وفي جزء من كلمته الجمعة بالتوقيت المحلي في جلسة مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الصهيونية على المراكز الصحية والطبية في غزة، قال المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور:"صور الدكتور حسام أبو صفية وهو يرتدي الزي الطبي الأبيض ،الذي يعد رمز الإنسانية والأمل، وهو يمشي وسط ركام مستشفى كمال عدوان متجها نحو الدبابات الصهيونية التي تعتبر رمز الموت والدمار،وسيظل إلى الأبد انعكاسا لما هي على المحك في غزة، الا وهي الإنسانية نفسها".
واكد المندوب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة "ان هذه الصورة تظهر صمود الناس رغم كل الصعاب و المعاناة الكبيرة، وفي الوقت نفسه تظهر كم كانوا وحيدين في تلك اللحظة".
وتابع منصور :يحاول الأطباء والطاقم الطبي الفلسطيني إنقاذ حياة الناس في حين انهم هم من يفقدون حياتهم في هذه المحاولة. إنهم في معركة لا يمكنهم الفوز بها، وفي الوقت نفسه، ليسوا على استعداد للاستسلام وخيانة القسم الطبي الذي ادلوا به.فهم يحاولون إنقاذ الأرواح بينما تتعرض المستشفيات للهجوم ويحاصر الطاقم الطبي الذي يقتل مع المرضى والأشخاص الذين يبحثون عن مأوى.
ومضى يروي بغضب يوميات الاطباء والطاقم الطبي في غزة ، قائلا:انهم مستمرون برسالتهم في حين انه تم تدمير المباني الطبية حتى اقسام الامومة والأطفال،ولا يمكن الحصول على الأدوية والمساعدات الإغاثية، كما انقطعت المياه والكهرباء وفرضت عليهم المجاعة.
واضاف :الأطباء في غزة يعرفون أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاذهم في النهاية سيتم قتلهم، وايضا سيتم اعتقال الاطباء انفسهم أو تعذيبهم أو حتى قتلهم على يد قوات الاحتلال لمحاولتهم إنقاذ حياة البشر، ومع ذلك يستمرون في رسالتهم.
واستطرد سرديته وقد صاحبتها دموعه قائلا: الدكتور محمود أبو نجيلة، الذي استشهد في غارة جوية صهيونية على مستشفى العودة في تشرين الاول/أكتوبر، قبل عدة أشهر، كتب على لوحة بيضاء كانت تستخدم عادة لتخطيط العمليات الجراحية، رسالة مفادها : من بقي على قيد الحياة حتى النهاية، فليحكي هذه القصة؛وهنا اجهش سفير فلسطين بالبكاء، وقال: تذكرونا وتذكرونا.
ورأى منصور انه لا شيء يبرر أن يصبح الأطباء الذين كانوا يحاولون إنقاذ حياة الضحايا هم أنفسهم ضحايا، ولم يكن لدى المجتمع الدولي حتى جزء بسيط من شجاعته وتضحياته لوقف هذا الوضع.
وصرح :إنها مسؤوليتنا الجماعية أن ننهي جحيم الحرب في غزة. إنها مسؤوليتنا الجماعية لإنهاء الإبادة الجماعية الفلسطينية، ويجب على الأمم المتحدة أن تضع حدا لإفلات "إسرائيل" من العقاب على جرائمها ضد الفلسطينيين.
كما اكد منصور على ان مجلس الأمن مطالب بإنقاذ الأرواح البشرية،وبإسقاط الحصانة عن الكيان الصهيوني وانهاء الابادة الجماعية وايقاف هذه الوحشية فورا دون قيد او شرط ، فالاطباء والطاقم الطبي الفلسطيني يخاطرون بحياتهم من أجل تقديم الخدمات الطبية لشعبهم و لا يتخلون عن الضحايا ولا يفرون من واجبهم ويجب ألا ننسى هؤلاء الشرفاء.
انتهى**ر.م
تعليقك