وخلال لقائه مجموعة كبيرة من رجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين الإيرانيين والفنزويليين في كاراكاس على هامش زيارته لدول امريكا اللاتينية،لفت رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني "محمد باقر قاليباف" الى ان اليوم، الحرب الاقتصادية هي الحرب الأولى للأعداء ضدنا، ورجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين هم قادة هذه الحرب، وفي هذه الأثناء، فإن واجبنا كبرلمان وحكومة هو تقديم الدعم لقادة هذه الحرب.
وبالاشارة الى ان استراتيجية ايران الثابتة والحاسمة هي تطوير العلاقات بين إيران وفنزويلا،رأى قاليباف انه يجب اخذ الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية طويلة الأمد في الاعتبار، موضحا انه من أجل تحقيق أهدافها تسعى الدول دائما إلى إقامة علاقات مع الدول التي لها مصالح واصدقاء واعداء مشتركة معها، لأنه في مثل هذه الظروف يتحرك الطرفان في نفس الاتجاه، وهذا أمر استراتيجي وعقلاني تماما.
وتابع مشيرا الى أن تطوير العلاقات يمكن أن يساعد في مواجهة التهديدات المقبلة،مبيّنا انه من المؤكد أن اتخاذ هذا الطريق له مشاكله، وأهمها المسافة بين البلدين، وخاصة في مجال النقل الذي عنصرا مهما جدا في الأعمال ، مضيفا انه يجب التركيز ايضا على منافع البلدين المشتركة والكثيرة، وخاصة في مجالات أوبك والنفط والطاقة، معتبرا ان الفرص الجغرافية المتاحة في إيران وفنزويلا توفر إمكانات فريدة للاستفادة منها.
تقديم التسهيلات للتجارة التي تعتمد على القطاع الخاص والخطة الاستراتيجية طويلة الأمد لإيران وفنزويلا
واعتبر رئيس السلطة التشريعية الايرانية ان أن التجارة بالاعتماد على القطاع الخاص والخطة الثنائية الاستراتيجية طويلة الأمد بين إيران وفنزويلا تتطلب تسهيلات،قائلا: يجب على الحكومات التدخل من اجل تلبية احتياجات القطاع الخاص.
وفي معرض تأكيده على أن إيران وفنزويلا لديهما علاقة ضرورية مبنية على العرض والطلب،اوضح قاليباف انه ينبغي للبلدين السعي إلى تطبيق قانون التجارة الحرة والمشاكل المصرفية في مسار التجارة الثنائية، وهو أمر أكثر استدامة وأكثر اقتصادا وأكثر منطقيا.
وفيما يتعلق بالواجبات السيادية للحكومة والبرلمان في هذا المجال،اوضح قاليباف ان السعي إلى تطبيق قانون التجارة الحرة يعد أحد هذه الأهداف، مضيفا انه في المناقشات مع المسؤولين الفنزويليين، تم الانتهاء من اتخاذ إجراءات في القطاع الزراعي، وتم التوصل إلى اتفاقيات جيدة في القطاع الصناعي، لافتا الى انه لم يبق إلا التوقيعات، التي وعدوا أنها ستتم في وقت قريب، وقد تم تكليف سفير ايران بمتابعتها.
كما تطرق قاليباف بحديثه الى النظام المصرفي والبنك المشترك بين إيران وفنزويلا والذي يرتبط به رجال الأعمال،قائلا:من ناحيتي سأتابع هذا العمل في إيران لتوفير الفرص اللازمة. وبطبيعة الحال، يمكن للعملات الوطنية ونظام الدفع الخاص بمجموعة البريكس أن تحل محل العملات الأخرى في التجارة بين البلدين.
يتعين علينا استغلال قدرة نظام الدفع الخاص بمجموعة البريكس
واكد على ضرورة استخدام العملات غير الدولار والعملات الوطنية في التجارة بين البلدين،موضحا: يجب علينا أيضا استخدام قدرات مجموعة البريكس ونظام الدفع الخاص بمجموعة البريكس (BRICS-Pay) وأن نصبح أكثر نشاطا في هذا المجال. البرازيل عضو في مجموعة البريكس، وهي قريبة من فنزويلا، لذا يمكن للمتداولين استخدام هذه القدرة للتداول خارج شبكة الدولار.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن أجزاء من التجارة بين البلدين يمكن أن تتم عن طريق المقايضة والمبادلة، مذكرا:يترتب علينا ايضا وضع الضمانات المصرفية اللازمة في هذا المجال، ونؤكد لرجال الأعمال الإيرانيين والفنزويليين أن قضية التجارة الحرة والنظام المصرفي في طهران سوف يتم متابعتها.
وفي بداية هذا اللقاء المتخصص والشفاف، أعرب نخبة من رجال الأعمال والناشطين من القطاع الخاص الإيراني وعدد من رجال الأعمال والمنتجين الفنزويليين عن بعض مشاكلهم ومخاوفهم فيما يتعلق بالتجارة مع فنزويلا،معربين عن اعتقادهم بأن التجارة مع فنزويلا لها فوائد عديدة لكلا البلدين، ولكن المشاكل بما في ذلك قضايا النقل والخدمات المصرفية بسبب بعض العقوبات المفروضة على البلدين خلقت عقبات أمام التجارة يمكن حلها بتسهيلات حكومية، ودعوا إلى إزالتها.
يشار الى انه وبعد لقائه مسؤولين من فنزويلا وكوبا،يشارك في المنتدى البرلماني الحادي عشر لمجموعة البريكس في العاصمة البرازيلية، رئيس مجلس الشورى الإسلامي"محمد باقر قاليباف" الذي يترأٍس الوفد البرلماني للجمهورية الإسلامية الإيرانية،ويضم الوفد عضو هيئة مجلس ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية البرازيلية "احمد نادري"، ونائبة رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية البرازيلية "مريم عبد اللهي"، و رئيس كتلة الذكاء الاصطناعي في مجلس الشورى الاسلامي "مصطفى طاهري".
يُعقد المنتدى البرلماني الحادي عشر لمجموعة البريكس في العاصمة البرازيلية بين 3 و5 حزيران /يونيو 2025 ،باستضافة مجلس الشيوخ الفيدرالي البرازيلي تحت عنوان "دور برلمانات مجموعة البريكس (BRICS) في بناء حوكمة عالمية أكثر شمولا واستدامة."
انتهى**ر.م
تعليقك