣٤ ص
رقم الصحفي: 2461
رمز الخبر: 85706716
T T
٠ Persons

سمات

“كم كنت وحدك”.. الصورة الأخيرة للدكتور أبو صفية تشعل شبكات التواصل

طهران / 1 كانون الثاني/يناير/ارنا- في الصورة يظهر حسام أبو صفية، الطبيب الإنسان، وهو يمشي وسط ركام مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته آلة الحرب الإسرائيلية.

وافاد تقرير للمركز الفلسطيني للاعلام؛ يبدو طريق أبو صفية كـ”درب الآلام”، كيف لا وقد صمد لنحو عام ونصف في وجه الإبادة متحصناً بدرعه القماشي الأبيض، وفقد ابنه شهيدا، ونال منه الجوع والعطش والتعب. بُح صوت أبو صفية وهو ينادي العالم المتأهب للاحتفال “بميلاد المسيح”، مرة تلو أخرى بأن يغيثوا المستشفى الوحيد في شمال قطاع غزة، وقد أسمع لو ناد حياً ولكن لا حياء ولا حياة لمن ينادي.

انتشرت الصورة التي التقطها المصور مهند المقيد، كالنار في الهشيم على منصات التواصل، فقد شبه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلا “وحيدا.. مثل غزة”.

وتعليقا على مشهد الدكتور أبو صفية في مواجهة دبابات الاحتلال قال مغردون “هكذا هم رجال غزة، اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى، وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل، إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة.

وكتب محمد جميل: “كم هو عظيم الطبيب حسام أبو صفيه لم تقتصر مهمته على تضميد جراح الجسد، إنما نراه هنا يضمد جروح النفس الغائرة وهو يواسي الدكتور هاني بدران الذي فقد 17 فردا من عائلته بعد قصف منزلهم بمحيط مستشفى كمال عدوان”.

وكتب الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة تعليقا على صورة الطبيب أبو صفية “بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال”.

بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال.

وغرد المذيع في قناة الجزيرة قائلا: “هكذا هم رجال غزة. اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى. وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل. إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة”.

في حين غرد رسام الكاريكاتير الشهير محمود عباس بصورة تعبيرية خطتها ريشتها، معلقاً “كم كنت وحدك”.

وكتب براء متسائلا: “ما هي شجاعتك يا دكتور حسام، من أي صنفٍ تكون جبلية، أم شجاعة سماوية فيك طالعة، ولغيرك قاصرة؟! إننا ننتظر حريتك كي تخبرنا عنها مليًا أيها الطبيب البطل. الحرية لك ولكل أسرى الوطن”.

وكتب محمد، ابن شقيق الدكتور أبو صفية، كيف اختار عمه الانتصار لهويته الوطنية والدفاع عن قضيه والبقاء إلى جوار مرضاه وهو قادر على مغادرة قطاع غزة منذ اللحظة الأولى للحرب، حيث يحمل جنسية أخرى.

واضاف: لو اراد عمي حُسام المغادرة لغادر واختار رفاهية العيش والنجاة دون مرضاه ، توفرت له العروض توالياً كونه يملك جنسية كازاخاستانية من زوجته الا انه رفض باصرار المغادرة وتمسك بمخيم جباليا ومستشفى كمال عدوان الذي ادى بداخله رسالة الطبيب البار بوطنه ومرضاه ..

وكتب إياد الدليمي: “إننا نخجل منك، نشعر بضآلة وجودنا في هذه الحياة، نحن نشعر بالحزن على حالنا لا على حالك، فأنت الباقي ونحن الفانون، أنت الراسخ وكلنا إلى زوال، شمسك لن تغيب، واسمك محفور في جدار ذاكرة وطن سيعيش طويلا… ويتحرر قريباً”.

وقدم عبر آخرون عن أسفهم حيال العالم الذي أشاد بصمود الدكتور أبو صفية، ثم تركه وحيدا يواجه مصيره ولم يوفروا له الحماية، تخاذلاً وتواطؤاً مع الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب مدونون بإطلاق حملة على منصات التواصل تسلط الضوء على وضع الدكتور حسام أبو صفية وباقي طاقمه الطبي بالقول “إذا كان هناك من يهتم لحياة الدكتور حسام أبو صفية ينبغي عليه أن يقدم خطوات حقيقية لإسناده، من خلال تحرك قانوني وإعلامي ضاغط للإفراج عنه وضمان سلامته، مع العلم أنه يحمل الجنسية الروسية، واختتم أحدهم تغريدته كاتبا “حياة الدكتور حسام أبو صفية في خطر حقيقي”.

وقد اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان، قبل أن يضرم النار فيه ويخرجه تماما عن الخدمة، ولم يكتف بذلك، بل احتجز مئات الاشخاص كانوا داخله، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ولاحقا، أفرجت قوات الاحتلال عن نحو 400 شخص، بينهم كوادر طبية كانت قد اعتقلتهم لدى اقتحامها للمستشفى، في حين أبقت مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية رهن الاحتجاز دون الإفصاح عن أي معلومات بشأنه.

وأدلى المفرج عنهم بشهادات عما تعرضوا له داخل المستشفى من تنكيل وضرب بأعقاب البنادق، وإبقائهم ساعات طويلة على الأرض في البرد القارس.

ولليوم الـ 86 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.

وبدعم أميركي يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .