٣٠‏/١٢‏/٢٠٢٤، ٤:٣١ ص
رقم الصحفي: 2461
رمز الخبر: 85704600
T T
٠ Persons

سمات

متحدث الحرس الثوري: اليقظة تجاه أي فتنة جديدة ضرورية

٣٠‏/١٢‏/٢٠٢٤، ٤:٣١ ص
رمز الخبر: 85704600
متحدث الحرس الثوري: اليقظة تجاه أي فتنة جديدة ضرورية

اصفهان / 30 كانون الاول/ ديسمبر/ارنا- قام المتحدث باسم الحرس الثوري العميد محمد علي نائيني بتحليل الجوانب المختلفة لفتنة العام 2009 وأهمية يوم 30 ديسمبر باعتباره يوم البصيرة، وحذر من فتنة جديدة، وقال: إن الثبات على أهداف الثورة الإسلامية ومُثُلها وتحقيق الردع الكامل في كافة جوانب القوة هما السبيل إلى الحصانة من تهديدات العدو وفتنه.

وفي كلمته مساء الأحد، في البرنامج الخاص ليوم البصيرة وميثاق الأمة مع الولاية، الذي أقيم في الجامعة الحرة الإسلامية في مدينة خوراسكان بمحافظة اصفهان، اشار العميد نائيني إلى الدور الجوهري للشعب في اجهاض فتنة العام 2009 التي تلت الانتخابات الرئاسية وقال: إن التاسع من دي (30 ديسمبر، يوم الهبة الجماهيرية التي احبطت الفتنة التي تلت الانتخابات الرئاسية) هو ملحمة خالدة في تاريخ الثورة الإسلامية، وقد أظهر أن الشعب الإيراني قادر على تحييد أي مؤامرة وفتنة ببصيرته وحضوره في الوقت المناسب. بالطبع مازال أعداء الثورة الإسلامية يسعون من خلال تغيير شكل الفتن واستخدام أساليب جديدة، ضرب الوحدة والتلاحم الوطني.

وأكد العميد نائيني: اليوم انتقلت تهديدات الأعداء من المجال العسكري إلى المجال الثقافي والاقتصادي والافتراضي، ويحاول الأعداء التأثير على عقول وقلوب الناس وخاصة الشباب باستخدام وسائل الإعلام والمعلومات.

وأشار رئيس اللجنة المركزية لاحياء ذكرى يوم 30 ديسمبر إلى أهمية دور الطلاب الجامعيين في تنوير وتحييد كيد العدو، وأضاف: يمكن للطلاب الجامعيين، باستخدام العلم والبصيرة، أن يلعبوا كرواد لمكافحة الفتن دورا في تعزيز قيم الثورة الإسلامية وخلق الوعي في المجتمع.

ولفت العميد نائيني في حديثه إلى التهديدات الاقتصادية والحرب الهجينة، وقال: الأعداء يستغلون كل فرصة لإضعاف إيران الإسلامية، ويجب أن نكون يقظين حتى لا ننخدع بمخططاتهم. لقد أظهر الشعب الإيراني مرارا وتكرارا أنه يقاوم الضغوط والعقوبات الأجنبية، وقد خيب أمل أعداءه بوحدته ومقاومته.

وأكد العميد نائيني أن الثورة الإسلامية واجهت كل أنواع التحديات والتهديدات منذ بداية انتصارها، وقال: إن جميع تجارب الاطاحة والاحتواء التي نفذها الغرب في مختلف البلدان تقريبًا تم اختبارها أيضًا ضد إيران. وما حدث عام 2009 هو الاستفادة من تجربة الثورات الملونة، وهو النموذج الذي طبقه الغرب في أكثر من 20 دولة ونجح في إسقاط أنظمة سياسية في 17 دولة منها.

وأضاف: الثورات الملونة أساسها عادة الانتخابات، وهي تستهدف عقلية الشعب من خلال زرع الشك في نزاهة الانتخابات، ومن ثم من خلال تحريض الجمهور وخلق أجواء ثنائية القطبية، تشكك في شرعية الانتخابات والنظام الحاكم.

وفي إشارة إلى دور الدول الغربية في التخطيط والدعم لفتنة العام 2009، قال العميد نائيني: إن الوثائق تظهر أن الأجهزة الغربية و11 سفارة كانت نشطة في فتنة العام 2009 وأن مراكز الفكر الغربية خططت للانهيار من الداخل وتنفيذ ثورة ملونة.

وأضاف: ظن الأعداء أنهم قادرون على إسقاط النظام بكل قوتهم، لكن الشعب الإيراني ببصيرته قلب كل حساباتهم.

وقال العميد نائيني: ما فعله الشعب في 30 ديسمبر لم يكن أقل من فتح خرمشهر، وفتنة العام 2009 كانت أكثر تعقيدًا وخطورة من الحرب المفروضة (1980-1988)، لكن الشعب الإيراني كان شامخا في هذا الاختبار أيضًا. وكانت انتفاضة الشعب في ذلك العام ذروة الدفاع عن القيم الدينية والوطنية.

وذكر نائب قائد الحرس الثوري في شؤون العلاقات العامة أن وسائل الإعلام الغربية لا تستطيع إخفاء عظمة ملحمة 29 ديسمبر، وقال: إن هذا الحراك الشعبي أبطل فتنة العام 2009 وكان أحد الأيام ذات الفخر في تاريخ الثورة الإسلامية. في هذا اليوم ظهرت عناصر القوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من عقيدة وإيمان ووحدة وبصيرة.

*استمرار التهديدات والفتن

وفي إشارة إلى 46 عاما من التهديدات والفتن المختلفة ضد الجمهورية الإسلامية، قال العميد نائيني: تغيرت أنماط مواجهة الجمهورية الإسلامية، من الأدوات والأساليب إلى شكل الفتن، لكن فتن العدو مستمرة.

وقال: إن الثبات على أهداف الثورة الإسلامية ومُثُلها وتحقيق الردع الكامل في كافة جوانب القوة هما السبيل إلى الحصانة من تهديدات العدو وفتنه.

*دراسة أسباب الوجود الإيراني في مواجهة داعش والتحديات الإقليمية

واستعرض العميد نائيني في كلمته دور إيران في محاربة داعش وتأثيرات هذه المعركة على أمن المنطقة.

وأكد: أن تواجد الجمهورية الإسلامية في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية تم لعدة أسباب منها توفير الأمن والحفاظ على حرمة العتبات المقدسة والدفاع عن مراقد أهل البيت (ع) وتلبية الطلب الرسمي من حكومتي العراق وسوريا وتعزيز محور المقاومة.

وقال: داعش، باعتبارها فتنة تكفيرية خطيرة، دمرت البنية التحتية في العراق وسوريا وارتكبت جرائم وحشية في المنطقة، لذلك كان توفير الأمن مسألة حيوية بالنسبة لنا.

وأضاف: أما الأمر الثاني فهو الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة والدفاع عن مراقد أهل البيت (ع) في سوريا التي تعرضت لتهديد شديد من قبل داعش والحركات التكفيرية. وقد دمر تنظيم داعش خلال تلك الفترة أكثر من 30 مرقداً ومزاراً دينياً في الموصل ومحافظة نينوى خلال أقل من شهر.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري عن دور إيران في تعزيز محور المقاومة: إن الوجود الإيراني ادى الى تعزيز جماعات المقاومة مثل حزب الله اللبناني وجبهة المقاومة الفلسطينية. تعتمد هذه الجماعات على نفسها من حيث المعدات والتنظيم، وتظهر عمليات مثل "طوفان الأقصى" والاجراءات الأخيرة لحزب الله أن قدراتها تتطور.

*دور داعش واختلافه عن الجماعات الأخرى

وفي تحليله لبنية داعش، قال العميد نائيني: لقد أنشأ داعش مجموعة إرهابية كانت بالكامل تحت تصرف أجهزة الأمن الغربية والموساد. اعتبرت هذه المجموعة جميع الدول الإسلامية ملكا لها وتم اعتبارها منظمة إرهابية بكل المعايير في العالم.

وأشار إلى التطورات الأخيرة في سوريا والتحديات القادمة، وقال: رغم أن نظام بشار الأسد لم يسقط أمام داعش، إلا أن التحديات الجديدة مثل المشاكل الاقتصادية والعقوبات والتغيرات في نهج جماعات المعارضة جعلت الحكومة السورية أضعف.

وأشار العميد نائيني إلى تغير استراتيجية الجماعات المعارضة مثل هيئة تحرير الشام وقال: هذه الجماعات رسمت حدودها مع داعش بشعارات شعبية مثل حرية المرأة والإعلام الحر، ومن خلال خلق حرب ادراكية تمكنت من تغيير الجو السلبي الماضي.

وأضاف: من خلال تغيير نظرة النخب والعسكريين السوريين قبل العمل العسكري، خلقت الجماعات الإرهابية الأرضية لكسر المعنويات الوطنية وتقليص قدرة اتخاذ القرار.

وأشار إلى تقليص الوجود العملياتي الإيراني بعد الحرب مع داعش، وقال: إن الوجود الإيراني في سوريا الذي تشكل بقيادة الشهيد الحاج قاسم سليماني، اقتصر تدريجيا على الوجود الاستشاري بعد هزيمة داعش.

ولفت إلى تجربة التعبئة الشعبية في سوريا، وقال: تم تشكيل قاعدة الدفاع الوطني لمواجهة خطر داعش وتم تنظيم القوات الشعبية السورية هناك. لعبت هذه القوات التي وصل تعدادها إلى 120 ألف عنصر دوراً مهماً في تأمين المناطق لكن بعد الحرب مع داعش انخفض هذا العدد إلى 10 آلاف عنصر ، وتم نزع سلاح بعضهم ولم ينشطوا إلا في الجيش.

*دور "إسرائيل" في إضعاف سوريا

وفي إشارة إلى ممارسات الكيان الصهيوني قبل سقوط النظام في سوريا، قال المتحدث باسم الحرس الثوري: نفذت "إسرائيل" العديد من الهجمات على مراكز عسكرية سورية بهدف تعزيز أمنها ومنع دعم جبهة المقاومة. كما حاول هذا الكيان قطع الطرق البرية والجوية بين إيران وسوريا ومنع استقرار قوى المقاومة في المنطقة.

*تحديات سوريا المستقبلية

وقال العميد نائيني: توجد حاليا 23 مجموعة معارضة تعمل في سوريا، ومن الصعب تشكيل حكومة مركزية تمثل جميع المجموعات. تسعى "إسرائيل" من خلال أفعالها إلى تدمير البنية التحتية السورية وقطع ممرات الاتصال مع جبهة المقاومة. تظهر هذه التحديات أن مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة في سوريا، وأن المصالح الوطنية للشعب السوري لا تحظى بالأولوية.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .