طهران/ 14 آب/ أغسطس/إرنا- أعلنت صحيفة "هآرتس" العبرية أن جيش الاحتلال الصهيوني يستخدم الفلسطينيين، بينهم أطفال ومسنون، دروعا بشرية في عمليات عسكرية بشكل منهجي لتمشيط الأنفاق والمباني في قطاع غزة.

وعبر سلسلة شهادات من جنود وقادة ممن خدموا في الجيش الصهيوني، كشفت الصحيفة أن الجيش يقوم بنقل شبان من غزة غير المشتبهين بكونهم مسلحين إلى وحدات مختلفة تابعة له؛ حيث يقوم باحتجازهم كمعتقلين، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل في القطاع.

وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة العبرية، عن الأشخاص الذين تستخدمهم قوات الاحتلال كدروع بشرية في غزة، في البداية، من الصعب التعرف عليهم. هم عادة في العشرينات من العمر، محاطون دائما بجنود برتب مختلفة، ويرتدون في الغالب زي الجيش الصهيوني.ولكن عند التركيز على تفاصيلهم، يلاحظ أنهم لا يرتدون أحذية عسكرية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تعكس الخوف.

ووفقا للصحيفة، فإن جنود وضباط الجيش الإسرائيلي يطلقون على هؤلاء الفلسطينيين تسمية "شاويشيم" (جمع لكلمة شاويش)، وقالت: يتم تجنيدهم دون أن يكون لهم أي حق في الاختيار في وحدات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بهدف وحيد: أن يكونوا دروعا بشرية للجنود في عملياتهم.

ونقلت الصحيفة عن جنود قولهم: قالوا إن حياتنا أهم من حياتهم، وأنه في النهاية، من الأفضل أن يبقى جنودنا أحياء، وأن يتفجروا هم بالعبوات الناسفة.

وبحسب الشهادات التي حصلت عليها "هآرتس"، فإن هذه الممارسات تحدث في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، بعلم كبار الضباط، وصولا إلى مكتب رئيس الأركان.

وأضافت يتكرر هذا السيناريو مرارا وتكرارا: يقوم الجنود بتحديد المواطنين الغزيين المناسبين لهذه المهام، ويتم إحضارهم إلى الوحدات والكتائب العاملة في القطاع؛ ونقلت الصحيفة عن جندي يشارك في عملية اختيار الدروع البشرية من الفلسطينيين، قوله "نشعر بنوع من الفخر في ما نفعله.

وقال أحد المصادر إن "القيادات العليا تعلم بذلك"، ومع ذلك، لم تمنع هذه المعرفة الجيش من ادعاء البراءة عندما نشر توثيق قبل نحو شهرين على قناة الجزيرة، يظهر جنود الجيش الصهيوني وهم يلبسون معتقلين فلسطينيين ويربطون لهم كاميرات، ويرسلونهم إلى منازل مدمرة ومداخل الأنفاق، وكل ذلك بأيدي مكبلة بالأصفاد.

ونقلت الصحيفة عن جندي من لواء نظامي شارك في استخدام الغزيين كدروع بشرية، أنه في الجيش الإسرائيلي يعرفون أنه ليس حدثا منفردا من قائد سرية شاب وغبي يقرر التصرف بمفرده.

وأظهرت المحادثات التي أجرتها صحيفة "هآرتس" مع جنود وقادة في الجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين الذين يشتخدمون كدروع بشرية غالبا ما يكونون رجالا كبار السن.

ومع ذلك، هناك شهادات تشير إلى استخدام مراهقين أو مسنين في بعض الحالات (في بعض الأحيان كان يتم إجبار المسنين على دخول المنازل، وفقا لما رواه جندي في إحدى القوات).

وكانت الجزيرة قد حصلت في نهاية يونيو/حزيران الماضي على صور حصرية تظهر استخدام الجيش الإسرائيلي أسرى فلسطينيين دروعا بشرية أثناء القتال في غزة.

وأظهرت الصور إجبار أسير على دخول نفق بعد ربطه بحبل وتثبيت كاميرا على جسده، بالإضافة إلى إجبار أسرى على ارتداء ملابس عسكرية أثناء استخدامهم دروعا بشرية.

كما أظهرت استخدام أسير جريح درعا بشريا وإجباره على دخول منازل مدمرة في غزة، حيث تظهر جثث شهداء ملقاة على الأرض في مدخل المنزل.

وفي حالة سابقة وثقتها الجزيرة، أظهرت الصور استخدام الجيش الإسرائيلي أحد الأسرى درعا بشريا في أحد شوارع حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وفي الضفة الغربية، أظهرت مقاطع فيديو في يونيو/حزيران الماضي ربط أسير جريح على مقدمة آلية عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام مدينة جنين، ليكون درعا لجنود الاحتلال من رصاص المقاومين.

وفي السياق، أشارت الصحيفة، أن استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية لم يولد في الحرب الحالية.

ففي عملية "الدرع الواقي" (التي شنها جيش الاحتلال على الصفة الغربية المحتلة خلال أحداث الانتفاضة الثانية وتخجيجا في آذار/ مارس) عام 2002، كانت هذه ممارسة شائعة في الجيش، عرفت بشكل أساسي باسم إجراء الجار الذي يتمثل باستخدام الجنود للسكان المدنيين في الضفة الغربية لتمشيط المنازل خشية أن تكون ملغومة، أو دخول الفلسطينيين إلى المنازل قبل قوات الجيش للبحث عن مطلوبين.

انتهى**3276