وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أنه بعد غارة إسرائيلية قاتلة على مدرسة في غزة حولت إلى ملجأ هذا الأسبوع، قال المستشار الألماني "فريدريش ميرز"، إن إلحاق الضرر بالمدنيين لم يعد يمكن تبريره.
وأدلى ميرز بتعليقاته في الوقت الذي بدأ فيه الاتحاد الأوروبي مراجعة علاقاته التجارية مع "إسرائيل" بعد أكثر من عام ونصف من الحرب.
وقادت هولندا، الحليف القوي لـ"إسرائيل"، الجهود الرامية إلى قيام الاتحاد المكون من 27 دولة بمراجعة العلاقات التجارية.
ووصفت رئيسة الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي "أورسولا فون دير لاين"، وهي أيضا مدافعة شرسة عن "إسرائيل"، توسع الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بأنه مُشين.
ودعت بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى تعليق كامل للعلاقات التجارية، بينما تحاول دول أخرى النأي بنفسها عن الصور المروعة القادمة من غزة. إلا أن تحركهم الجماعي لم يتجاوز بعد مجرد التلويح بالإصبع، ويقول المسؤولون إن إصدار إجراءات عقابية سيكون أكثر صعوبة وقد يكشف عن انقسامات الاتحاد.
في حين تزايد الإحباط من الحرب على جانبي الأطلسي، إلا أن التصريحات الأوروبية الأخيرة تناقضت مع دفاع إدارة ترامب الصريح المستمر عن "إسرائيل" وهو جزء من خلاف أوسع مع واشنطن، بشأن الأمن والتجارة، دفع كلا من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى توحيد الصفوف ورسم مسارهما الخاص في بعض الأحيان.
وصرح مسؤول أوروبي بأنهم يطلعون نظراءهم الأمريكيين بانتظام على القرارات المتعلقة بـ"إسرائيل"، وأن الجانبين لم يتفقا على النهج المتبع.
تعليق المحادثات التجارية بين بريطانيا و"اسرائيل"
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إدانة الحلفاء الغربيين بأنها استعراضية، ووصف القرار البريطاني الأسبوع الماضي بتعليق محادثات اتفاقية تجارية جديدة مع "إسرائيل" بأنه مخيب للآمال للغاية. وتحدث هذا الشخص للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الخلافات بين الحلفاء.
وفشل اقتراح أوروبي لمراجعة العلاقات التجارية في وقت سابق من الحرب، لكن هذا الجهد الأخير يحظى بدعم أغلبية الدول الأعضاء.
وقال وزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل ألباريس"، الذي كانت بلاده من أشد منتقدي حرب "إسرائيل" في غزة وشاركت في قيادة اقتراح العام الماضي، إن ما تغير بالنسبة لبعض نظرائه الأوروبيين هو مستوى العنف والرأي القائل بأن "إسرائيل" تشن حربا من أجل الحرب.
كما أنفق الاتحاد الأوروبي، أكبر مانح دولي للمساعدات للفلسطينيين، مئات الملايين على المساعدات الإنسانية لغزة. لكن "إسرائيل" احتجزت شاحنات محملة بالمساعدات منذ آذار/ مارس، حيث حذرت الهيئة الرائدة عالميا في أزمات الجوع من أن غزة بأكملها معرضة لخطر المجاعة. ولم يخفف توزيع بعض الإمدادات في الأيام الأخيرة من حدة الشعور بالقلق.
وانتقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي الترتيبات التي اتخذتها "إسرائيل" لتوزيع المساعدات من خلال منظمة خاصة مرتبطة بالحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، متجاوزة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة – وهو نظام شبهه مسؤولو المساعدات بنوع من التحكم في السكان.
وقال دبلوماسيون أوروبيون، وفق التقرير، إنه لا توجد خطط لدى الاتحاد الأوروبي لتمرير مساعداته عبر هذه الآلية، التي تحولت في أيامها الأولى إلى فوضى وإطلاق نار إسرائيلي، مع عشرات الإصابات ومشاهد لفلسطينيين يائسين عالقين في خلف الأسلاك الشائكة ينتظرون الطعام.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "كايا كالاس، للصحفيين: لا يمكن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح.
في حين أن الولايات المتحدة هي الداعم العسكري الأكبر لـ"إسرائيل"، إلا أن الأوروبيين يتمتعون بنفوذ كبير كانوا مترددين في استخدامه. الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لـ"إسرائيل"، وألمانيا هي ثاني أكبر مورد للأسلحة لها.
وأكد وزير الخارجية الألماني "يوهان فادفول"، دعمه لـ"إسرائيل"، لكنه حذر من أنه لا ينبغي استغلاله وأن ألمانيا لن تجبر على التضامن. وألمح إلى التهديد بقطع إمدادات الأسلحة عن "إسرائيل" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وبحسب التقرير، فإن فرنسا تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما عارضه نتنياهو منذ فترة طويلة.
وفرضت بريطانيا الأسبوع الماضي عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وانضمت إلى فرنسا وكندا في تحذير "إسرائيل" بوقف هجومها على غزة.
في الوقت الحالي، لا يزال الاتحاد الأوروبي بعيدا عن تحقيق الإجماع اللازم لتعليق العلاقات بالكامل. ومع ذلك، قد تمرر بعض التدابير الاقتصادية، إذا حظيت بدعم كاف من الدول الأعضاء.
انتهى**3276
تعليقك