وعلى هامش زيارته الى أرمينيا ، التقى رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الاسلام والمسلمين "محمد مهدي ايماني بور" كاثوليكوس عموم الأرمن الرئيس الأعلى للكنيسة الرسولية الأرمينية الارثوذكسية "كاريكين الثاني" في إتشميادزين.
وفي هذا اللقاء،وضمن ترحيبه بحجة الاسلام ايماني بور ، أشاد الكاثوليكوس كاريكين الثاني بمساعدة إيران لأرمينيا معتبرا بأن آلية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ستساعد بدورها على رفاهية الجانبين.
وضمن تأكيده على وديّة ومتانة العلاقات بين السفارة والمستشارية الايرانية وكنيسة إتشميادزين في أرمينيا، اوضح غبطته انه وبفضل السفراء والممثلين الثقافيين يتم تنفيذ البرامج المشتركة في مجال الحوار بين الأديان.
كما اشار الى انه سيعقد مؤتمرا مماثلا لمؤتمر دراسات الأديان الذي عقد في كانون الاول /ديسمبر 2023.
وفي إشارة الى البرامج في الإطار التربوي اوضح الكاثوليكوس كاريكين الثاني بأن الهدف منها هو خلق فرصة لمسؤولي الكنيسة للتعرف على الإسلام.
وأضاف رئيس أساقفة إتشميادزين الأرمنية بأن لطف إيران ومساعدتها قد امتد دائما الى مواطنينا الأرمن في إيران.
وفي اشارة الى دور الكنيسة في المجتمع ، اوضح الكاثوليكوس كاريكين الثاني بأنه خلال القرون الماضية فقدت أرمينيا جمهوريتها عدة مرات وكانت الكنيسة هي التي تحملت العبء الثقيل للتوجيه السياسي للشعب، واليوم تلعب الكنيسة دوراً مهماً في تأسيس الجمهورية.
وتابع بأن الكنيسة ايضا لها تأثير في إقامة علاقات ودية مع إيران، لافتا الى انه حتى في أماكن العبادة، نرى تأثير الثقافة والفن الإيراني على نقوش الجدران.
وضمن اطار العلاقات الودية الايراينة الارمنية ، اوضح بأن الحفاظ على الكنائس في إيران وترميمها وتسجيلها وطنيا ودوليا يعد أحد المظاهر الواضحة للحفاظ على حقوق الأرمن في إيران والصداقة المتبادلة بين البلدين، والتي تتم بفضل سلطلت الجمهورية الإسلامية الايرانية.
حان الان وقت تفاعل وتعاون الاديان السماوية سويا
وبدوره اعرب رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية عن ارتياحه لهذا اللقاء ، مضيفا بأنه سيتم توقيع وثيقة التعاون الثقافي لتنمية العلاقات بين البلدين.
كما اكد حجة الاسلام ايماني بور على ان الحوار بين الاديان هو أحد التوجهات الراسخة لمنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ، موضحا بأن المنظمة تقوم بتنظيم حوارات دينية مع الديانات الأخرى منذ نحو 35 عاما.
وضمن استعراض التجارب الجيدة من الحوار مع الديانات المختلفة بما في ذلك المسيحية واليهودية، وجه رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية دعوة لكاثوليكوس عموم الأرمن في إتشميادزين بزيارة ايران.
وفي اشارة الى ان ايران قد تجاوزت مرحلة إقامة الحوارات للتعرف على الأديان، اشار الى انه في الوقت الحاضر يتم مناقشة كيفية التفاعل والتعاون مع بعضنا البعض.
وأكد على أن ظروف المنطقة تدفع الى الحوار،مشيرا الى ان مناقشات الاديان هذه الايام تدور حول قضايا عالمية مهمة ومنها الاسرة التي تعد احدى الركائز التي يهاجمها الغرب.
وتابع مؤكدا على ضرورة تشكيل تحالف عالمي لحماية الأسرة بسبب الحرب العالمية التي تشن ضد الأسرة، مستشهدا بمقولة ان الشعوب التي تتحاور لا تتحارب مع بعضها البعض.
واعتبر حجة الاسلام ايماني بور الى أن تعليم الشباب من القضايا المهمة التي يجب مناقشتها.
كما استنكر الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا على ان حرب غزة أظهرت أن المؤسسات الدولية غير فعالة ونحن بحاجة إلى مؤسسات جديدة لإرساء السلام العالمي.
وفي اشارة الى دور الاديان الجدي والبناء في الحفاظ على السلام العالمي ، اكد حجة الاسلام ايماني بور على دعم ايران للسلام المستدام في المنطقة والحوار الذي سيخلق هذا السلام.
ايران تعتبر ارمينيا جارة جيدة
ولفت الى أن الأرمن معروفون كشعب نبيل في إيران، اوضح بأن قائد الثورة الاسلامية يعتبر أرمينيا جارة جيدة ويؤكد على الحفاظ على حدود الدول.
وضمن امتنانه لإتاحة الفرصة لهذا اللقاء، أشار رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامية الى اهتمام السفارة الإيرانية والمستشارية الثقافية في أرمينيا بتطوير العلاقات بين البلدين بالتعاون مع الكنسية.
وتابع موضحا بأن رئاسة مجلس السياسات للحوار بين الأديان في إيران هي من مسؤولية منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وبأنه تلقى اجابات وردود فعل ايجابية خلال المراسلات التي أجراها مع كاثوليكوس اتشميادزين في مختلف المجالات والمواضيع.
وأشار الى ان قائد الثورة الاسلامية يقوم بزيارة عوائل الشهداء الارمن وتمجيدهم تقديرا منه لتضحيات الأرمن خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس (الحرب الايرانية -العراقية المفروضة 1980-1988).
وعن وضوح التعاون الإيراني والارمني ، اشار حجة الاسلام ايماني بور الى انه خلال الفترة القصيرة التي قضاها في أرمينيا، لاحظ اثناء زيارته المدارس والجامعات بأن عددا كبيرا من الشباب الارمني ينخرط في تعلم اللغة الفارسية.
وتابع بأن هذا العدد من متعلمي اللغة الفارسية في أرمينيا ومتعلمي اللغة الأرمنية في إيران هم الضامنون لعلاقات مستقبلية جيدة.
كما اكد على ضرورة مناقشة التعاون العالمي والإقليمي سويا، لافتا الى ان الحضارة الغربية، خاصة خلال وباء كورونا، أظهرت أنها لا تستجيب لاحتياجات الإنسان المعاصر.
واشار بأن الغرب ينشر فكرة الخوف من الاديان لأن الاديان مؤثرة ومفيدة في المجتمعات ، مضيفا بأن الغرب لا يخلق الخوف، الا اذا كان هناك أصل الأشياء الجيدة.
واعتبر بأن العالم يقف عند نقطة تحول تاريخية، فالآراء موجهة من الغرب الى الشرق ومن العلمانية والهروب من الدين الى الطبيعة الإنسانية.
انتهى**ر.م
تعليقك