وقال أبو عزة في حوار خاص مع مراسل إرنا، اليوم الجمعة، فالشهيد قاسم سليماني أحبط المشروع الغربي برمتهإ واذا أردنا الدقة فالشهيد قاسم سليماني لم يحبط المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة، بل أحبط المشروع الغربي برمته، وما أمريكا والكيان الصهيوني إلا جزء من المشهد العام للمشروع الاستكباري.
وأضاف أن دور الشهيد سليماني واضح في مجابهة قوى الاحتلال والرجعية والتكفير في العراق وسوريا وفلسطين، فلقد كان سيف محور المقاومة الذي مزق كل المشاريع، وجعلها بين منهدم وآيل للسقوط.
وتابع: إن كان للشهيد قاسم سليماني دورا واضحا وقبل كل شيء في جهاد التبيين، ففي كل مواقفه وكلماته كان يشير دائما إلى فلسطين، وأن القدس هي البوصلة، وجميع المعارك أينما بدأت يجب أن تنتهي إلى فلسطين، وأن المنطقة كلها ستنعم بالخيرات حينما تتفكك المستوطنة الكبرى "إسرائيل".
وأوضح أن على صعيد آخر عمل على تشبيك العلاقات ما بين قوى المقاومة في فلسطين وقوى المقاومة في غرب آسيا، وسعى إلى زيادة مستويات التنسيق فيما بينها، والعمل المتوازي دائما في خدمة مشروع التحرر الفلسطيني والإسلامي.
وفي جانب آخر، وكقائد لقوة القدس في حرس الثورة، أمد المقاومة الفلسطينية بكل ما تحتاجه سواء على المستوى المالي أو التسليحي، وصولا إلى نقل الخبرات والتقنيات والأفكار التي تعزز من صمود المقاومة وتدفع مستوياتها العملية في مواجهة جيش الاحتلال كفكرة الأنفاق على سبيل المثال.
نشهد اليوم وحدة الساحات العملي بين كافة قوى المقاومة في غرب آسيا
وصرح أن للشهيد سليماني دور بارز في تشكيل محور المقاومة، وتجميع القوى المعارضة لأمريكا و"إسرائيل" في المنطقة، وكان يسعى دوما إلى توحيد جهودها ومواقفها بما يخدم فكرة العداء لقوى الاستعمار وأدواته، سواء الاحتلالية أو التكفيرية، ونجح كثيرا في ذلك، ونحن نشهد اليوم وحدة الساحات العملي بين كافة قوى المقاومة في غرب آسيا، من حرس الثورة، والمقاومة الإسلامية في العراق، وحزب الله، واليمن، وحماس، والجهاد الإسلامي.
وأضاف أنه عاش الشهيد سليماني من أجل فكرة المقاومة وغرسها في أجيال كل الأمة، وارتقى من أجل هذه الفكرة وتعزيزها. وشهادته بهذه الطريقة المشرفة والتي كان يتمناها طيلة سنوات جهاده، أعطت زخما كبيرا للشباب الذين نظروا إلى مصداقية الفكرة المعبدة بالدم.
وقال المحلل الفلسطيني إن فدائما ما تكون كلماتنا ميتة حتى إذا ما غذيت بالدماء دبت فيها الحياة. الشهيد كان مدرسة متكاملة بين القول والفعل، بين العقيدة والسلوك، بين الجهاد من الولادة إلى الشهادة. ظن الأمريكي وشريكه الإسرائيلي بأن القضاء على روح سليماني ستخفت روح المقاومة، ولكن كما قال قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد "علي الخامنئي" أن السيد قآاني يقوم بدوره وواجبه على أكم وجه في دعم المقاومة، وبوجود الخلف الصالح للشهيد سليماني فشلت فكرة إضعاف جبهة المقاومة وعلى رأسها قوة القدس.
ونوه إلى ما حصل هو العكس تماما، فقد تمسك الشباب المجاهد بفكرة المضي بمقاومتهم لجبهة الاستكبار، وعلى الصعيد الاستراتيجي خسرت واشنطن وتل أبيب وبدأت منذ شهادة الحاج قاسم تجر وراءها ذيول الخيبة في كافة مناطق غرب آسيا. نحن شعوب تحترم شهداءها وتحترم دماءهم، فلذا فإن الجريمة الأمريكية زادت من وتيرة العداء بين شعوبنا العربية والإسلامية لأمريكا و"إسرائيل".
وأضاف أن فالأمة بمجملها تنظر إليهما كدول وكيانات تمارس الإرهاب والجريمة والوحشية، ولا يمكن لها الاستمرار بالتواجد في هذه المنطقة، وأن هذا الوجود إلى زوال حتمي.
وتابع أن قضى الشهيد سليماني حياته في خدمة جميع الشعوب المستضعفة، لا ينسى الشعب الإيراني خدماته الشعبية الجليلة في ظل الحرب التي قادها دكتاتور العراق السابق "صدام حسين"، ضد الجمهورية الإسلامية، ولا ينسى الشعب العراقي والسوري دوره الرائد في الإطاحة بداعش وأخواتها، وكذلك اللبناني والفلسطيني في الوقوف إلى جانبهما في مواجهة الكيان الصهيوني.
وقال أبو عزة إن الشعوب لا تنسى قادة مقاومتها، مهما حاولت قوى الظلام والرجعية طمس الحقائق، ففي كل يوم يمضي يظهر أكثر وأكثر حجم الثقة بالدماء التي ارتقت كرمى عيون المشروع المقاوم وعلى رأسه شهيد القدس وسيد شهداء محور المقاومة الحاج قاسم سليماني.
انتهى**3276