امير عبد اللهيان: حماس متجذرة في الشعب الفلسطيني/ "اسرائيل" تسعى للتهجير القسري لسكان غزة الى مصر

طهران /12 كانون الاول/ديسمبر/ إرنا - صرح وزير الخارجية الإيرانية "حسين امير عبد اللهيان" بأن الكيان الإسرائيلي يسعى الى التهجير القسري لسكان غزة الى مصر وسكان الضفة الغربية الى الأردن، مضيفا بأنه لو استمر هذا الكيان وامريكا في حربهما على غزة حتى لو لمدة 10 سنوات اضافية لن يستطيعوا ان يدمروا حماس لأنها متجذرة في واقع الشعب الفلسطيني.

وفي لقاء خاص أجري معه عبر تقنية الاتصال المرئي ضمن فعاليات "منتدى الدوحة 2023" امس الاثنين،وصف امير عبد اللهيان عملية طوفان الاقصى بانها بركان الغضب المتراكم للشعب الفلسطيني تجاه جرائم الكيان الصهيوني المستمرة منذ اكثر من 7 عقود من الزمن، مشيرا الى ان ايران لم تكن على علم مسبق بهذه العملية الا انها تعتبر حماس حركة تحريرية فلسطينية ومن حقها استرجاع حقوق شعبها من المحتل.

مجموعات المقاومة وعلاقتها بإيران

وعن مجموعات المقاومة في المنطقة وعلاقتها بإيران ، افاد عبد اللهيان بأن ايران ليس لديها مجموعات تمثيلية في المنطقة وبأن هذه المجموعات مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها وفق مصالحها الوطنية والقومية، واشار الى ان ايران حذرت مرارا وتكرارا من ان اذا استمر الكيان الصهيوني بإجرامه فإن رقعة الحرب ستتوسع وهذا ما نشهده حاليا على الساحة اللبنانية واليمنية، مضيفا بأن ايران تدعم أي إجراء يساعد على إنهاء الاحتلال على أساس القانون الدولي.

واما عن نوع المساعدة التي تقدمها ايران لمجموعات المقاومة ، صرح وزير الخارجية الايرانية بأن ايران في الماضي قدمت ​​كافة أنواع الدعم لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي على أساس القانون الدولي في التعامل مع ظاهرة الاحتلال، أما في قضية اليوم فإن هذه المجموعات هي من تنتج اسلحتها وايضا يمكنها الحصول عليها من سوق الاسلحة السوداء.

الحل المناسب للقضية الفلسطينية

وعن الحل المناسب للقضية الفلسطينية ، لفت امير عبد اللهيان الى ان حل هذه القضية بالنسبة لإيران هو حلا سياسيا ديمقراطيا عبر إجراء استفتاء عام ديمقراطي لجميع الفلسطينيين يشمل السكان الأصليين لفلسطين بمن فيهم المسيحيين واليهود والمسلمين، مضيفا بأن هذا الحل تم تسجيله كفكرة تقدمية في الامم المتحدة.

زيادة حدة الحرب وتوسع رقعتها

وردا على سؤال حول زيادة حدة التوتر في المنطقة،اعتبر امير عبد اللهيان انه ووفقا للقانون الدولي، إذا أراد الكيان الإسرائيلي اتخاذ تدابير ردا على عملية طوفان الاقصى، فعليه أن يراعي مبدأ الفصل في القانون الدولي، أي فصل العسكريين عن المدنيين الا ان هذا الكيان قتل 18 الف مواطن فلسطيني مقابل الف و 200 شخص قتلوا في عملية الـ7 اكتوبر.

وفي هذا السياق ،صرح وزير الخارجية الايراني بأنه اذا استمر هذا الاجرام على هذا المنوال ، وإذا استمر الدعم الامريكي للكيان الاسرائيلي فإن الوضع سينفجر وستخرج الامور عن سيطرة الجميع لافتا الى ان هذا الامر بدأ يظهر جليا في رد مجموعات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا التي لن تقف مكتوفة الايدي امام الابادة الجماعية التي يتعرض لها اخوانهم في غزة.

الدعم الامريكي للصهاينة فضيحة سياسية للبيت الابيض

وعن الدعم الامريكي للكيان الاسرائيلي، اعتبر امير عبد اللهيان بأنه يعد فضيحة سياسية للبيت الأبيض وهو أمر واضح في الأفق حين استخدمت امريكا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار وقف الحرب و قتل المدنيين. وتابع انه على الأقل كان ينبغي على أميركا أن تقول انها سوف تصوت لصالح القرار الذي يقضي بوقف قتل المدنيين، ولكن من الممكن أن يتقاتل الجيش وحماس لسنوات طويلة.

واستطرد وزير الخارجية الايراني في هذا السياق ، موضحا بان هذا ما اخبره به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قوله : "نحن مستعدون للقتال مع الكيان الإسرائيلي لسنوات، ولكن دعونا نفصل بين النساء والأطفال والمدنيين".

واردف امير عبد اللهيان بأن ايران حذرت امريكا مرارا وتكرارا من ارسالها الاسلحة للكيان الاسرائيلي لأنها تعد شريكة في قتل الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء موضحا بأنه لو استمر هذا الكيان وامريكا في حربهما على غزة حتى لو لمدة 10 سنوات لن يستطيعوا ان يدمروا حماس لأنها متجذرة في واقع الشعب الفلسطيني.

الرسائل الامريكية الموجهة لإيران

وعن الرسائل الامريكية التي تتدعي فيها امريكا بأن مجموعات المقاومة في المنطقة هي مجموعات تمثيلية لإيران،افاد امير عبد اللهيان بأن ايران صرحت مرارا وبوضوح انها لا تريد توسيع رقعة الحرب وانه  ليس لديها مجموعات تمثيلية في المنطقة وعلى العكس من ذلك فإن الكيان الاسرائيلي هو وكيل امريكا في المنطقة، وامريكا هي من تدعمه وتواصل الحرب وقتل الابرياء.

 وتابع مؤكدا على ان ايران لا تعترف بالكيان الاسرائيلي كدولة لأنه ظاهرة احتلالية يواصل احتلاله للاراضي الفلسطينية منذ اكثر من 7 عقود من الزمن.وعليه ،فانه يجب وقف الحرب واللجوء الى المفاوضات لإطلاق سراح الاسرى على الطريقة التي قام بها الاصدقاء القطريين مسبقا والتي توصلت الى الاتفاق على الهدنة.

السياسة الايرانية الخارجية

وحول السياسة الخارجية المتبعة من قبل ايران ، اوضح أمير عبداللهيان بأن سياسة ايران تجاه دول الجوار تقوم على التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، مضيفا  بأن المحادثات بين طهران والرياض وتعاوننا مع دول مثل مصر تهدف الى تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة.

تطبيع علاقات بعض دول المنطقة مع الكيان الاسرائيلي

وردا على سؤال عن تطبيع بعض دول المنطقة لعلاقاتها مع اسرائيل وموقف ايران من ذلك، اكد وزير الخارجية الايرانية على أن نفس الدول التي حاولت تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي في عهد ترامب لم تستفد من هذه العلاقة، لكن أمنها تأثر بنشاط الأجهزة الأمنية لهذا الكيان الذي يعد إحدى الجهات التي تعمل ضد أمن المنطقة.

واضاف بأن ايران قدمت ​​وثائق لبعض هذه الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي حتى يعلموا أن ما يسمى بإسرايئل ليست صديقة لهم بل إنها عدوهم. لافتا الى ان ايران لا ترى بأن الحل هو في تطبيع العلاقات.

تطبيع  العلاقات وخطة الحل للقضية الفلسطينية بإنشاء دولتين

وفي هذا الاطار اشار امير عبد اللهيان الى ان الكيان الإسرائيلي لا يؤمن بهذا الحل الذي يقضي بإنشاء دولتين بل يؤمن أن هناك حكومة فلسطينية وايضا دولة واحدة فقط في كامل الأراضي الفلسطينية التاريخية  بما تسمى "إسرائيل"، وبالمقابل الموقف الايراني واضح  ولا يعترف بهذا الكيان انما يعترف بدولة فلسطينية بوجود اليهود والمسيحيين والمسلمين على كامل الأراضي الفلسطينية التاريخية وعاصمتها القدس.

واضاف انه رأينا انه منذ عهد ترامب، وحتى في العامين الأخيرين للرئيس بايدن، أنه تم تجاهل حتى حكومتين في الممارسة العملية.

قضية وفاة مهسا اميني، وحفظ الحريات في ايران

وعن قضية وفاة الفتاة مهسا اميني العام الماضي ، صرح امير عبد اللهيان بوضوح بأن الوفاة المأساوية للسيدة مهسا أميني اثرت على الجميع ، حتى ان سلطات الكيان الإسرائيلي وسلطات الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية حاولت تحويل وفاة مهسا أميني الى انفجار وفوضى في إيران تماشيا مع الدفاع عن حقوق المرأة.

لكن هذه الدول نفسها ليس فقط التزمت هذا العام الصمت ولم تتخذ أي إجراء في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمام الابادة الجماعية التي راح ضحيتها اكثر من 18 الف مدني وطفل وامرأة في غزة، بل ايضا تدعم ذلك ايضا.

وردا على سؤال حول المسجونين الايرانيين في سجن ايفين واطلاق سراحهم ،صرح امير عبد اللهيان بأنه لا ينبغي لحقوق الانسان ان تصبح اداة سياسية مشيرا في كلامه الى سجون الاحتلال الإسرائيلي التي يقبع فيها أكثر من9 آلاف و800 امرأة وطفل ومدني فلسطيني، مضيفا انه استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني منذ الـ7 من أكتوبر. فكيف سيتم احترام حقوق الإنسان في هذه الحالات؟ أليس هؤلاء بشر أم أنهم مواطنون من الدرجة المتدنية؟

وتابع مؤكدا على ان الأشخاص الذين عملوا ضد الأمن القومي للبلاد داخل إيران سيتم محاكمتهم ضمن محكمة عادلة.

انتهى**ر.م

تعليقك

You are replying to: .