السفير الايراني لدى فرنسا:لا مكان للأسلحة النووية في استراتيجيتنا الدفاعية

طهران/9 نيسان/ابريل/ارنا- اكد السفير الايراني لدى فرنسا ، على "ان الأسلحة النووية، كغيرها من أسلحة الدمار الشامل، محظورة في ثقافتنا الاسلامية ولا مكان لها في استراتجيتنا الدفاعية".

وخلال مقابلة مع مجلة spectacle le monde الفرنسية، المتخصصة في مجال الجفرافيا السياسية،وردا على سؤال حول جهود إيران للحصول على الأسلحة النووية، قال السفير الايراني لدى فرنسا "محمد امين نجاد" : إيران من أوائل الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي. وبناء على ذلك، فإن الوصول إلى التكنولوجيا النووية المدنية لاغراض سلمية، يعد حقا غير قابل للتصرف لكل دولة. وهذا ما نريده من أجل التنمية السلمية لبلدنا.

الشعب اكبر ضحية للعقوبات المجحفة

وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية غير العادلة ضد ايران، اشار أمين نجاد  الى ان هذه العقوبات التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي تؤثر سلبا على جميع أبناء الشعب الإيراني دون أي تمييز.

وفي معرض تأكيده على ان العقوبات ظالمة وغير قانونية وتتعارض مع القيم الإنسانية وكل القوانين الدولية المتعارف عليها، اعرب السفير الايراني لدى باريس عن امله في ان يؤدي التحول نحو مزيد من العدالة من جانب القوى الكبرى إلى إنهاء هذه العقوبات السارية منذ ما يقرب من خمسين عاما، ويقوم الغرب عبرها بعرقلة التنمية في إيران.

كما لفت امين نجاد الى بعض الأضرار التي لحقت بالشعب الإيراني في هذا الصدد،فعلى سبيل المثال،و بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 وفشل الشركاء الأوروبيين في الالتزام بتعهداتهم، هذا الامر أدى إلى عودة العقوبات وتعزيزها، مما فقد أكثر من 1100 مريض إيراني، معظمهم من الأطفال، حياتهم بسبب عدم القدرة على استيراد الأدوية الأساسية لمعالجتهم.

إيران تعارض الأحادية على المستوى الدولي

وعن الجهود الدبلوماسية الايرانية التي تبذل في مواجهة الاحادية على المستوى الدولي،موضحا بأن ايران ليست الوحيدة التي تعاني من العقوبات. فمنذ أكثر من نصف قرن، يتزايد عدد البلدان التي وقعت ضحية لهذه الممارسات بشكل مطرد.مضيفا بأن ايران لديها علاقات مع كل دول العالم تقريبا مبنية على الاحترام المتبادل لسيادتها، وتتحدث معهم لتعزيز فكرة النظام الدولي الحقيقي الذي يأخذ التعددية في الاعتبار.

وفي هذا السياق، تابع السفير الايراني لدى فرنسا مشيرا الى ان ايران تعارض الأحادية، التي لا تقل عن الديكتاتورية على نطاق عالمي، مؤكدا على اتباع ايران دبلوماسية مستقلة ترتكز على مبدأ عدم الانحياز.

كما اشار الى ان الثورة الاسلامية الايرانية المستوحاة من الثقافة والحضارة الايرانية والدين الاسلامي،قد جعلت التنمية البشرية في سلم اولوياتها، موضحا انه وعلى سبيل المثال، يوجد في إيران حاليا أكثر من 4.5 مليون طالب في التعليم العالي، أكثر من نصفهم من الفتيات، ويدرسون في أكثر من 440 جامعة ومركز تعليمي في جميع أنحاء البلاد. 

وتابع السفير الايراني لدى باريس: تمكنا من تطوير مشاريع في كافة المجالات، بما في ذلك الصحة والزراعة والصناعة والفضاء، وبالطبع الطاقة النووية السلمية، مع التأكيد أيضا على قطاع الدفاع لضمان أمن شعبنا وسلامة أراضي بلدنا. وفي قطاع الصحة، نحن مكتفون ذاتيا تقريبا، إذ ننتج 97 في المائة من الأدوية التي نحتاجها.

هذا، واشار الى ان الحرب المفروضة (الحرب الايرانية-العراقية 1980-1988) لعبت دورا بنّاء في توحيد الشعب الايراني،مضيفا بأن نظام القيم الايراني قوي ويرتكز على العدالة والسلام والتسامح، فضلا عن قوة ونشاط الشباب الايراني الفعال في كافة ميادين المجتمع.

ايران تدعم لبنان اخلاقيا وسياسيا

وردا على بعض التصريحات حول ما إذا كان من الأفضل لإيران أن تنفق المزيد على نفسها بدلا من الإنفاق على حلفائها،قال امين نجاد:منطقتنا ومنذ الحرب العالمية الثانية،مازالت ضحية لعدم الاستقرار المستمر. وإذا كانت أوروبا قد شهدت السلام، فإن منطقتنا كانت ضحية للتوترات والحروب.

واضاف بأن العديد من الدول، مثل لبنان وسورية والعراق وليبيا وأفغانستان، لم تختر التدخل الأجنبي ورفضته، الا انها تعاني من مواجهته وتداعياته لسنوات، لذا محور مقاومة في هذه البلدان لمواجهة العدوان والاحتلال الأجنبي.

ومضى يقول في هذا السياق: إيران دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة واقتصادها متوسط، وإيران كانت دائما تدعم لبنان سياسيا واخلاقيا. وكان الأمر نفسه في سورية ، حيث ان تدخلنا عام 2011، جاء بناء على طلب الحكومة السورية لمنع تقدم المجموعات الإرهابية التي كانت تستخدمها بعض القوى لإعادة رسم خريطة المنطقة.

القضاء على حماس أو حزب الله أو محور المقاومة هو وهم

وردا على التساؤلات السائدة في الدوائر الأمنية للكيان الإسرائيلي بضرورة القضاء على حماس، ثم حزب الله، ومحور المقاومة، وحول ما اذا كانت المنطقة على شفا حرب ام لا؛ رأى السفير الايراني لدى فرنسا بأن القضاء على حماس أو حزب الله أو محور المقاومة هو وهم، مؤكدا على ان  حزب الله لم يكن موجودا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي،لكن مراسم تشييع السيد حسن نصرالله وحضور ملايين الأشخاص من حول العالم وتقديم التعازي في بيروت، دليل واضح لا لُبس فيه بأن المقاومة (حزب الله) لم تنته ومازالت مستمرة.

وتابع انه وبالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية، فمن المؤكد أن ايران ليست من تتخذ القرارات نيابة عنها، واليوم نشهد الابادة الجماعية في غزة و قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، منهم 20 ألف طفل.كما انه تم تدمير كافة البنية التحتية المدنية، ولا يمكن حل هذا الصراع بهذه الأساليب الهمجية.

القوات الدفاعية الإيرانية على اهبة استعدادها

أما بالنسبة لتهديدات الكيان الاسرائيلي ضد ايران، اوضح امين نجاد بأن هذه التهديدات ليست بجديدة وموجودة مسبقا وايران معتادة عليها، مضيفا بأن الكيان الاسرائيلي اغتال العلماء الايرانيين النوويين وقام بتخريب البرنامج النووي الايراني وايضا قصف المواقع الصناعية.

زد على ذلك، فهذا الكيان ايضا قام باغتايل الدبلوماسيين الايرانيين خلال قصف السفارة الايرانية لدى سورية ، ولم يتوقف الامر هناك فقد اغتالت اسماعيل هنية في طهران عندما كان ضيفا رسميا لدى إيران،مؤكد على ان القوات الدفاعية الايرانية جاهزة، وان الشعب الايراني العظيم استطاع دائما بتحويل التهديدات إلى فرص.

الالتزام الإيراني تجاه القضية الفلسطينية

وفي جزء آخر من هذه المقابلة،ناقش السفير الإيراني لدى فرنسا ما يبرر هذا المستوى من الالتزام الإيراني تجاه القضية الفلسطينية وما إذا كانت قضية أيديولوجية؛قائلا: "أولاً وقبل كل شيء، هذه قضية إنسانية. علينا أن نهتم بجيراننا، نحن لا نتفق مع فكرة أن يعتبر أي شخص نفسه متفوقا على الآخرين."

وفي السياق نفسه، اضاف امين نجاد: المسألة الرئيسية هي ان الفلسطينيين عانوا كثيرا منذ النكبة، فمن يستطيع أن ينسى وطنه الذي احتل بالقوة؟ معاناة فلسطين رمزا للظلم على الساحة الدولية. إن حل هذا الصراع قد يؤدي إلى السلام في المنطقة. إذا لم تكن هناك نية سيئة، فسيكون السلام سهلا.

وحول ما إذا كان الفلسطينيون سيحصلون على مزيد من الدعم إذا لجأوا إلى أساليب غير عنيفة مثلما فعل المهاتما غاندي؛قال السفير الايراني لدى فرنسا:لسنا في وضع يسمح لنا بإخبار الفلسطينيين بما يجب عليهم فعله، لديهم طريقتهم الخاصة ونحن نساعدهم فقط من خلال الدعم المعنوي والعاطفي.

وتابع :بالنسبة لنا، الطرق السلمية لها الأولوية دائما. لكن هذا أمر صعب عندما يتعرض شعب للقصف في مكان يطلق عليه "سجن مفتوح" مثل غزة. يجب على القوى العظمى أن تقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وتقول له بأن يكف عن ارتكاب هذه الجرائم.

انتهى**ر.م

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .