وشارك في هذا الاجتماع شخصيات علمية وسياسية وثقافية وإسلامية ومسيحية، إدانوا جرائم الكيان الصهيوني واكدوا على ضرورة تحقيق الأهداف الفلسطينية بما في ذلك تحرير القدس الشريف.
وأشار سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى روسيا "كاظم جلالي"، في كلمته خلال الإجتماع الذي عقد مساء امس الاثنين، إلى الصراع بين جبهتي الحق والباطل عبر التاريخ، قائلاً:" إنّه في مواجهة الكيان الصهيوني لم ولن ينجح سوى نهج المقاومة والتصدي للإعتداءات هذا الكيان ، وإن الشعار المهم لدعاة الحقوق في العالم هو الوقوف مع الشعب الفلسطيني ونصرته كواجب إنساني."
وفي إشارة الى انّ الإنسانية هو مفهوم متعلّق بجميع الأديان السماوية وأنها غير مقسمة حسب هذه الأديان، قال جلالي :" إنّنا نقف بجانب بعضنا البعض في نهج قائم على الإنسانية ونحن جميعاً نناضل ضد الظلم والإضطهاد بحيث لا جنسية ولا دين ولا عرق ولا لون ولا شيء له أولوية إلا أساس الإنسانية في نضالنا هذا."
واشار الى جرائم الكيان الصهيوني في القدس المحتلة، مؤكداً على وقوف ايران وكل الباحثين عن الحقيقة في العالم الى جانب الشعب الفلسطيني مستطردا بالقول:" نحن نؤمن بأن جبهة الحق ستنتصر وستهزم جبهة الباطل وسييحقق الشعب الفلسطيني انتصاره الكامل على الكيان الصهيوني".
واعتبر انّ كل من لا يرفع اليوم صرخة ضد ظلم الشعب الفلسطيني وتشريده وقتل رجال ونساء وأطفال هذه الأرض إما يكون في هذه الجبهة أو مؤيد لجبهة الباطل.
وفي إشارة إلى المفاهيم المشتركة للأديان السماوية كالإسلام والمسيحية واليهودية في سياق ضرورة محاربة الظلم، قال جلالي:" إن تسمية الإمام الخميني (قدّس الله سرّه) للجمعة الأخيرة من شهر رمضان "بيوم القدس العالمي " إستند ايضاً الى هذا الفهم الدقيق للدين الإسلامي."
وتابع حديثه في سياق "يوم القدس "معتبراً اياه يوم الوقوف ضد الظلم، وقال:" إذا فهمنا فكرة أن الوقوف ضد الظلم واجب على جميع الناس، فإن يوم القدس هو ملك لكل الأحرار وطالبي الحرية في العالم."
يجب تحرير الأراضي المحتلة
بدوره القى النائب السابق لمجلس الدوما الروسي ورئيس المركز الروسي في القدس "سيرغي بابورين " كلمة في هذا الاجتماع، قال فيها :" لقد حرم الفلسطينيون من وطنهم منذ عدة أجيال لكنهم يواصلون القتال ومن وجهة نظرنا، يجب أن تكون القدس عاصمة فلسطين ، ويجب تحرير الأراضي المحتلة."
وفي إشارة إلى جرائم الكيان الصهيوني،صرّح سيرغي بابورين بأن الصهيونية تقوم بإفراغ البشرية وتدميرها من الداخل ، ولهذا آمل أن نحافظ ونزيد وحدتنا ضد هذا الكيان الغاصب.
وفي إشارة إلى الوضع الدولي قال سيرغي بابورين:"يمكن لروسيا أن تستمر في الوجود إذا أوجدت رابطة بين المسلمين والمسيحيين."
وفي سياق كلمته أشار إلی مبادرة الإمام الخميني (قدّس الله سرّه) بتسمية يوم القدس، وقال:" في الماضي ، لم يكن مجتمعنا على دراية برسالة الإمام الخميني (ره) إلى الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والذي حذّر فيها الامام الخميني من مصير الاتحاد السوفياتي وأنه إذا بدأ الرؤساء السوفيات اللعب مع أمريكا ولم يجددوا القيم الدينية التقليدية في البلاد سيواجهون تحديات خطيرة."
