وأضاف عراقجي في حديث مع الصحفيين في ختام زيارته لأفغانستان: "إيران وأفغانستان تربطهما علاقات مشتركة في الدين واللغة والثقافة والمعتقدات والتاريخ الطويل، وكان مصير كل منها مؤثر على الاخر دوما".
وقال: "على مدى السنوات الـ45 الماضية، مرت أفغانستان بالعديد من التغييرات، من الحرب الأهلية إلى العديد من القضايا الأخرى. لقد تأثرت جمهورية إيران الإسلامية دائمًا وتحملت آثار هذه التغييرات، سواء فيما يتعلق باللاجئين الذين جاءوا الى ايران او قضية المخدرات أو وجود جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش".
واوضح أنه "من الطبيعي أن نكون حساسين لمصير البلد المجاور لنا وتطوراته وسياساته، ويجب أن نكون قادرين على ادارة هذه الامور".
وأكد وزير الخارجية : "خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، حدث تطور جديد. تم تشكيل حكومة جديدة. وبغض النظر عن المستوى والمرحلة التي وصلت إليها علاقتنا السياسية، وكيف يتم تعريفها فمن المهم أن لدينا العديد من القضايا بين البلدين التي تحتاج إلى معالجة".
وقال عراقجي: "لدينا مشاكل تتعلق بالمياه والمهاجرين والأمن والحدود. ولدينا قضايا تجارية بين البلدين، والعديد من القضايا الأخرى. كل هذه قضايا جدية للغاية ومهمة ومؤثرة بالنسبة لنا. ومن الطبيعي أن ادارة هذه المشاكل والتحديات تكون من خلال التفاعل والحوار".
وتابع: "بغض النظر عن مستوى علاقاتنا السياسية وكيفية تعريفها، هناك حقائق وتحديات ومصالح يتعين علينا متابعتها وتأمينها في سياستنا الخارجية ويتوقع شعبنا هذا منا بالتأكيد. زيارتي هذه تمت في هذا الاتجاه على وجه التحديد، ونحن نناقش القضايا العديدة القائمة بيننا وبين أفغانستان".
وقال وزير الخارجية: "لقد عقدت اليوم اجتماعا طويلا وجيداً للغاية مع رئيس الوزراء كما التقيت بوزير الخارجية في اجتماع مطول وكذلك مع وزير الدفاع. في الواقع، هناك ثلاثة مجالات نحتاج فيها إلى مناقشة قضايانا معًا. كانت الاجتماعات جيدة جدًا وأعتقد أن هناك إرادة لدى الجانب الآخر لحل التحديات والمشاكل".
وأضاف عراقجي: "إن قضية أمن الحدود كانت محل نقاش مهم جرى حول كيفية تأمين الفوائد المرجوة للبلدين وفي المقابل تقليل المخاوف وخلق مسار أفضل، وأكد الجانبان أن أمن الحدود هو أولوية قصوى. كانت هنالك تدابير اخذت بنظر الاعتبار سابقا، وتم تنفيذ معظمها".
وقال: "كانت قضية المياه محل نقاش جاد بالنسبة لنا، ونهجنا تجاه أفغانستان بناء وإيجابي. وأكد كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأفغانيين أن حقوق إيران ستُمنح على أساس معاهدة هلمند وحتى أعلى من ذلك. إن جمال ما صرحوا به هو أنه حتى لو لم تكن هناك معاهدة، فإن واجبنا الديني والإنساني يتطلب منا توصيل المياه إلى إيران.
واردف: كانت هناك عدد من القضايا الفنية التي اتفقنا على التعاون بشأنها لحلها. بالطبع، لم يكن هناك أي اتفاق، ولكن كان هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به. أن هطول الأمطار مؤثر أيضاً والجفاف ظاهرة تشمل المنطقة بأكملها، ولكن مستوى الجفاف الحالي وما يعتبر حالة طوارئ هو في حد ذاته مسألة فنية يجب حلها على المستوى الثنائي.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه "تم التوصل إلى اتفاقات بهذا الشأن، وتمت الموافقة على جوهر الأمر من قبل أصدقائنا في كابول، وسيتم متابعته بإذن الله، وآمل أن يتم تنفيذ هذا الأمر".
وأكد عراقجي: "إن قضية المهاجرين وزيادة أعدادهم في إيران كانت محل نقاش جاد بالنسبة لنا، وتم الاتفاق على أن نسلك طريق التعاون بشأن كيفية عودة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم بكرامة وتوفير الظروف المناسبة لهم. لقد كان الجانب الأفغاني إيجابيا للغاية بشأن هذا الأمر. بطبيعة الحال، هذا ليس شيئا سيحدث بين عشية وضحاها أو حتى في غضون عام أو عامين، ولكن يجب أن يبدأ وهناك اتفاق على أننا يجب أن نبدأ هذه الحركة".
وقال: "بشكل عام، أعتقد أنها كانت رحلة جيدة للغاية. هناك الآن تفاهم أفضل بيننا وبين الحكومة في كابول. هناك تفاعلات أكثر من الماضي وأعتقد أن مصالحنا أصبحت مضمونة إلى حد كبير الآن وستستمر. لقد تم تأمينها، وقد تضاءلت المخاوف وإن شاء الله سنستمر على هذا الطريق.
انتهى ** 2342
تعليقك