وفي حوار اجرته معه قناة "سكاي نيوز" قال عراقجي: "أعتقد أنه خلال العام الماضي، تعرضت المقاومة في المنطقة لضربات قوية عديدة، وتكبدت اثمانا باهظة، لكن يجب أن نعرف أن المقاومة مدرسة فكرية وقضية رسالية. هذه القضية لا تزول بمقتل الافراد. مثلما لم تمت القضية الفلسطينية طيلة الثمانين عاماً الماضية، برغم انها قدمت الكثير من الضحايا واستشهد العديد من قادتها، اذ مازالت القضية حية. قضية المقاومة هي كذلك.
*إذا طلبوا من إيران الدعم سنستجيب بالتاكيد
وأضاف: "صحيح أن حماس وحزب الله تعرضتا لضربات كبيرة، لكنهما يعيدان بناء نفسيهما. المهم أن هذه المدرسة الفكرية وهذه القضية لن تزول. أريد أن أعطيك مثالاً. تعتبر الثورة الفرنسية أمًا للعديد من الأفكار والمبادئ في أوروبا وأمريكا، ولكن انظر كيف تغيرت فيما بعد. لقد شهدنا عودة نابليون، وشهدنا الدكتاتورية وأشكالاً أخرى من الحكم، ولكن المثل التي نشأت في الثورة الفرنسية لا تزال موجودة في الدول الغربية.
وقال عراقجي "لقد اتخذت هذه المثل أشكالا مختلفة، لكن الفكرة الأساسية لا تزال قائمة. وهذا ينطبق أيضا على المقاومة، وعلى الساحة الدولية فإن هذه التقلبات طبيعية. وقد حققت المقاومة انتصارات كثيرة خلال العام الاخير.
وأضاف وزير الخارجية: "الفشل أمر طبيعي، لكن المهم هو إعادة بناء الذات ومواصلة المسيرة. الشعبان الفلسطيني واللبناني سيواصلان دعمهما لحماس وحزب الله، وإعادتهما إلى قدرتهما التي كانا عليها في السابق حتى يتمكنا من مقاومة "إسرائيل" كالماضي.
وقال: "حماس وحزب الله مستقلان ويتخذان قراراتهما بنفسهما، ولقد دعمنا قضيتهما دائمًا وسنظل ندعمهما. في المستقبل، سوف يعتمد الأمر على قرارهم الخاص، إذا طلبوا من إيران الدعم فإننا بالتأكيد سنعطيهم رداً إيجابياً.
*لم تحقق "إسرائيل" أهدافها وأغراضها لا في غزة ولا في لبنان
وفي الرد على سؤال فيما إذا كان ينبغي لإيران أن تعيد النظر في استراتيجيتها وكيفية ردها على إسرائيل والولايات المتحدة قال وزير الخارجية: "أعتقد أن الآخرين هم الذين يحتاجون إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم وسياساتهم، لأن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها ولم تكن معزولة إلى هذا الحد من قبل".
وتابع عراقجي: "هذه العزلة غير مسبوقة بالنسبة لإسرائيل. اذ انها لم تحقق أهدافها وغاياتها لا في غزة ولا في لبنان، ورغم الإصابات العديدة التي ألحقتها بحزب الله، فإنها لم تتمكن من التقدم حتى بقدر ما تقدمت فيه في الحرب التي استمرت 33 يوماً في جنوب لبنان، واضطرت إلى قبول وقف إطلاق النار.
*على "إسرائيل" أن تعيد النظر في سياساتها
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "أولاً وقبل كل شيء، يتعين على إسرائيل أن تعيد النظر في سياساتها واستراتيجياتها. وهذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها حزب الله قائده أو يستشهد فيها قادته، ولكن مقارنة بالمرة الأخيرة التي فقد فيها قائده، أصبح الآن أقوى وأكبر.
وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين، اذ ان 80 عامًا من القتل لم يتمكن من تدمير روحهم وقضيتهم لذلك عندما نتحدث عن القضية الرسالية ، يجب أن نعلم أنها لا تتغير رغم ان التكتيكات قد تتغير.
*أنفقنا مبالغ ضخمة على أمننا وسنستمر في القيام بذلك
واكد وزير الخارجية الايراني أن إيران دفعت ثمنا باهظا من اجل أمنها، وسوف تستمر في ذلك.
وأضاف: "كما قدمنا الكثير من الدعم لتعزيز المقاومة وسنستمر في ذلك في المستقبل. وفي الوقت نفسه، عملنا على تحقيق التقدم الاقتصادي للبلاد وحققنا إنجازات جيدة. لقد تحدثت إلى العديد من الدبلوماسيين الذين زاروا طهران. لا يستطيعون أن يصدقوا أن ما يرونه هي طهران التي تعيش تحت العقوبات الأميركية الثقيلة منذ أربعين عاماً.
وأضاف عراقجي: "إننا نشهد تقدما كبيرا ليس في طهران فحسب، بل في جميع مدن إيران. لذا فالأمر ليس وكأننا أنفقنا أموال البلاد على الآخرين فقط. لقد تحملنا هذه النفقات من أجل أمننا، وهذا أمر ضروري، وكل البلدان تفعل ذلك.
انتهى ** 2342
تعليقك