طهران / 16 نيسان/أبريل/إرنا- قال المحلل اللبناني "معن بشور"، أحدا لا يستطيع أن ينكر أن العملية العسكرية الإيرانية قد أغرقت أجواء الكيان بالمسيرات والصواريخ لعدة ساعات، وأنها أثارت ذعرا ورعبا في قلوب أهل الكيان الغاصب.

وكتب بشور في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم: بعد ساعات على عملية "الوعد الصادق" الإيرانية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وفي تقييم أولي لنتائج هذه العملية نستطيع القول:

أولا: ان إيران قد التزمت بوعد قادتها، وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد "علي الخامنئي" بالرد على جريمة اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية في المزة في دمشق، ولقد جاءت هذه العملية التي قام بها حرس الثورة الإيراني لترد أيضا على كل محاولات التشكيك بقدرة إيران، ناهيك برغبتها بالرد على الكيان الصهيوني.

ثانيا: مهما حاولت تل أبيب ومعها واشنطن، التقليل من نتائج هذه العملية، فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن العملية العسكرية الإيرانية قد أغرقت أجواء الكيان بالمسيرات والصواريخ لعدة ساعات، وأنها أثارت ذعراً ورعباً في قلوب أهل الكيان الغاصب، وأنها نجحت في الوصول إلى اأهدافها، لا سيما تلك المتصلة بجريمة المزة في دمشق.

ثالثا: لقد أثبتت هذه العملية أن الجمهورية الإسلامية نجحت، رغم ما تعرضت له من حصار وحروب وفتن على مدى 45 عاما في بناء ترسانة عسكرية مهمة ومتطورة يدرك أعداء إيران قدرة طهران على الرد على كل مواجهة مرتقبة معهم.

رابعا: ان الرد الإيراني كان ايرانيا كاملا ولم يعتمد على أي حليف له من محور المقاومة، والذين واصلوا تصديهم للكيان كما هو حالهم منذ ملحمة طوفان الأقصى، وذلك عكس كل التحليلات التي حاولت أن تتهم طهران بأنها سترد من خلال حلفائها في المنطقة.

خامسا: كان للرد الإيراني دوره الملحوظ في رفع معنويات الجماهير العربية والإسلامية، لا سيما في فلسطين، وخصوصا في قطاع غزة التي كان أهلها يواجهون سردية تسعى للايحاء لهم أنهم يقاتلون وحدهم… ولقد تجلى هذا الدفع المعنوي بما شهدته عواصم ومدن ومخيمات من مسيرات واحتفالات.

سادسا: ان عملية الوعد الصادق قد أطلقت معادلة جديدة في الصراع بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني تقوم على أن الرد على أي اعتداء صهيوني على إيران سيأتي من داخل الجمهورية الإسلامية وليس عبر حلفاء طهران في محور المقاومة.

سابعا: ان الرد الإيراني جاء مدروسا وحكيما ومدركا لمجمل الوضع الإقليمي والدولي وتعقيداته، فلا هو إمتنع عن رد ضروري، ولا هو بالغ في الرد بما يخرج الأوضاع عن السيطرة.

ثامنا: لقد أعطى الرد الإيراني انموذجا ليحتذى به الواقع الرسمي العربي والإسلامي بإمكانية المواجهة العسكرية لهذا الكيان، وإمكانية الإنتصار عليه لو تضافرت القوى وتكاملت الجهود وتوحدت الكلمة والموقف وتحررت الإرادة من الاملاءات الأميركية والأطلسية.

تاسعا: لقد كشفت ردود الفعل الغريية عموما، والأميركية خصوصا، عمق العلاقة بين الغرب الأطلسي والكيان الصهيوني والذي يتجه لعقد تحالف دولي لحماية الكيان، كما كان عبر  تحالفات سابقة ضد العرلق وسورية وليبيا واليمن، بما يؤكد أن أمتنا العربية والإسلامية هي أمة واحدة في طموحاتها كما في أعدائها.

عاشرا: لقد أتت عملية الوعد الصادق الإيرانية التاريخية استكمالا لعملية طوفان الأقصى التاريخية وينبغي استثمار إيجابياتها لصالح وقف حرب الإبادة الجماعية على الأهل في غزة وعموم فلسطين، ولتحرير القدس والأقصى وسائر المقدسات في أرضنا المحتلة وكان لمرور الصواريخ والمسيرات الإيرانية فوق القدس المحتلة دلالة رمزية ومعنوية كبيرة.

انتهى*3276