استشهدت الصحفية الفلسطینية ومراسلة قناة "الجزيرة"، "شيرين أبو عاقلة" بعد إصابتها برصاص الجيش الصهیوني أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية. وكانت مراسلة الجزيرة ترتدي سترة الصحافة أثناء استهدافها من قبل جيش الاحتلال، حيث أصيبت برصاصة مباشرة بالرأس.
وشن الجيش الإسرائيلي، هجومًا عنيفًا على موكب تشييع جثمان الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير، مستخدما قنابل صوتية.
وانعكست شهادة هذه الصحفية على نطاق واسع في الدوائر السياسية والإعلامية في العالم وأدانت الامم المتحدة،، مقتل الصحفية الفلسطینية برصاص الجیش الإسرائيلي في مخیم جنین داعية إلى تحقيق عاجل عن هذه الجريمة.
وكان الاتحاد الأوروبي أدان مقتل أبو عاقلة وطالبت بمعاقبة المسؤولين عن مقتلها.من جانبها طالبت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة بـ"تحقيق دولي مستقل" في "اغتيال" أبو عاقلة.
کما دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "سعيد خطيب زادة" الجريمة وقدم بالمناسبة، العزاء الى اسرة الفقيدة وقناة الجزيرة و"المراسلين الذين يؤمنون بمبادئ فلسطين والقدس الشريف".
واعتبر المتحدث باسم الخارجية، ان هذه الخطوة الاجرامية التي اقدم عليها الكيان الصهيوني، مثالا واضحا على عدم احترام هذا الكيان لدور الصحافة والاعلام والمراسلين في سياق تنوير الراي العام؛ وذلك خلافا لما تروج له المنظومة الاعلامية الصهيونية المزيفة ووسائل الاعلام المنضوية تحتها والتي تعمد الى الحؤول دون نشر الحقائق والاخبار الصحيحة حتى لو كلف ذلك قتل الصحافيين.
هجوم الصهاينة على موكب تشييع شيرين أبو عاقلة
شارك آلاف الفلسطينيين في تشييع الصحافية الفلسطينية في قناة الجزيرة التي دخلت بيوت وقلوب الفلسطينيين والعرب.
عند إخراج النعش من المستشفى الفرنسي في القدس الشرقية، اقتحمت الشرطة باحة المستشفى وحاولت تفريق حشد كان يرفع أعلاما فلسطينية.
وكاد نعش الصحافية يسقط أرضا عندما انهال عناصر الشرطة على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة، وفق مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية المحلية.
یؤشر اغتیال شيرين ابوعاقلة والهجوم على موكب تشييعها علی طبيعة عنصرية للکیان وعنفوه الدموي ضد الفلسطينيين.
قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها يوم الأربعاء 11 مايو/ أيار "إن السلطات الإسرائيلية يجب أن تضع حداً لعمليات القتل غير المشروع، والإصابات المتعمدة، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة والاضطهاد، والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، ومن بينهم العديد من الأطفال واضافت أن الانتهاك المنتظم لحقوق الفلسطينيين من قبل الکیان الصهيوني هو جزء من سیاسات الکیان الذي يقوم على القهر و الظلم ، ولا شك في أن شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص قناص إسرائيلي.
من جانبها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها "مفجع ومؤلم قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وهي تغطي اقتحام القوات الإسرائيلية لجنين، حكت في مسيرتها قصص الفلسطينيين تحت الفصل العنصري".
منذ اللحظات الأولى لانتشار الأنباء عن استشهاد شيرين أبو عاقلة، تبنت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية الروايات الإسرائيلية الرسمية بأن مسلحا فلسطينيا قتل شيرين وأصاب زميلها علي السمودي. هذه الرواية لم تصمد أمام الشهادات والأدلة ومقاطع الفيديو التي تعزز كل يوم مسؤولية الاحتلال المباشرة والمتعمدة في استهداف مجموعة الصحفيين.
الجيش الصهیوني يرفض فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة
وقال المتحدث باسم الجيش الصهیوني أفيخاي أدرعي إنه لا مجال في الوقت الحالي لفتح تحقيق بشأن ظروف قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في حين دانت الخارجية الفلسطينية هذا الموقف وعدّته جريمة جديدة تُرتكب بحق الصحفية الراحلة.
وأضاف أدرعي أن قرارا نهائيا سوف يتخذ بعد انتهاء التحقيق العملياتي والنظر في كل المعلومات ذات الصلة.
وفي رد على مراسل الجزيرة في القدس بشأن ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بهذا الخصوص، أكد أدرعي أن القرار بعدم فتح التحقيق اتخذ وفق سياسة التحقيقات التي تم التصديق عليها بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي تنص على عدم فتح تحقيق جنائي فوري في عمليات الجيش الصهیوني في الضفة الغربية.
