السفير الايراني الاسبق لدى فنزويلا: التوصل إلى اتفاق يتطلب دائما مواجهة خطوط حمراء ومواقف صعبة

طهران/ 23 ايار/مايو/ارنا-قال السفير الإيراني السابق لدى فنزويلا في مقابلة مع "إرنا": لا يمكن القول إنه إذا اتخذت دولة موقفا متشددا، فهذا يعني بالضرورة أن المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود. إن طبيعة المفاوضات وخاصة بين إيران والولايات المتحدة، تشهد الكثير من الصعود والهبوط وتخضع لعوامل مختلفة.

وقال السفير الإيراني السابق لدى فنزويلا وممثلها في جنيف" مصطفى اعلائي" عن الجوانب المختلفة لهذه المفاوضات والتحديات التي تواجه فريقي التفاوض الإيراني والأمريكي بشأن القضايا التي جعلت عملية التفاوض أكثر صعوبة: إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تختلف حقاً عن المفاوضات بين الدول الأخرى. إن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة معقدة للغاية وهناك خلافات عميقة يعود تاريخها إلى حوالي 47 أو 48 عامًا. وهي خلافات حادة ليس من السهل التغلب عليها.

وتابع اعلائي:بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً قضية الكيان الصهيوني. وتعتبر قضية غزة والضغوط التي تستطيع تل أبيب ممارستها على إدارة ترامب من خلال جماعات الضغط التابعة لها من بين العوامل التي تمنع ترامب أو ويتکوف من اتخاذ موقف لين وقد يأتي هذا الضغط مباشرة من نتنياهو أو من الوضع الحالي في غزة بشكل عام، مما يضطرهم إلى اتخاذ مواقف صارمة.

وقال فيما يتعلق بالتأكيد الأميركي على وقف التخصيب الصفري في إيران وما إذا كانت هذه القضية قد تؤدي إلى طريق مسدود في المفاوضات في مثل هذه الظروف: في الواقع، كل دولة لديها تكتيكاتها الخاصة في المفاوضات. سواء في المفاوضات الثنائية أو المتعددة الأطراف، تحاول كل دولة رفع أعلى مستوى من مطالبها في البداية. الهدف من هذا العمل هو أن نتمكن من التعبير عن مطالب أخرى في ضوء هذا المطلب الرئيسي والوصول في النهاية إلى اتفاق مع الجانب الآخر.

                                                              

وأضاف: "التوصل إلى اتفاق يتطلب دائما مواجهة خطوط حمراء ومواقف صعبة". القضايا التي يمكن التغلب عليها إذا كان هناك مساحة لـ "التجارة والتبادل التجاري". بمعنى آخر، كل دولة تحاول الحصول على تنازلات في مقابل التنازلات التي تقدمها، حتى تتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي.

وتابع اعلائي: "من الجانب الأميركي، أحد أسباب هذه الرغبة هو خطة احتواء الصين". وتعد منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج الفارسي، إحدى المناطق التي تحاول الصين اختراقها والاستيلاء على قدراتها لصالحها. ولذلك يحاول ترامب السيطرة على الوضع في الشرق الأوسط وقطع يد الصين عن المنطقة، ويتطلب هذا الهدف التوصل إلى اتفاق مع إيران.

وقال حول أن الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي لا تريد تصعيد التوترات في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة ولكن خلال اجتماع ترامب مع السعودية، أكدوا على أن قضية التخصيب داخل إيران يجب أن تكون إما لجميع دول المنطقة أو يجب أن يسود التخصيب صفر في إيران: إن مناقشة الكونسورتيوم هي قضية فنية للغاية ويجب التعليق عليها من قبل خبراء متخصصين. ولكن المؤكد هو أن إيران ليست مستعدة بأي حال من الأحوال لقبول إزالة معداتها وقدراتها ومهاراتها وتكنولوجيا التخصيب من أراضيها أو إتاحتها لدول أخرى.

