وخلال مقابلة حصرية لوكالة إرنا حول خط السكة الحديد شلمجة- البصرة والتي تعتبر احد المشاريع المهمة العابرة للحدود لوزارة الطرق والتنمية الحضرية الايرانية، رأى مساعد الشؤون الفنية والتشغيلية لشركة السكك الحديدية للجمهورية الإسلامية الايرانية "مصطفى داوودي" ان ايران وبسبب تمتعها بموقعها الجيوسياسي، فإن استكمال خط سكة حديد شلمجة-البصرة يمكن أن يخلق أفق نقل جديد للجمهورية الإسلامية الايرانية والجمهورية العراقية.
واوضح داوودي بأن إيران تتمتع بموقع عبور جيد في الشرق الأوسط، وهي نقطة وصل أوروبا بالشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، فضلا عن نقطة وصل دول آسيا الوسطى بالمياه الدافئة، مشيرا الى ان المنافسين يسعون الى حرمان ايران من كل هذه الإمكانيات والقدرات لأسباب مختلفة، مما تسبب هذا الامر في تأرجح تنفيذ هذا المشروع ذهابا وإيابا بين إيران والعراق لأكثر من 20 عاما.
ولفت مساعد الشؤون الفنية والتشغيلية الى جهود المسؤولين الايرانيين والعراقيين الدؤوبة من اجل حل مشكلة هذا المشروع وتمهيد الطريق من اجل انطلاقته والعمل على تنفيذه مجددا.
مشروعان من حصة إيران ومشروع واحد من حصة العراق
وفي اطار مراحل تنفيذ مشروع خط سكة حديد شلمجة-البصرة، ذكر داوودي، انه تقرر الان بأن يتولى الجانب العراقي تنفيذ مشروع البنية التحتية للسكة الحديدية وتعبيد الطريق من نقطة الصفر الحدودية في شلمجة الى محطة سكة حديد البصرة بطول 40 كم، وستقوم ايران بعمليات إزالة الألغام من نقطة الصفر الحدودية وحتى عمق 16 كم باتجاه البصرة.
واضاف انه ونظرا للإمكانيات والقدرات العالية للمهندسين الإيرانيين، طالب العراقيون بأن تقوم ايران أيضا ببناء جسر عند مدخل مدينة البصرة التي يتخللها مرور نهر أروند (شط العرب)، والذي ينبغي أن يبنى عليه جسر مع إمكانية مرور قضبان السكة الحديدية وفي نفس الوقت يجب أن يكون لهذا الجسر مجال مخصص لمرور السفن.
كما اوضح في هذا السياق انه تم البدء في بناء الجسر على نهر أروند منذ آب/أغسطس 2024، معربا عن امله في أن يتم الانتهاء منه في غضون 18 شهرا.
وأوضح داووي بأنه تم طرح مناقصة بناء خطوط محطة شلمجة، وسيبدأ بناء هذه المحطة قريبا، معربا عن امله في أن تكتمل هذه المهمة خلال 18 شهرا مع توفر التمويل اللازم.
5 وحدات دراسية لتنفيذ المشروع
وصرح بأن مناقصة الجانب العراقي لبناء خط سكة حديد شلمجة-البصرة، قد فازت بها شركة اسبانية مضيفا بأن اليوم يتم تنفيذ مشاريع الاشراف والتصميم والبناء والتشغيل الخاصة بمشاريع السكك الحديدية محليا في ايران لان الشركات الايرانية تتمتع بالاكتفاء الذاتي والمعرفة الفنية في إنتاج المعدات وقطع الغيار المطلوبة.
وتابع ان عرض خطوط السكك الحديدية في العراق يتوافق مع معايير الاتحاد الدولي للسكك الحديدية (UIC) والتي تتبعها ايران أيضا، لذا وعلى هذا الأساس سيكون بإمكان القطارات الإيرانية السير في العراق والعكس.
واضاف انه وعلى الرغم من أن إبرام عقد المشروع قد استغرق الكثير من الوقت والطاقة، وحل المشكلات القانونية، وتوفير الموارد المالية، وإعداد وثائق المناقصة، وما إلى ذلك، الا انه من المؤمل أن نشهد افتتاح خط سكة الحديد هذا والمشاريع الأخرى ذات الصلة بحلول ربيع 2026 على أبعد تقدير، موضحا انه سيتوجه زوار الاربعين بالسكك الحديدية الى العتبات المقدسة في مراسم الاربعين بعد عامين.
كما المح داوود انه ونظرا لأهمية المشروع المذكور واستنادا الى تصريحات قائد الثورة الاسلامية بشأن اهمية الربط السككي بين البلدين الإسلاميين، فإن الرئيس بزشكيان يشرف عليه شخصيا عن كثب ويتم رفع تقارير مرحلية شهرية الى مساعد رئيس الجمهورية في الشؤون التنفيذية "محمد جعفر قائم بناه".
يشار الى انه يتم بناء خط سكة الحديد هذا بهدف توفير راحة عالية وسفر باسعار مناسبة بالسكك الحديدية للزائرين الإيرانيين إلى كربلاء والزائرين العراقيين إلى مشهد المقدسة وأماكن الحج والسياحية الأخرى.
انتهى**ر. م
تعليقك