واقیمت مفاوضات رفع الحظر امس الجمعة في فيينا باجتماع كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي "انريكي مورا"، وبمشارکة ممثلي الدول الاوروبية الثلاث.
وقررت الاطراف المشاركة في مفاوضات فيينا حول إلغاء الحظر عن ايران تعليق المفاوضات ابتداءً من اليوم ولعدة ايام. وكان قد عقد رئيس فريق المفاوضين الايرانيين، اجتماعا ثنائيا قبل یومین مع ممثل روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي إنريكي مورا.
وكان المفاوضون في الأيام الاخيرة منشغلين في صياغة مسودة الاتفاق والبت في بعض القضايا الخلافية، وان الغالبية العظمى من الوفود أقرت بأن المفاوضات تمضي قدما، على الرغم من وجود تعقيد في بعض القضايا.
وتعقيبا على تعليق مفاوضات فيينا لعدة ايام قال ممثل الاتحاد الأوروبي انريكي مورا، ان المفاوضات وصلت الى مرحلة اتخاذ القرارات السياسية.
وفي تغريدة على تويتر نشرها مساء امس الجمعة، قال ان الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا، والتي بدأت في 27 ديسمبر، كانت واحدة من أطول جولات المحادثات حتى الآن، وتعليقها خلال الايام القادمة عبارة عن فترة استراحة.
وأضاف مورا ان المشاركين سيعودون إلى بلدانهم للتشاور وتلقي التعليمات، مؤكدا أننا الان بحاجة الى قرارات سياسية . وفي الوقت نفسه، قال مفاوضو الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك، إن مفاوضات فيينا "في طريقها إلى المرحلة النهائية" وتتطلب قرارات سياسية حيث أشار الممثلون عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى أن يناير كان "أشد فترة حوار" حتى الآن، وقالوا: "الكل يعلم أننا نصل إلى المرحلة النهائية التي تتطلب قرارات سياسية".
وقال مسؤول فرنسي، امس الجمعة، لـ"رويترز" إن المفاوضات بين إيران والقوى العالمية ما زالت صعبة، لكن هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وتجاوز المفاوضون في فيينا على بعض الاختلافات في مسودة الاتفاق ولكن ما تبقى هو القضايا الرئيسية التي تتطلب قرارات سياسية محددة ويجب على واشنطن أن تعلن قراراتها بشأن القضايا المتبقية والغاء الحظر.
ولقد تم احراز التقدم في المسودات الأربع، أي عموميات الاتفاق، وتفاصيل الغاء الحظر، والتزامات إيران النووية وترتيبات تنفيذ الاتفاق کما اعترف دبلوماسيون في فيينا بأن المفاوضات تسير حتى الآن في مسارها الصحيح.
الملفت ان الأطراف الغربية تحاول عادة وضع الطرف الآخر تحت أكبر قدر ممكن من الضغط اثناء المفاوضات لانتزاع التنازلات منه. وقد أتيحت الفرصة للغرب للتوصل إلى نتيجة في المفاوضات لكن الاطراف الغربية حاولت فرض مطالبها على إيران من خلال اللجوء الى تكتيك تحديد الموعد النهائي ولعبة إلقاء اللوم على ايران. ويجب على الولايات المتحدة والدول الأوروبية الاعتراف بأن سبب المفاوضات الحالية هو انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق النووي ، وقد أدى تقاعس الدول الأوروبية إلى تفاقم الوضع.
وشهدنا في هذه الجولة من المفاوضات بعض التطورات والخلافات في الفريق الأمريكي وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر مقربة من الوفد الأميركي في فيينا، أنه مع وصول المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى منعطف حاسم، تصاعدت الخلافات داخل فريق التفاوض الأميركي مع طهران.
وعقب ورود أنباء عن انسحاب ريتشارد نيفو، مساعد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، من فريق التفاوض في فيينا، أكد مسؤولو ادارة بايدن النبأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت مصادر مقربة من فريق التفاوض الأميركي عن تغييرات في الفريق، قائلة إنه بعد ريتشارد نيفو، نائب الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، انسحب اثنان آخران من فريق التفاوض الأميركي في فيينا احتجاجًا على مواقف روبرت مالي لاسترضاء إيران.
وتؤشر تغييرات غير متوقعة في الفريق الأمريكي عن ارتباك الفريق حول جدية إيران ومبادرتها في المفاوضات، ويبدو أن هذه الانسحابات من فريق التفاوض تجسد أن الأمريكيين لم يتمكنوا من إيصال المفاوضات إلى حيث يريدون أن تكون.
وتجري مفاوضات رفع الحظر الجائر هذه الأيام وتعبر إيران والولايات المتحدة عن وجهات نظرهما بشأن القضايا الأربع المتمثلة في "الغاء الحظر" و "التحقيق من اجراءات واشنطن" و"الضمانات" ، و"الالتزامات النووية الایرانیة" ، من خلال نص مكتوب غير رسمي ، وتقوم الفرق بمراجعة النصوص.
والموضوع الذي يحظى باهمية هي ان سياسة الصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتها ايران لن تستمر الى الابد وعلى الاطراف الغربية التحرك في اتجاه بناء بدلا عن السعي وراء انتزاع التنازلات من ايران تماشيا مع سياسة امريكا المتمثلة في ممارسة الضغط القصوى.
ولقد أثبتت ایران انها تتحلى بالحكمة والبصيرة والشجاعة خلال المفاوضات والآن حان الوقت للغرب أن يتخلی عن المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة ویجب علیه ان يعتمد اجراءات ذات مصداقية لتسريع وتیرة المفاوضات.
انتهی ** 3280
تعليقك