عطوان يتحدث عن تطورات وصعود قيادة عسكرية جديدة شابة في حزب الله

طهران/20 نيسان/أبريل/إرنا- في إشارة إلى الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أشار الكاتب والاعلامي الفلسطيني والخبير بشؤون الشرق الأوسط "عبد الباري عطوان"، إلى صعود قيادة عسكرية جديدة شابة في حزب الله والتي ستستهدف تل أبيب.

وقال عطوان: الخطاب "المتلفز" الذي ألقاه أمين عام حزب الله الشيخ "نعيم قاسم"، قبل يومين، وأكد فيه أن حزبه لن يلقي سلاحه مطلقا، وأنه ليس ضعيفا، ويملك خيارات للرد على الاعتداءات الصهيونية المستمرة، جاء من أهم وأخطر الخطابات منذ خلافته لسيد الشهداء السيد "حسن نصر الله"، وتأكيدا لاحتمالات عودة وشيكة للمقاومة اللبنانية إلى ميدان المواجهات العسكرية مع دولة الاحتلال الصهيوني التي اخترقت وقف إطلاق النار أكثر من 2700 مرة حتى الآن.

وأبرز النقاط الجديدة في هذا الخطاب يكن تلخيصها في اثنتين:

الأولى: تأكيده بأن الحزب لن يسمح لأحد بنزع سلاح المقاومة، لأنه دعامة لها، وهي التي حررت الأراضي اللبنانية المحتلة، وحمت سيادة لبنان.

الثانية: الكشف للمرة الأولى عن أن "إسرائيل" تريد توسيع احتلالها للأراضي اللبنانية لتوطين الفلسطينيين الذين تريد إبعادهم من الضفة الغربية وقطاع غزة بقوة السلاح والتدمير وحرب الإبادة.

وأضاف أننا نتفق مع الشيخ قاسم بأن "حزب الله" ليس ضعيفا، ويملك خيارات للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وانتهاكها ليس فقط لاتفاق وقف إطلاق النار، وإنما للسيادة والكرامة اللبنانية، فالحزب الذي حرر جنوب لبنان وانتصر في حرب تموز عام 2006 أقوى كثيرا بعد ربع قرن من هذه الانتصارات.

واستطرد بالقول: صحيح أن "حزب الله" تعرض لضربات قاسية تمثلت في عملية اغتيال لقائده التاريخي السيد نصر الله، وطاقم الصف الأول من قيادته، بعد عدوان البيجرات مباشرة، وتلتها إخراج المؤامرة الثلاثية الأمريكية- الإسرائيلية- التركية المشتركة سورية من محور المقاومة، بإسقاط النظام المقاوم فيها، وإغلاق طريق الإمداد العسكري الإيراني عبر الأراضي السورية إلى الحزب، ولكن قد يأتي الخير من باطن الشر.

وتابع قائلا: إننا نشرح أكثر ونقول إن مصدرا وثيقا مقربا من صناع القرار في "حزب الله" أكد لنا أن الحزب لم يتعاف فقط، بل استطاع أن يصعد قيادة عسكرية جديدة شابة، أكثر دراية ودهاء من القيادة العسكرية القديمة التي تولت لأكثر من ثلاثين عاما، ومنعت الشباب بوجودها، وعدم تقاعدها بشكل طوعي، من أخذ مكانهم في الصف الأول القيادي.

وأضاف: هذا المصدر حقيقة جديدة فاجأتنا، عندما وصل في حديثه اختصار الموقف بالقول إن القيادة العسكرية الجديدة الشابة التي تجلس أمام مقعد القيادة حاليا في الحزب هي التي هندست وخططت ونفذت غزوة يوم الأحد العظيم الذي انهالت فيه الصواريخ الباليستية الدقيقة مثل المطر على تل أبيب وحيفا وعكا، وأصابت أهدافها بدقة متناهية.

وأبرزها: غرفة العمليات الحربية للعدو، وأكبر قاعدة للاستخبارات في تل أبيب التي تضم الوحدة 8200 وأجهزة تجسس هي الأحدث في العالم، وتشكل العصب المركزي للاستخبارات الإسرائيلية، علاوة على إشعال العديد من الحرائق، وإرسال أكثر من ثلاثة ملايين مستوطن على الأقل إلى الملاجئ، الأمر الذي دفع المبعوث الأمريكي الصهيوني "عاموس هوكشتاين" إلى الطيران فورا إلى بيروت لتمرير وقف إطلاق النار.

وصرح أن السفيرة الأمريكية في لبنان السيدة "مورغان أورتاغوس"، تحلت بأبلغ صور الوقاحة عندما سخرت من خطاب الشيخ قاسم، والفقرة التي وردت فيه حول رفض الحزب تسليم سلاحه، واستخدمت كلمة تثاؤب فقط، وهو رد لا يعكس الغطرسة فقط، وإنما الجهل المطلق بلبنان، وحزب الله، والمنطقة بأسرها، وربما تندم وحكومتها شديد الندم على هذه الوقاحة في الفترة المقبلة.

وقال عطوان: إن سلاح "حزب الله" أصبح ضرورة استراتيجية لا يجب الاقتراب منها، خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها عصابات مسلحة موالية للنظام الجديد في دمشق في منطقة الساحل الشمالي السوري، ومن منطلقات طائفية معادية، مضافا إلى ذلك أن مواصلة الاعتداءات والاغتيالات الإسرائيلية لقيادات في الحزب، ورفض الالتزام بوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من جنوب لبنان لا تحتم الاحتفاظ بهذا السلاح بل تطويره أيضا.

وأضاف: عندما أكد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، قبل أسبوع تقريبا بأن الخطر الأكبر الذي يهدد الحرب الأمريكية وفرص نجاحها في اليمن، وإعادة الملاحة الدولية إلى سابق عهدها في البحرين العربي والأحمر، أن الصواريخ الباليستية البرية والبحرية والجوية التي تستخدمها وحدات أنصار الله العسكرية هي صناعة يمنية بحتة، وليست قادمة من الخارج، فهذا يعني أن القاعدة نفسها تنطبق على حزب الله في لبنان، ويؤكد أن الحزب أيضا لا يعتمد كليا على تهريب الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، وإنما على قدراته الذاتية، فالعقول موجودة والمواد اللازمة متوفرة، والخبرة الإنتاجية متطورة وما زالت في أماكنها، والتنسيق اليمني- اللبناني في المجالات العسكرية في ذروته هذه الأيام، حسب المصادر القريبة من الجانبين، مضافا إلى ذلك أن طرق التهريب البديلة متوفرة دائما، برا وبحرا وربما جوا أيضا.

وتابع: باختصار شديد نحن في انتظار الصاروخ الأول الذي سينطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه تل أبيب، ويبدو أنه قد بات انطلاقه وشيكا خاصة أن كلمة الشيخ نعيم قاسم الأخيرة توحي بذلك وتؤكد أن الكيل قد طفح.. والأيام بيننا.

انتهى**3276

تعليقك

You are replying to: .