مسؤول تجاري روسي: اكمال "ممر الشمال ـ الجنوب" أمر حيوي لطهران وموسكو

موسكو/ 6 كانون الاول / ديسمبر /ارنا- اكد رئيس المجلس التجاري الروسي الايراني "فلاديمير اوبيدنوف" ان اكمال "ممر الشمال ـ الجنوب" للنقل الدولي أمر حيوي بالنسبة لطهران وموسكو، واصفا الممر بانه العمود الفقري لهيكلية العلاقات بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران.

وفي مقابلة خاصة مع مراسل وكالة أنباء "إرنا" في موسكو اليوم الاثنين، شدد أوبيدنوف على الأهمية الحيوية لممر الشمال -الجنوب، مضيفا: ان هذا الممر سيختصر مسافة وتكاليف نقل السلع والبضائع من دول جنوب وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر إيران وروسيا وبالتالي هذه الدول تولي اهمية كبيرة له.

واعتبر أوبيدنوف ان "ممر الشمال- الجنوب" سيشكل العمود الفقري لهيكلية العلاقات بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران.

وقال المسؤول الروسي إن عضوية إيران الكاملة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ستسمح بزيادة التجارة بين الدول الأعضاء وإيران لعدم وجود قيود جمركية على نقل البضائع ولن يضطر التجار الإيرانيون والروس إلى تنفيذ العملية المكلفة والطويلة لإعداد الوثائق الجمركية في البلدين.

وأضاف أن تطوير علاقات إيران مع منظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيسهم بشكل أساسي في تطوير "ممر الشمال-الجنوب" وإنشاء مراكز زراعية مشتركة في ايران وروسيا.

لكنه اشار الى ان "مسار عضوية ايران الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون سيستغرق وقتًا طويلاً"، ويجب على الإيرانيين في الوقت نفسه تطوير الخطط الحالية التي ستفتح فرصا جديدة لها لتطوير العلاقات مع منظمة شنغهاي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

و"ممر الشمال – الجنوب" مشروع نقل دولي عملاق، طُرح خلال قمة الاتحاد الأوروبي في هلسنكي سنة 1992 كالممر التاسع من ضمن عشرة ممرات، ثم وقعت الدول الثلاث، إيران والهند وروسيا، عام 2000 على الوثيقة الأولى لإنشائه في سان بطرسبورغ الروسية. وعام 2016، التحقت دول أخرى بالمشروع، هي: سلطنة عمان، وتركيا، كازاخستان، أرمينيا، قرغيزستان، طاجيكستان، بيلاروسيا، أوكرانيا، سوريا، وبلغاريا، إلى جانب الدول المؤسسة الثلاث.

ويتكون "ممر الشمال – الجنوب" من شبكة خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية يبلغ طولها 7200 كيلومتر، ويبدأ من بومباي بالهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة بحر عمان مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم يتوجه إلى سان بطرسبورغ الروسية، ومنها إلى شمال أوروبا وصولا إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي.

أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا

ويعتبر هذا المشروع أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا، وبذلك ينافس قناة السويس، حيث تتقلص تكاليف النقل عبره بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طنًا، هذا فضلا عن أن ذلك يستغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يومًا عبر طريق قناة السويس، حسب البيانات الإيرانية.

وتقع إيران في قلب هذا الممر، ويمكّنها هذا المشروع في حال تدشينه من التحكم في حلقة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا، وعليه توليه طهران أهمية كبيرة، علما أن أربعة ممرات دولية تتقاطع في إيران، هي ممر "الشمال – الجنوب"، والشرق – الغرب، وجنوب آسيا، وممر النقل تراسيكا (أوروبا – القوقاز وآسيا).

ويفترض أن يُنقل عبر ممر "الشمال- الجنوب" في مراحله الأولى 6 ملايين طن من السلع سنويا، إلى أن يرتفع إلى 15 طنا حتى 20 مليونا بعد اكتمال المشروع بالكامل.

ويتفرع الممر بعد وصوله إلى داخل إيران إلى الفرعين الغربي والشرقي، يصلان جنوب إيران وبحر عمان بشرقها وشمالها على بحر قزوين، فضلا عن أن شبكة كبيرة من الخطوط الحديدية والبرية الداخلية من المقرر أن تربط تقريبا جميع الحدود والمحافظات الإيرانية بشبكة مواصلات على طريق ممر الشمال الجنوب داخل إيران، ما يعني أن هذه الشبكة الداخلية الإيرانية تشكل حلقة وصل بين الدول الـ15 الجارة لإيران على حدودها الأربعة، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

انتهى** 1049

تعليقك

You are replying to: .