تجاهل الدول الغربية لجرائم الكيان الصهيوني
وقفت الولايات المتحدة، ودول غربية عدة مناصرة لتل أبيب بشكل من الاشكال على مدى 74 عاما هى عمر النكبة التى يعيشها الفلسطينيون منذ لحظة إعلان دولة إسرائيل فى 14 مايو 1948 وحتى الآن، وطوال تلك السنوات حظى الكيان الصهيونى بغطاء سياسى ودبلوماسى ودعم عسكرى أمريكى وأوروبى غير محدود ليمعن في ارتكاب آلاف الجرائم بحق الفلسطينين من قتل وتهجير واغتيالات لرموز وطنية فى الداخل والخارج.
وتدفقت مئات المليارات من الدولارات، وعشرات آلاف القطع العسكرية الأمريكية والأوربية كمساعدات، لحماية كيان غاصب، يحتل أرض شعب يقاوم بما لديه من إمكانيات محدودة دفاعا عن حقه فى الحياة ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية فى القدس المحتلة التى تسعى إسرائيل إلى حرمان هذا الشعب منها تارة بالتهجير، وأخرى باقتحام غلاة المستوطنين للحرم القدسى الشريف، أو بمنع المسيحيين من الوصول لكنيسة القيامة.
ومع كل جريمة يرتكبها الصهاينة يكتفى بعض الساسة الغربيين ببيانات شجب أو إدانة ليست لها اي تاثير في ردع الكيان المحتل و وضع حد لارتكاب جرائمه بينما تسارع الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى لحماية ربيبتها من أي إدانة أو عقوبة رغم ارتكابها الجرائم على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وأحدث الجرائم الإسرائيلية هو اغتيال الصحفية الفلسطينية البارزة شيرين أبو عاقلة، التى قتلتها رصاصة الغدر الصهيونية بدم بارد فى مشهد موثق بالصورة وشهود العيان، قبل أن تتحرك آلة الشجب والإدانة فى عدة عواصم شرقية وغربية، وتسيل أنهار من دموع التماسيح على الشهيدة الفلسطينية، حيث طالب الجميع «بتحقيق فورى ونزية وشفاف»، لكن هل سنرى مثل هذا التحقيق النزية والشفاف حقا؟
المساعدات العسكرية الأميركية للکیان
منذ استشهاد شيرين أبو عاقلة، لم تولي ادارة بايدن اهتماما لرواية الجانب الفلسطيني عن جريمة القتل هذه وفضلت الرواية التي نقلها الجانب الصهيوني.
وفي عام 2020، منحت الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل قدرها 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد وضعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وغالبية هذه المساعدات تُخصص لأغراض عسكرية.
ويأتي هذا الدعم كجزء من اتفاق وقعه أوباما عام 2016، يمنح الکیان حزمة مساعدات قيمتها 38 مليار دولار خلال عقد كامل (-2017 -2028).
وهذه التبرعات تلعب دورا هاما في تورط الولايات المتحدة في الأعمال الوحشیة التی يرتكبها الكيان الصهيوني.
وهناك قانون ليهي، المسجل باسم السناتور الديمقراطي باتريك ليهي، والذي ينص على منع الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات عسكرية لوحدات قوات الأمن الأجنبية التي تنتهك حقوق الإنسان والإفلات من العقاب، لكن في مواجهة الجرائم الصهيونية،لم يتم الامتثال للقانون حتى الآن.
ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الیوم أي إجراء جاد تجاه جريمة اغتيال أبو عاقلة وإطلاق النار على صحفيين آخرين.
دعم بایدن للکیان الصهيوني
تطرقت قناة الجزيرة في تقریر عن رد فعل واشنطن المنحاز للکیان الصهيوني قال ان ادارة جو بايدن دعت إلى ""تحقيق مشترك لكشف الغموض الذي يكتنف هذا الحادث". منذ اللحظات الأولى لاستشهاد ابوعاقلة متجاهلة رواية الجانب الفلسطيني عن الجريمة وفضلت الرواية التي قدمتها تل أبيب.
ویری بعض المحللين الأمريكيين أن استمرار دعم بايدن لتل أبيب ، ووالتزام الصمت ازاء السلوك العنيف والاجرامي لمجموعات المستوطنين المتطرفين في اقتحام باحات الأقصى قبل اغتيال شيرين أبو عاقلة ء یشكل غطاء لزیادة جرائم الصهاینة .
وطالما دعمت الرئيس الأمريكي الکیان الصهیوني، في صراعهم مع الفلسطينيين والعرب لأكثر من نصف قرن من نشاطه السياسي.
وشدد بایدن دعمه الثابت على الکیان وتمسكه الراسخ بضمان أمنه منذ زيارته الأولى للأراضي المحتلة عام 1973 وبذل قصاری جهده خلال توليه مسئولية في مجلس الشيوخ في ضمان امن الكيان.