وقال اعلائي: "بالطبع هناك طرق أخرى للوصول إلى اتفاق بشأن التخصيب". إن حقيقة أنهم يريدون "خفض" التخصيب إلى الصفر تتطلب توضيحاً للتفاصيل ويبدو أن أحد الخيارات التي يدرسها الجانب الآخر قد يكون تعليق التخصيب. الإيقاف لا يعني التوقف الكامل، بل هو إجراء مؤقت تم اتخاذه من قبل في الماضي.

وتابع: "في ضوء التوجه الذي اتخذه ترامب، وخاصة زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي ولقائه بالدول الثلاث السعودية وقطر والإمارات، يبدو أن هدفه من نشاطه الأكبر في المنطقة هو إعطاء لون ونكهة اقتصادية وتجارية للشرق الأوسط". وفي الواقع، فإن هدفه هو تحويل المنطقة إلى منصة للتنمية والتجارة والربح الاقتصادي.

کما قال إن الدول الأوروبية غير راضية عن غيابها عن المفاوضات النووية مع إيران، وفي الوقت نفسه فإن وتيرة مفاوضات إيران مع أوروبا لا تتوافق مع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مضیفا:يشعر الأوروبيون بالانزعاج وعدم الرضا بسبب تهميشهم من قبل ترامب فيما يتصل بالقضايا والموضوعات العالمية المهمة. على سبيل المثال، في قضايا مختلفة مثل أزمة أوكرانيا وقضية غزة، لم يعر ترامب اهتماما كبيرا للأوروبيين وحاول تهميشهم. ومن المؤكد أن الأوروبيين غير راضين في هذه المجالات ولا يريدون أن يظلوا خارج نطاق المشاركة في قضية العقوبات وخاصة فيما يتصل بالقضية النووية، التي تشكل جزءا مهما من الأمن الأوروبي.

وقال عن مدى خطورة الفجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في قضايا مثل إيران:إن هذه الفجوة حقيقية، ومن المؤكد أنها غير مسبوقة حقاً أن يقوم الأميركيون بتهميش "إسرائيل" في العديد من القضايا المهمة التي تجري مناقشتها حالياً. لقد كانت النظرة الجيوسياسية التقليدية لأميركا دائماً تتمثل في أن مركز ثقل سياستها في الشرق الأوسط يركز على "إسرائيل" ولكن يبدو الآن أن مركز ثقل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط قد تحول نحو الرياض ودول الخليج الفارسي، دون الاهتمام بشكل جدي بإسرائيل.

وأضاف اعلائي: "في رأيي أن هذه القضية تشكل فرصة مهمة لإيران". فرصة لإيران لتعزيز هذه الحركة واستدامتها وبعبارة أخرى، إذا تم استبعاد الإسرائيليين من قضايا الشرق الأوسط وتوتراته في الوقت الراهن، فإن هذا الوضع سوف يصب في مصلحة إيران.

وتابع: "إذا تجاوزت المفاوضات مجرد قضايا رفع العقوبات والتخصيب، وأصبحت مجالات أخرى تخلق مصالح مشتركة بين إيران والولايات المتحدة، مثل الطاقة والصناعات والاستثمار، مواضيع للنقاش بين الجانبين، فإن إيران يمكن أن تستغل هذه الفرصة.

ووصلت المحادثات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة إلى محطتها الخامسة اليوم الجمعة 23 ایار في العاصمة الإيطالية روما  وستجري المفاوضات، التي ستتم مرة أخرى في مقر إقامة سفير سلطنة عمان لدى هذه الدولة الأوروبية، بحضور ووساطة وزير خارجية عمان.

وتأتي هذه المفاوضات في ظل تصريحات لمسؤولين أميركيين حول وقف التخصيب داخل إيران وفرض جولة جديدة من العقوبات الأميركية على طهران، وتحذير الجمهورية الإسلامية الإيرانية من العمل العسكري الصهيونيي ضد المنشآت النووية الإيرانية.

انتهی**1426

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .