كاتب سياسي لبناني: كان للإمام الخميني دورا رائدا في نفخ روح المقاومة في كافة الفصائل المقاومة

طهران /3 حزيران/يونيو/إرنا- قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني"عدنان علامة"، لقد إحتلت قضية فلسطين حيزا كبيرا في فكر الإمام الخميني (ره) لإنه يرفض الظلم و"إسرائيل" تجسد ذلك الظلم مؤكدا انه كان للإمام الخميني دورا رائدا في نفخ روح الثورة والمقاومة في كافة الحركات والفصائل المقاومة بفضل الأراء الثورية.

وقال عدنان علامة في مقابلة مع مراسل إرنا اليوم الاثنين، قد أعطى الإمام الخميني (ره) مفاهيم خاصة في التعامل مع قضية فلسطين غير قابلة للمفاوضة والمساومة فاعتبر سماحته.

وأضاف: إن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع مصيري وجودي، وليس نزاعا سياسيا أو حدوديا، يدخل في إطار المساومات الرخيصة.

وصرح إلى أن الصراع هو عقيدي ديني بين الإسلام والصهيوينة، فالإمام أدخل البعد الإسلامي والعقائدي إلى عمق الصراع مع العدو الصهيوني.

وأشار إلى الصراع هو صراع متعدد الأطراف بين محور الشر( أمريكا + إسرائيل + الدول الإستكبارية) + محور الخير ( إيران + الدول المناهضة لإسرائيل +حركات المقاومة) ضد العدو.

وأضاف: من أقوال الإمام في شرح الأطماع الصهيونية: "منذ سنوات طوال وأنا أذكر وأحذر المسلمين دائما في الخطب والمقالات من "إسرائيل" وجرائمها، ومن أن هذه الغدة السرطانية الموجودة في إحدى زوايا الدول الإسلامية لن تكتفي فقط بالقدس".

 ويقول في موضع آخر "يجب أن يعلم الجميع أن هدف الدول الكبرى من إقامة "إسرائيل" لا يقف عند حد احتلال فلسطين، إنهم يخططون لتواجه الدول العربية كلها نفس المصير الذي واجهته فلسطين".

وتابع قائلا: مثلت القضية الفلسطينية في فكر الإمام الراحل الخميني ونهجه مساحة كبيرة عبر المواقف الإيرانية الثابتة تجاه فلسطين، وكانت على الدوام نصب العين وفي القلب؛ فتاريخيا ارتبط اسم الإمام الخميني بالقضية الفلسطينية قبيل اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال إصداره أول فتوى عام 1968، التي حث فيها على أهمية تقديم الدعم المالي والإسناد للثورة الفلسطينية، وضمان استمرار جذوة المقاومة والالتحاق بها ضد الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقا من قاعدة أساسية هي أن فلسطين قضية محور الصراع، وهي في قلب وفكر الإمام قبل الثورة وبعدها.

ولفت إلى في حرب عام 1973 دعا الإمام الخميني إلى عدم الالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي قضت بوقف إطلاق النار ضد العدو الإسرائيلي، وقال : "أنا أنصح الحكومات أن يطردوا "إسرائيل" الغاصبة من الدول الإسلامية، ومن الأراضي المغتصبة، وأن يرفضوا العنصرية ولسان العجز الذي يدينه الإسلام ويرده".

وقال: إن بعد إنتصار الثورة الإسلامية تربعت إيران على عرش الدول التى تدعم فلسطين وكافة حركات وفصائل المقاومة التي تحارب "إسرائيل" بكل أنواع الدعم المادي والسياسي والعسكري والفكري.

وأضاف: من أهم الإنجازات الثورة الإسلامية في إيران هي؛ قطع العلاقات الرسمية مع "إسرائيل" وإيقاف تزويدها بالنفط وتسليم سفارة "إسرائيل" إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع قائلا: كان للإمام الخميني دورا رائدا في نفخ روح الثورة والمقاومة في كافة الحركات والفصائل المقاومة بفضل الأراء الثورية التي تقضي بضرورة إجتثاث هذه الغدة السرطانية وإستحالة التعايش معها او القبول بوجودها.

فتاوى وأقوال الإمام الخميني (ره)

وقال الكاتب اللبناني: دعم الإمام الخميني قدس سره المجاهدين والمقاومين، حيث قال: "لا تغفلوا عن تقديم المساعدات والعون للرجال المضحين الذين يناضلون في طريق تحرير فلسطين".

وأضاف: لأهمية هذا الأمر فقد أذن الإمام أن يدفع لهؤلاء المجاهدين من الزكاة والخمس وسائر الصدقات، مع العلم أن الزكاة والخمس لا يستطيع أحد أن يتصرف بها إلا بإذن الحاكم الشرعي، ولذلك أعطى الإمام الإذن بصرف هذه الحقوق للمجاهدين والمقاومين لـ"إسرائيل".

وأشار إلى من أهم فتاوى الإمام الخميني في مواجهة العدو هو ضرورة القتال ولو مع عدم التكافؤ عتبر ذلك قتالا شرعيا وواجبا.

وبرأي الإمام: "فإنه ليس من خيار أمام العرب والمسلمين لاستعادة فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة سوى خيار المقاومة والانتفاضة".

وقال: إنه يتضح ذلك من تحليل جميع خطب الإمام وبياناته عن "إسرائيل"، فالباحث الدبلوماسي التفاوضي أو الصراع السياسي أو توزيع الأدوار بين السياسة والحرب. إن اللغة السائدة في الخطاب السياسي للإمام هي لغة الجهاد والمقاومة، ولا توجد لديه اية لغة أخرى في خطاباته وبياناته.

وأضاف: في هذا الإطار يؤكد الإمام على أن لا يبقى ولا شبر واحد من أرض فلسطين في أيدي المحتلين، بل يجب إنقاذ واستعادة فلسطين، كل فلسطين، من دنس الصهاينة، أي ما تم احتلاله سنة 1948، وما تم احتلاله سنة 1967. وبناء عليه فليست للصهاينة أية حقوق في الأراضي الفلسطينية على حسب رأي الإمام الخميني.

وللإمام تعبيرات متعددة تتناول هدف استئصال هذا الكيان الغاصب، يقول: "نحن لا نعترف بأي حق لـ"إسرائيل" في الوجود" أو تعبير "يجب أن تزول "إسرائيل" من الوجود" و"يجب أن تزول جرثومة الفساد من جسد الأمة" أو تعبير "يجب استئصال الغدة السرطانية" فلا خيار غير ذلك.

وكان للدول العربية نصيب من أقوال الإمام الخميني (ره): إن كثيراً من حكومات البلدان الإسلامية ونتيجة للانهزام النفسي أو لعمالتها تنفذ المخططات الخيانية والرغبات المشؤومة الاستعمارية المعادية للإسلام والتي تهدف إلى ترسيخ هذه الأوضاع المأساوية للمجتمع الإسلامي والى تسليط "إسرائيل" على أرواح وأموال وأراضي الأمة الإسلامية.

من أهم الأعمال للإمام للتذكر بقضية فلسطين والقدس:

** إعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوم ا للقدس

وقال الإمام الخميني قدس سره: "يوم القدس، يوم يجب ان تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوم يجب فيه ان تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين".

**إعلان البراءة من المشركين أثناد إداء مناسك الحج

وأعاد الإمام الخميني للحج بعده السياسي سيما بإعلانه أن البراءة من قوى الكفر العالمية ركن من أركان الحج ولا بد أن تؤدى ليكون الحج حجا حقيقيا يقول قدس سره. وإن إعلان البراءة من المشركين تعتبر من الأركان التوحيدية والواجبات السياسية للحج. فحاشا أن يتحقق إخلاص الموحدين في حبهم بغير إظهار السخط على المشركين والمنافيين، وأي بيت هو أفضل من الكعبة البيت الآمن والطاهر. بيت الناس لنبذ كل أشكال الظلم والعدوان والاستغلال والرق والدناءة اللاإنسانية قولا وفعلا، وتحطيم أصنام الآلهة تجديدا لميثاقه "ألست بربكم" وذلك إحياء لذكرى أهم وأكبر حركة سياسية للرسول التي عبر عنها القرآن بقوله: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾.

وأختم هذه الفقرة بتعبير الإمام عن الموقف المذل للدول العربية والإنساني فقال: ثمة موضوع أشعر بأنه يشكّل لغزاً بالنسبة لي، وهو أن جميع البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة تعلم ما هي المشكلة، وتعلم أن يد الأجنبي تريد زرع الفرقة بين صفوفها، وتشاهد أن نصيبها من هذه التفرقة هو الضعف والزوال، وتشاهد أن دولة "إسرائيل" التافهة تقف بوجه المسلمين.

ولو كان المسلمون مجتمعين وألقى كل واحد منهم دلوا من الماء على "إسرائيل" لقضى عليها السيل، ومع ذلك يقفون أذلاء أمامها. واللغز أنهم لماذا لا يلجأون إلى العلاج الحتمي.

وأضاف: لقد وضع الإمام الخميني قدس سره أسسا مؤسساتية في الإدارة وبالتالي أصبحت القضية الفلسطينية وحركات المقاومة مرتبطة بمكتب المرجع مباشرة وبالتالي أصبحت ثابتة لا تتبدل مع تبدل الذين يتصدون للمرجعية في منصب الولي الفقيه. أعاد الإمام الخميني الإسلام المحمدي الأصيل إلى الحياة بعد ان تم تشويهه بمسميات عدة.

وأجرى الإمام إستفتاء عاما على إختيار الجمهورية إسلامية كنظام حكم ليسد الأبواب بوجه أعداء الثورة من الدول الإستكبارية في محاولاتهم للترويج بعدم شرعية الثورة.

انتهى**3276

أخبار ذات صلة

تعليقك

You are replying to: .