وكان المدافع الرئيسي عن توفير التقنيات العسكرية المتقدمة لإسرائيل ، مثل نظام القبة الحديدية خلال رئاسة باراك أوباما ، الذي كان نائبه لمدة 8 سنوات وصرح بايدن منذ توليه منصبه في يناير 2021 کالرئیس الامریکي أنه لن يتراجع عن قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
كواليس مشهد استشهاد شيرين أبو عاقلة
الصحفية الفلسطينية شذا حنايشة، كانت شاهدة على لحظة استشهاد زميلتها الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات جيش الاحتلال،
وقالت شذى خلال مقابلة من جنين مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، مساء الأربعاء، إن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر الصحفيين الموجودين في المكان، وأطلقت النار عليهم بشكل متعمد.
وتحدثت شذى عن اللحظات الأولى لإصابة شيرين أمام أعينها وقالت “كنت أحاول الوصول لشيرين وأمد يدي لها، وكلما اقترب منها كانت قوات الاحتلال تطلق النار علينا، واستمر إطلاق النار على الشجرة التي كنت احتمي وراءها”.
وأضافت أنها صرخت تستغيث وتطلب ممن حولها أن يتصلوا بخدمة الإسعاف، وعندما حاول أحد الشباب الاقتراب منهم أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، فطلبت شذى منه الابتعاد لخطورة الموقف.
وتابعت “شيرين وقعت على وجهها بعد إصابتها بالرصاص، وحاولت الاقتراب منها إلا أن إطلاق النار المستمر من قوات الاحتلال اضطرني للتراجع”، ووصفت شذى ذلك الموقف بأنه أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتها.
وقالت إن قوات الاحتلال كان يمكنها أن تطلق فقط طلقات تحذيرية لأنهم كانوا أمامه مباشرة، ولكن القوات انتظرت وصولهم (شيرين وشذى) إلى مكان يصعب الرجوع منه لأن جدارًا كان خلفهم، وأطلق النار عليهم، مؤكدة أن الاحتلال تعمد اغتيال الزميلة شيرين.
وشددت على أن المكان الذي كانت تقف فيه مع شيرين لم يكن يشهد أي مواجهات أو إطلاق نار بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، مؤكدة أن المكان الذي أُطلق منه الرصاص عليهم جاء من جهة المركبات التي كان يستقلها جيش الاحتلال.
وقال الزميل الصحفي علي السمودي إن الاحتلال تعمد إصابة الفريق الصحفي رغم خلو المكان من أي محتجين أو متظاهرين.
يوثق مقطع الفيديو الذي التقطه مصور الجزيرة مجدي بنورة،لحظة مقتل شيرين أبو عاقلة، على أثر إصابتها برصاصة في الرأس في حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح الحادي عشر من مايو / أيار، حين كانت تقف برفقة مجموعة من الصحفيين بالقرب من مدخل مخيم جنين للاجئين، حيث أتوا إلى هناك ليغطوا مداهمة القوات الإسرائيلية للمخيم. رغم أن اللقطة لا تظهر فيها شيرين وهي تتعرض للإصابة بالطلق الناري، إلا أن شهود عيان أخبروا السي إن إن بأنهم يعتقدون بأن القوات الإسرائيلية المتواجدة في نفس الشارع أطلقت الرصاص على الصحفيين في هجوم استهدفهم بشكل متعمد. كان جميع الصحفيين يرتدون السترات الواقية الزرقاء التي تميزهم باعتبارهم صحفيين يعملون لصالح وسائل الإعلام.
في معرض وصفها لتعاملهم الحذر مع موكب الجيش الإسرائيلي قبل أن يبدأ إطلاق النار، قالت حنايشة في تصريح لـ سي إن إن: "وقفنا أمام عربات الجيش الإسرائيلي لما يتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق قبل أن نتحرك حتى نتأكد من أنهم شاهدونا. وهذه هي عادتنا كصحفيين، نتحرك كمجموعة ونقف أمامهم حتى يعرفوا أننا صحفيون، ثم بعد ذلك نبدأ بالتحرك."
وعندما أطلقت النار على شيرين أبو عاقلة وأصيبت، قالت حنايشة إنها صدمت، ولم تدرك ما الذي كان يحدث. بعد أن سقطت شيرين أبو عاقلة على الأرض ظنت حنايشة أنها لربما تعثرت. ولكن عندما نظرت إلى المراسلة التي طالما اعتبرتها نبراساً لها منذ طفولتها، كان واضحاً أنها توقفت عن التنفس، وقد شكل الدم بركة تحت رأسها.
وقالت: "بمجرد أن سقطت شيرين على الأرض، بكل أمانة لم أكن أستوعب أنها أصيبت بطلق ناري... كنت أسمع صوت الرصاص، ولكنني لم أكن أدرك أنها كانت توجه ضدنا. بكل أمانة، لم أكن أفهم ما الذي يجري طوال ذلك الوقت ولم أكن أظن أنهم كانوا يحاولون قتلنا.
انتهی**3280
تعليقك