وفي إشارة إلى رحلاته إلى المدن الإسلامية المقدسة في إيران وسوريا والعراق، قال سيرغي بابورين:" لقد وجدت رمز الوحدة بين الكنيسة والإسلام في مسجد كبير بدمشق حيث برزت فيها رموز الأولياء مثل النبي محمد (ص) والنبي يحيى (ع) والإمام الحسين (ع) فيها ، وكان المسيحيون يحترمون هؤلاء القادة الدينيين."
القدس قطعة من روح وحياة المسلمين والمسيحيين
وفي هذا الإجتماع، شكر نائب السفير الفلسطيني في موسكو عيسى عبد الله، الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها لشعب بلاده وقال:" إنّ القدس قطعة من روح وحياة المسلمين والمسيحيين، وهي بحاجة إلى دعم كل مسلم أو مسيحي وسنواصل القتال معكم وفي المستقبل القريب سنرى القدس المقدسة محررة من قوى الشر."
وفي إشارة إلى الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة ، قال: "لقد بدأ الكيان الصهيوني في الاونة الاخيرة وفي شهر رمضان جولة جديدة من الاعتداءات والإهانات للأماكن المقدسة وهذه الجرائم ليست بجديدة فهي بدأت ومازالت مستمرة منذ لحظة هجرة الصهاينة الى ارض فلسطين."
الروس يقدّرون مشاعر المسلمين تجاه يوم القدس
وقال رئيس مؤسسة "روسار" الخيرية (RUSSAR) "أوليغ فومين" وهو أحد منظمي هذا الاجتماع:"أننا في روسيا كمسيحيين أرثوذكس ومن يؤمنون بالدين، نقدر مشاعر المسلمين الروس تجاه يوم القدس والمسجد الأقصى الذي هو القبلة الأولى للمسلمين."
وفي إشادة له بنضال الشعب الفلسطيني البارز والجدي ضد الكيان الصهيوني ،اضاف اوليغ فومين :" إنّه لطالما كانت فلسطين بلداً عزيزاً للروس وانه عندما جددنا الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية في روسيا، اعتاد المسيحيون الذهاب إلى فلسطين من أجل الزیارة وكان الغربيون في ذلك الوقت أعداء لفلسطين."
وأشاد بتسمية يوم لتحرير القدس الشريف، وقال:" تعود فكرة يوم القدس إلى إيران والإمام الخميني (قدس سره) والشعب الإيراني."
وصرح: على المسلمين والمسيحيين القتال ضد العدو الغربي بقيادة الولايات المتحدة وحلافائها، بما في ذلك الكيان الصهيوني ، لإستعادة هذا الحق المقدس في القدس.
وقال: على المسلمين والمسيحيين استعادة هذا الحق المقدس في القدس وذلك من خلال القتال ضد العدو الغربي بقيادة الولايات المتحدة وحلافائها، بما في ذلك الكيان الصهيوني.
وحدة المسيحيين والمسلمين موجودة في التعاليم الدينية
من جانبه قال رئيس مقرّ مفتيات موسكو المفتي "أنار رمضانوف" في هذا الاجتماع: " أنه ليس من قبيل المصادفة أن الإمام الخميني (قدّس الله سرّه) اختار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم لأن الله أنزل القرآن في ليلة القدر وهي إحدى من ليالي العشر الأخير من رمضان .فالإمام الخميني (قدّس الله سرّه) كعالم مسلم عظيم يعلم أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان هو يوم عظيم ويصلي فيه جميع المسلمين من أجل تحرير القدس."
يذكر بأن هذا الاجتماع عقد على عتبة احتفالات يوم القدس العالمي ، في مؤسسة "روسار" الخيرية (RUSSAR) بالتعاون مع جمعية الإمام علي (ع) الخيرية والمعهد الاجتماعي للمسلمين والأرثوذكس في روسيا.
كما وأقيم على هامش المؤتمر معرض صور لمثل وأهداف الدفاع عن القدس الشريف وفلسطين.
وكان قد حضر هذا الإجتماع شخصيات اجتماعية بارزة وأساتذة جامعيين تابعين لوزارة الخارجية الروسية وجامعة الصداقة للأمم المتحدة. ومن بين الحضور ايضا كان نائب مفتي الدائرة الدينية للمسلمين في الجزء الآسيوي من روسيا دمير ساخادوف، ورئيس تحرير صحيفة زفتارا أندريه بروخانوف، ورئيس المعهد الاجتماعي للمسلمين والأرثوذكسية الروسية إميل أشوروف، والناشطة الاجتماعية فاطمة ييجوفا.
انتهی ر.م
تعليقك